«وجع العمر ووجدتني» .. ديوانان للشاعرة مروة جهمي مجبولة بعشق فلسطين

مساحة الشعر، عند مروة جهمي، بدأت في عمر مبكر، دفعها إليه دون أن تدري، محطة اساسية في حياتها، ما تزال ترافقها إلى اليوم، تمثلت باستشهاد شقيقها المقاوم عماد جهمي في مواجهة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي عند تخوم وادي زبقين، تخللها إسقاط مروحية للعدو ، قبل اكثر ٣٨ عاما، يوم كانت في المرحلة الابتدائية ، فعبرت بفطريتها عن هذا الوجع ، الذي لازمها في مسلسل حياتها .
لا تفضل مروة جهمي ، إبنة مدينة صور ، إلصاق الصفة الشعرية على نفسها، فكل ما تكتبه وتنشره في دواوينها ، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ، لا يعدو حسب قولها أحاسيس تطلقها في فضاء الكلمة الجميلة العابرة
نحو الحب والشوق والوجع المستوطن فيها .
تنتمي مروة جهمي ، التي ترك فقد زوجها أثرا بالغا في شؤونها وشجونها ، إلى مدرسة ذات هوية ، عنوانها المحبة ورفض الظلم والاستقواء .
في مسيرتها الشعرية ، ديوانان من الشعر ، صدرا قبل فترة وجيزة ، حملا على صفحات كل منهما ، كما هائلا
من قصائد النثر ، يحضر في كل واحدة منها ، ثورة على ما هو قائم ، وحنينا دائما إلى الأحبة، الذين مضوا لكي يحيا غيرهم ، بعدما تخلوا عن انانيتهم في الحياة .

حمل ديوانها الأول(ووجدتٌني ) عشرات النصوص الوجدانية و الشعرية والادبية المتماهية مع واقعها وبيئتها الصورية وبحر مدينتها المفتوح على أسرار الحياة، بينما كان ثمرة نتاجها الأدبي الثاني ( وجع العمر ) حقولا من الألم تحتل يومياتها دون منازع ، وتفرد فيه القسم الاكبر لغياب زوجها ، الذي شكل صدمة كبيرة ، بعدما كان السند والعضد، كما تعطي حيزا من قصائدها لقضية فلسطين، وما يحصل من صمود ومقاومة في غزة .

تستعد جهمي ، والتي تجمع صفات المربية والناشطة الإجتماعية والثقافية لإصدار كتاب ، يمثل اطروحة الدكتوراه في العلاقات الدولية والديبلوماسية بعنوان ( دور التنمية السياسية في إستقرار النظام السياسي بين الثابت والمتغير ، دراسة مقارنة بين سنغافورة ولبنان ) كما انها تبحر في مزيد من الكتابة الادبية والشعرية .

من قصائدها

وأعادتها لنا غزة كرامة وعزّة….
سجّل يا تاريخ للأجيال
وأكتب بالدمِ قصص الأبطال. ..
وأروي التراب القدسيّة
بشلالٍ دم… ببندقية ..
.بزنارِ نار ……ودخان
ببركانِ لهب …وقضيّة
ينابيع شهامة وعنفوان…
تفجّرت من أرضِ الطّهر والنقاء
بحر من الفخرِ و العزّة والإباء …
أمواج من الكرامةِ ..
تسمو بالعلياء
ملاحم أسطوريّة …
كأنك تشاهد مسرحيّة
روايات أو قصص من الخيال
لا يصدقها عقل ولا ينطقها
سوى أبناء الأرض ..
بالغدو والآصال
هناك الأطفال رجال ..
هناك الرُضّع يعلّمونك فن القتال …
هناك النسوة تحمّل حمل الجبال ..
هناك وجوه ضاحكة مستبشرة لله ..
صبرا ..صبرا غ؛ .هاشم
سيجرفهم الطوفان و
سيصبحون بخبر كان
همّ وكل الخذلان ..
وسيلحق بهم أنظمة
النفاق والبهتان
…وجميع العربان …
والظّلم لن يطول
هذا وعد الرحمان ..
صبرا ستحين الساعة
ويأتي الأوان
والنصر آت

السابق
إقرار قانون الصندوق السيادي بعد تعديلات… وبرّي يرفع الجلسة التشريعية إلى الغد
التالي
حزب الله ينعى مقاتلا جديدا