هدنة 1 من 5 في غزة!

دبابة مدمرة في غزة

50 أسيراً من الأسرى الأميركيين والاسرائيليين، وغيرهم من أصل حوالى 260 لدى “حماس”، سيتمّ إطلاقهم خلال عملية التبادل، مقابل 350 أو أكثر من السجناء من الجانب الفلسطيني، ما يعني أن باستطاعة “حماس” الحصول على حوالى 4 الى 5 هدنات أخرى أو أكثر، مع إطالة عمر الحرب على غزة، أي بمعدل إطلاق حوالى 40 الى 50 أسيراً في كل مرة.

تقطع هدنة الرئيس الأميركي جو بايدن، مسلسل القصف الاسرائيلي المدمر على غزة، كرمى لعين الرأي العام الأميركي، الضاغط انتخابياً عليه. فبايدن يحتاج الى انتصار “انتخابي” في فترة ضيق اقتصادي، وانفلاش المساعدات المالية والعسكرية على اسرائيل وأوكرانيا معاً!

تقطع هدنة الرئيس الأميركي جو بايدن مسلسل القصف الاسرائيلي المدمر على غزة كرمى لعين الرأي العام الأميركي

صور الأسرى الأميركيين الذين سيُفرج عنهم، ستتصدر نشرات ومواقع الاعلام الأميركي والغربي وعناوين صفحاته. وسيُعتبر ذلك انتصاراً للرئيس الأميركي، يعطيه دفعاً في استطلاعات الرأي الأميركية. ولكن ما هو حجم الأسرى الأميركيين الذين سيُطلق سراحهم؟ إذ من الأرجح ألا تطلقهم “حماس” جميعاً، لكي تُبقي على الاهتمام الأميركي بالملف وتفرض بهم هدنة لاحقة أو أكثر!

أما الرأي العام الاسرائيلي فهو لن يعطي رئيس حكومته بنيامين نتانياهو صك براءة ولا حتى استعادة لبعض من الثقة

أما الرأي العام الاسرائيلي، فهو لن يعطي رئيس حكومته بنيامين نتانياهو صك براءة، ولا حتى استعادة لبعض من الثقة. فهو قد حُكم عليه بالفشل بالإدارة الأمنية الكارثية في 7 أكتوبر. علماً أن الأسرى من جنرالات وضباط الجيش الاسرائيلي سيبقون، بشكل شبه مؤكد، بضيافة “حماس” حتى انتهاء الحرب. ومن شبه المستحيل أن تبادل بهم قبل ذلك، ولكن الرأي العام الاسرائيلي سيُسر، ولو بشكل محدود، بإطلاق بعض من الأسرى.

الوقود والدواء هما العنصران الأكثر أهمية لوجستياً وسيتمّ الافراج عنهم بمئات الشاحنات مع الحاجة الى الغذاء الذي من المفترض أن “حماس” قد خذنته تحضيراً للمعركة

لدى “حماس”، الأرقام لا ترتدي أهمية كبرى. فهناك الآلاف من الفلسطنيين في السجون. ولكن الوقود والدواء هما العنصران الأكثر أهمية لوجستياً، وسيتمّ الافراج عنهم بمئات الشاحنات، مع الحاجة الى الغذاء، الذي من المفترض أن “حماس” قد خذنته تحضيراً للمعركة. “حماس” تحتاج أن تريح مقاتليها، وأن تعيد تنظيم صفوفها وخطوط دفاعها، بعد خسارتها للعديد من الأنفاق، وبعد خسارتها لمعظم مراكز الاستشفاء من المعمداني، الى الشفاء، الى الأندونيسي اليوم!

هدنة وهدوء، سيسبقان العاصفة. وهما، على الأرجح ألا ينسحبا على الجبهة الشمابية مع “حزب الله”. ولكن المهم في الموضوع أن الأميركيين قد حصلوا على هدنتهم وعلى أسراهم والباقي… Bonus للجميع!

السابق
انخفاض سعري البنزين والمازوت.. ماذا عن الغاز؟
التالي
«أي لبنان بعد غزة».. ندوة ل«جنوبية» الاثنين