حرب غزة بين الحلفاء والاعداء!

على مدى واحد واربعين يوما من عمر الحرب الصهيونية على قطاع غزة، على إثر عملية “طوفان الاقصى”، حيث عرت هذه العملية الكيان الصهيوني، وجعلت منه العوبة على يد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، حيث كانت شكلت هذه العملية مفاجأة، اذهلت القيادات الصهيونية السياسية والعسكرية بمختلف ادواتها واجهزتها، وجعلتها فاقدة التفاصيل التي جعلت من الحدود الفاصلة بين غزة وغلافها، مجرد اداة قصيرة فاصلة، رغم كل المليارات التي دُفعت على هذا الجدار الفاصل .

عرت هذه العملية الكيان الصهيوني وجعلت منه العوبة على يد فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة


لكن الامر ، لم يقتصر على الكيان الاسرائيلي فحسب، بل عرت ايضاً نظام ملالي ايران واذرعتها، لاسيما ذراعها الابرز والاقوى “حزب الله” في لبنان، هذا الامر اسقط ما كان يُسمى وحدة الساحات، او غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة، لا بل عرته تماماً ، وجعلت من محور الممانعة والمقاومة، ليس اكثر من تجمع تربطه بعض المصالح، التي تخدم نظام الملالي في طهران، والتي يجعل منها مالكة اوراقاً قوية في لعبتها ومفاوضاتها مع الولايات المتحدة حول ملفها النووي، مما يخدم مصالحها في العبث في البلاد العربية، والذي اعطاها القوة والكلمة الفصل في عواصم عربية اربع، تبدأ من بيروت على شاطرء البحر الابيض المتوسط عبر “حزب الله”، مروراً بدمشق ونظامها المتهالك الذي يعيش نظامها على الاوكسيجين الايراني المحمي عبر مليشياتها الطائفية، وصولاً للعراق وفصائل الحشد الشعبي ،ومنها لليمن عبر الحوثي الذي سيطر على جزء كبير من مناطق اليمن، واماكن استراتيجية على البحر الاحمر .

هذا الامر اسقط ما كان يُسمى وحدة الساحات او غرفة العمليات المشتركة لمحور المقاومة لا بل عرته تماماً

ثمة امر مُهم في حرب غزة، جعل منها معركة مصير للغزيين وفصائلهم المقاومة، واثبت لهم ان حلفهم مع ايران واذرعتها، ليس إلا اداة لتجميع اوراق بيد ايران، في لعبتها الاممية لصيانة مصالحها، فكان الحرب على غزة، ووقعت غزة في اتون حرب اقل ما يُقال بها حرب تطهير عرقي، لا بل مذابح جماعية بحق الفلسطينيين، على مرأى ومسمع العالم الحر المتحضر، الذي لازال يُعطي الحق للكيان الاسرائيلي حق الدفاع عن النفس، الذي اعطاه حق حرب الابادة بوجه فلسطينيي غزة العزل، واعطاه الفرصة ايضاً لتفلت عصابات المستوطنين، للاعتداء على فلسطينيي الضفة، بالتزامن مع الحرب على غزة وعمليات الاقتحام والاعتقال لالاف المواطنين الفلسطينيين، في مدن وقرى وبلدات الضفة الغربية، واقتطاع المزيد من الاراضي لصالح قطعان المستوطنين وزيادة المستوطنات، وسجن فلسطينيي الضفة في مدنهم وقراهم ايضاً، تحت مسمع ومرأى قوى ما يُسمى العالم الحر المتمدن .
الحرب على غزة عرت الاعداء والحلفاء، فالكيان الاسرائيلي والذي حصد كل الدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية، بدأ في يومه الواحد والاربعين، والذي بدأ في اقتحام مجمع الشفاء الطبي، والذي كان من احد ابرز اهداف حرب غزة، بعد ان سوق بأن قيادة حماس والاسرى موجودين فيه، وانتهى النهار على خيبة جيش الاحتلال دون ان يجد شيئاً.

الحرب على غزة عرت الاعداء والحلفاء


على صعيد الحلفاء، اقفل اليوم الواحد والاربعين على مسرحيات عنوانها مساعدة غزة والتخفيف عنها، بينما هي دون المستوى، فلبنان لا يحتمل حرباً ولو ليوم واحد، وهذا الامر الذي جعل من “حزب الله” يقوم ببعض العمليات على الحدود، ليس اكثر مع دفعه عدداً كبيراً من الشهداء في المكان والتاريخ الخطأ، اما عن مسرحيات صواريخ ومسيرات الحوثي في اليمن، والتي لم تصل لحدود ايلات الاسرائيلية، بينما البواخر والبوارج الاسرائيلية، تمر على بعد اميال فقط من السواحل اليمنية، حيث يًسيطر عليها الحوثي.
اما عن فصائل الحشد الشعبي في العراق فقد تجمعوا على الحدود الاردنية بحجة ذهابهم الى قتال الاسرائيليين بينما هم اقرب من فلسطين عبر الحدود السورية.

فلبنان لا يحتمل حرباً ولو ليوم واحد، وهذا الامر الذي جعل من “حزب الله” يقوم ببعض العمليات على الحدود، ليس اكثر


اما عن النظام السوري الممانع، فقد ندر إطلاق أي تصريح، لا بل ابلغ “حزب الله” والايرانيين، عدم قيامه بأي عمل ضد الكيان الاسرائيلي ، فقط ما يهمه ان يبقى رئيساً على ماتبقى من سوريا، التي كنا نعرفها والتي تُسيطر عليها جيوش ودول مختلفة، وميليشيات طائفية تتوزع الهيمنة والسيطرة على مناطق شاسعة من سوريا.

إذن، حرب غزة جعلت الفلسطينيين في غزة، يدفعون الثمن الغالي لهذه الحرب، حيث زاد عدد الشهداء عن اثني عشر الف شهيد، عدا عن آلالف من المفقودين، والذين لا زالوا تحت ركام المنازل والبنايات المدمرة، وجل الشهداء من الاطفال والنساء والشيوخ، كما يدفع فلسطيني الضفة الفاتورة على الجانب من الوطن السليب، حيث بلغ عدد المعتقلين الجدد منذ السابع من اكتوبر الماضي، مايزيد عن الفين وخمسمائة مُعتقل، ومايزيد عن مئة وثمانين شهيداً على مساحة الضفة الغربية.
اما الحلفاء ومن اعلى سلطة، وهو المرشد علي الخامنئي، اعلن بان ايران لا تستطيع القيام بالحرب عن “حماس” وبالتالي هذه ليست حربها، كما ان ايران لاتستطيع ان تدفع بالحزب الى حرب مفتوحة، فتخسره بالنظر للحسم الامركي في هذا الخصوص .

حرب غزة يدفع اثمانها الشعب الفلسطيني في غزة والصفة الغربية

حرب غزة يدفع اثمانها الشعب الفلسطيني في غزة والصفة الغربية، وقد يكون هذا الامر جزءاً من مساحة، يُعطي دفعاً بعد انتهاء الحرب لعملية السلام، والتي اصبحت الدول الكبرى والغربية منها مقتنعة بحل الدولتين، وهذا الامر يؤشر الى انه بعد ان تضع الحرب اوزارها، لن يكون في إسرائيل حكومة يمينية، وسيكون بنيامين نتنياهو خارج الحكم، كما سيكون واقع غزة مختلف عما قبل الحرب، وبالتالي سيتم انطلاق قيادة مشتركة فلسطينية تحكم غزة كما الضفة الغربية.

السابق
غزة.. اقتحام جديد لمجمع الشفاء من الجنوب
التالي
بالفيديو.. غارات إسرائيلية استهدفت أحراج اللبونة جنوبي الناقورة وأحراج عيتا الشعب