أعداء أميركا يتضاعفون يوما بعد يوم

جو بايدن

وبحسب موقع “Middle East Eye” البريطاني، “بلغة واضحة، تهدد الولايات المتحدة بمهاجمة أي قوات تأتي للدفاع عن الفلسطينيين من بلدان أخرى في المنطقة، مما يطمئن إسرائيل إلى أنها قادرة على الاستمرار في القتل دون عقاب في غزة. ولكن إذا استمرت إسرائيل في حرب الإبادة الجماعية هذه، فقد تصبح التهديدات الأميركية عاجزة عن منع الآخرين من التدخل. إن احتمالات انتشار الصراع هائلة من لبنان إلى سوريا واليمن والعراق وإيران. وحتى الجزائر تقول إنها مستعدة للنضال من أجل فلسطين حرة، بناء على تصويت بالإجماع في برلمانها في الأول من تشرين الثاني”.

اقرأ أيضاً: مأزق «اليوم التالي»: الموقف الأمريكي تجاه مستقبل قطاع غزة

وتابع الموقع، “تنظر حكومات الشرق الأوسط وشعوبها بالفعل إلى الولايات المتحدة باعتبارها طرفاً في المذبحة التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، لذا فإن أي عمل عسكري أميركي مباشر سوف يُنظر إليه باعتباره تصعيداً من جانب إسرائيل، ومن المرجح أن يؤدي إلى مزيد من التصعيد بدلاً من ردعه. وفي الواقع، تواجه الولايات المتحدة بالفعل هذا المأزق في العراق. فعلى الرغم من سنوات من المطالب العراقية بسحب القوات الأميركية، لا يزال هناك ما لا يقل عن 2500 جندي أميركي في قاعدة الأسد الجوية في غرب محافظة الأنبار، وقاعدة الحرير الجوية شمال أربيل في كردستان العراق، وقاعدة صغيرة أخرى في مطار أربيل. وهناك أيضًا “عدة مئات” من قوات حلف شمال الأطلسي، بما في ذلك جنود أميركيون، يقدمون المشورة للقوات العراقية في بعثة حلف شمال الأطلسي في العراق (NMI)، المتمركزة بالقرب من بغداد”.

تصعيد جديد

وبحسب الموقع، “لسنوات عديدة، كانت القوات الأميركية في العراق غارقة في حرب منخفضة المستوى ضد قوات الحشد الشعبي التي شكلها العراق لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، والتي تتكون بشكل رئيسي من المجموعات الشيعية. وعلى الرغم من ارتباطاتها بإيران، فإن الجماعات المسلحة ككتائب حزب الله وعصائب أهل الحق وغيرها من قوات الحشد الشعبي غالبًا ما تجاهلت الدعوات الإيرانية لوقف تصعيد الهجمات على القوات الأميركية. وفي الحقيقة، لا تحترم هذه الجماعات العراقية قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال إسماعيل قاآني بقدر احترامها للجنرال قاسم سليماني، لذا فإن اغتيال الأخير على يد الولايات المتحدة في عام 2020 أدى إلى تقليل قدرة إيران على كبح جماح المجموعات في العراق”.

وتابع الموقع، “بعد هدنة استمرت لمدة عام بين القوات الأميركية والعراقية، أدت الحرب الإسرائيلية على غزة إلى تصعيد جديد لهذا الصراع في كل من العراق وسوريا، وأعادت بعض المجموعات تسمية نفسها باسم المقاومة الإسلامية في العراق، وبدأت في مهاجمة القواعد الأميركية في 17 تشرين الأول. فبعد 32 هجومًا على القواعد الأميركية في العراق، و34 هجومًا آخر في سوريا، وثلاث غارات جوية أميركية في سوريا، في 21 تشرين الثاني، شنت القوات الأميركية غارات جوية على قاعدتين لكتائب حزب الله في العراق، واحدة في محافظة الأنبار والأخرى في جرف النصر، جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل تسعة على الأقل من رجال المجموعات”.

وأضاف الموقع، “كما كانت تخشى الحكومة العراقية، ردت المقاومة الإسلامية في العراق على الضربات الجوية الأميركية بهجومين على قاعدة الحرير الجوية في 22 تشرين الثاني وعدة هجمات أخرى في 23 تشرين الثاني. وهاجمت المقاومة قاعدة الأسد الجوية بعدة طائرات مسيّرة، وشنت هجومًا آخر بطائرات مسيّرة على القاعدة الأميركية في مطار أربيل، كما هاجم حلفاؤها في سوريا قاعدتين أميركيتين عبر الحدود في شمال شرق سوريا”.

تصاعد العنف

وبحسب الموقع، “باستثناء وقف إطلاق النار في غزة أو الانسحاب الأميركي الكامل من العراق وسوريا، لا يوجد إجراء حاسم يمكن للولايات المتحدة اتخاذه من شأنه أن يوقف هذه الهجمات. لذا فمن المرجح أن يستمر مستوى العنف في العراق وسوريا في الارتفاع طالما استمرت الحرب على غزة. كما وهناك قوة عسكرية هائلة وذات خبرة تعارض إسرائيل والولايات المتحدة وهي جيش الحوثيين في اليمن. ففي 14 تشرين الثاني، طلب عبد الملك الحوثي، زعيم حكومة أنصار الله في اليمن، من الدول المجاورة فتح ممر عبر أراضيها لجيشه ليذهب ويقاتل إسرائيل في غزة. وقال نائب وزير الإعلام الحوثي نصر الدين عامر لمجلة “نيوزويك” إنه إذا كان لديهم طريقة لدخول فلسطين، فلن يترددوا في الانضمام إلى القتال ضد إسرائيل”.

ورأى الموقع” أن نقل مئات الآلاف من الجنود اليمنيين للقتال في غزة سيكون مستحيلاً تقريباً ما لم تفتح المملكة العربية السعودية الطريق. وفي الواقع، يبدو هذا مستبعدًا إلى حد كبير، لكن يمكن لإيران أو أي حليف آخر أن يساعد في نقل عدد أقل جوًا أو بحرًا للانضمام إلى القتال. وأطلق الحوثيون سلسلة من الطائرات المسيّرة والصواريخ باتجاه إسرائيل. وفي حين يحاول العديد من أعضاء الكونغرس الأميركي تصوير الحوثيين على أنهم مجرد دمى في يد إيران، فإن الجماعة هي في الواقع قوة مستقلة لا يمكن التنبؤ بها ولا تستطيع الجهات الفاعلة الأخرى في المنطقة السيطرة عليها”.

«كل الخيارات مطروحة»

وبحسب الموقع، “على الحدود اللبنانية، قام حزب الله وإسرائيل بتبادل يومي لإطلاق النار منذ 7 تشرين الأول، مما أسفر عن مقتل 97 مقاتلاً و15 مدنياً في لبنان وتسعة جنود وثلاثة مدنيين في إسرائيل. وقد نزح حوالي 46 ألف مدني لبناني و65 ألف إسرائيلي من المنطقة الحدودية. وحذر وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، في 11 تشرين الثاني قائلاً: “ما نفعله في غزة، يمكن أن نفعله أيضاً في بيروت”. وكرر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذا التهديد هذا الأسبوع. فكيف سيكون رد فعل حزب الله الآن بعد أن استأنفت إسرائيل مجزرتها الوحشية في غزة بعد توقف قصير، أو إذا وسعت إسرائيل المذبحة إلى الضفة الغربية؟”.

وتابع الموقع، “في خطاب ألقاه يوم 3 تشرين الثاني، أحجم الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، عن إعلان حرب جديدة على إسرائيل، لكنه حذر من أن “كل الخيارات مطروحة على الطاولة” إذا لم تنه إسرائيل حربها على غزة. في الحقيقة، إذا كانت إيران وحلفاؤها يعتقدون أن إسرائيل تنوي حقاً مواصلة حربها على غزة إلى أن تزيل حماس من السلطة، ثم تطلق آلة الحرب الخاصة بها على لبنان أو جيرانها الآخرين، فإنهم يفضلون خوض حرب أوسع نطاقاً الآن، ما يجبر إسرائيل على محاربة الفلسطينيين وحزب الله وحلفائهم في الوقت ذاته ،بدلاً من انتظار تل أبيب لمهاجمتهم واحداً تلو الآخر”.

عدد قليل من الحلفاء

ورأى الموقع أنه “من المؤسف أن البيت الأبيض لا يُنصت. في اليوم التالي، واصل الرئيس الأميركي جو بايدن دعم تعهد إسرائيل باستئناف تدمير غزة، قائلاً إن محاولة القضاء على حماس “هدف مشروع”. إن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل والإمدادات التي لا نهاية لها من الأسلحة لم ينجحا إلا في تحويل إسرائيل إلى قوة خارجة عن السيطرة، تمارس الإبادة الجماعية، وتزعزع الاستقرار في قلب منطقة هشة محطمة بالفعل ومصابة بالصدمة بسبب عقود من الحروب التي شنتها الولايات المتحدة. والنتيجة هي دولة ترفض الاعتراف بحدودها أو حدود جيرانها، وترفض أي قيود على طموحاتها الإقليمية وجرائم الحرب التي ترتكبها”.

وبحسب الموقع، “إذا أدت تصرفات إسرائيل إلى حرب أوسع نطاقا، فستجد الولايات المتحدة نفسها مع عدد قليل من الحلفاء المستعدين لدخول المعركة. وحتى لو تم تجنب الصراع الإقليمي، فإن الدعم الأميركي لإسرائيل قد تسبب بالفعل في ضرر هائل لسمعتها في المنطقة وخارجها، كما أن تورط الولايات المتحدة المباشر في الحرب من شأنه أن يجعلها أكثر عزلة وعجزًا من مغامراتها السيئة السابقة في فيتنام وأفغانستان والعراق. لا يزال بوسع الولايات المتحدة أن تتجنب هذا المصير من خلال الإصرار على وقف فوري ودائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة. وإذا لم توافق إسرائيل على ذلك، فيتعين على الولايات المتحدة أن تدعم هذا الموقف بالتعليق الفوري لتسليم الأسلحة، والمساعدات العسكرية، وتمكين إسرائيل من الوصول إلى مخزونات الأسلحة الأميركية في إسرائيل، وتقديم الدعم الدبلوماسي للحرب الإسرائيلية على فلسطين”.

وختم الموقع، “لابد أن تكون أولوية المسؤولين الأميركيين وقف المذبحة التي ترتكبها إسرائيل، وتجنب نشوب حرب إقليمية، وإفساح المجال أمام الدول الأخرى حتى تتمكن هذه الدول من المساعدة في التفاوض على حل حقيقي لقضية احتلال فلسطين”.

السابق
أحمد زين الدين..الصحافي والكاتب اللبناني ينتقل الى ما وراء الحياة
التالي
النهار تكرّم الشهيد جبران تويني.. وهكذا استذكره السياسيون!