ظريف حيث «لا يجرؤ» الإيرانيون.. الشعب ضجر من سياسات النظام حول فلسطين!

محمد جواد ظريف
أثارت تصريحات وزير الخارجية الإيرانية السابق الدكتور محمد جواد ظريف - والذي كان وزيراً للخارجية الإيرانية ما بين سنوات 2013 و 2021 في حكومة الرئيس الإيراني السابق الشيخ حسن روحاني - حول السياسة الإيرانية الخارجية الحالية تجاه القضية الفلسطينية، وهو الرافض لمحاربة إيران بالوكالة عن الفلسطينيين.

أثارت تصريحات ظريف موجة من الجدل السياسي، في الأوساط السياسية المحلية والدوائر الإعلامية المحلية، كما في الشارع الإيراني عموماً، وبين ممثلي ومناصري قوى الممانعة التي تعتبر الامتداد الخارجي لسياسات الجمهورية الإسلامية الإيرانية في المنطقة ..

الدستور الايراني

هاجمت صحيفة “جوان”، المقربة من الحرس الثوري، وزير الخارجية الإيراني السابق محمد جواد ظريف، متهمة إياه بـ”الخيانة” و”الجهل” بعد تصريحاته حول سياسات إيران تجاه القضية الفلسطينية.

وكان ظريف قد أشار إلى أن الدستور الإيراني “لا ينص على الدفاع عن المظلومين والمضطهدين في العالم”، وأن “الشعب الإيراني قد ضجر من سياسات النظام في موضوع فلسطين”، حسب قوله.

في الوقت الذي التقت هذه التصريحات مع افتتاحية صحيفة ” كيهان ” الإيرانية قبل مدة، وهي الصحيفة التي تعتبر لسان حال القيادة الإيرانية، حيث قالت: إن إيران لا تحارب نيابة عن أحد من شعوب المنطقة، وهي لا تخطط للقتال بالنيابة عن أحد، وهي تتحمل مسؤولية دعم مجموعة من القضايا الشرق أوسطية، دون أن تكون وكيلة عن أحد في القتال والمواجهات الميدانية.

الدستور الإيراني “لا ينص على الدفاع عن المظلومين والمضطهدين في العالم”، وأن “الشعب الإيراني قد ضجر من سياسات النظام في موضوع فلسطين”

وليس واضحا ما إذا كانت افتتاحية صحيفة كيهان، تأتي من باب المناورة الإعلامية للتغطية على تدخلات إيران في كل شاردة وواردة، من ملفات مجموعة من دول المنطقة ..

وجاءت تصريحات وزير الخارجية الأسبق محمد جواد ظريف هذه منذ يومين، في ندوة صحافية حوارية حيال القضية الفلسطينية – وهو الذي أصبح اليوم يعتبر من رموز المعارضة في إيران، وذلك بعد عزله من مسؤوليته في وزارة الخارجية الإيرانية، إثر خلافات واتهامات بينه وبين القيادة الإيرانية، خصوصاً في ملف قائد فيلق القدس السابق اللواء قاسم سليماني، الذي اغتالته القوات الأمريكية منذ أكثر من سنتين في بغداد ..

النأي بالنفس!

وكان مما صرح به محمد جواد ظريف ما ملخصه أن الشعب الإيراني، ضجر من سياسات النظام الإيراني الحالي تجاه القضية الفلسطينية ، وأضاف قائلاً : ” الشعب الإيراني سئم من أن نكون فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ” .. كما أشاد في نفس الوقت بسياسة ” النأي بالنفس” التي تنتهجها إيران حالياً تجاه ملف الحرب في قطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني تغير سياسة الدولة في الوقوف جانب المظلوم ضد الظالم، ففي ذلك انسجام مع الدستور الإيراني الذي نص على: أن تدافع إيران عن المظلومين وفقاً لدستورها، لكن لا تقاتل بدلاً عنهم ..

أشاد ظريف في نفس الوقت بسياسة ” النأي بالنفس” التي تنتهجها إيران حالياً تجاه ملف الحرب في قطاع غزة، مشيراً إلى أن ذلك لا يعني تغير سياسة الدولة

ونوه ظريف – الذي يعتبره البعض يمثل التيار الوسطي المعتدل في إيران – بأنه لو تم ” جر إيران إلى قلب الحرب، فلن يحدث شيء للحكام، بل ستسقط القنابل على الشعب الإيراني ” .. ويكاد هذا الموقف من وزير الخارجية الإيراني السابق، يلتقي مع مواقف الكثير من القيادات السياسية اللبنانية، التي ترى أن دخول حزب الله في لبنان في أي حرب شاملة لمؤازرة غزة والشعب الفلسطيني، سوف يؤدي في المحصلة لسقوط الصواريخ والقنابل على أفراد الشعب اللبناني ، وتفضل ان ينأى لبنان بنفسه عن الدخول في حرب لا طاقة له فيها.

فهل تصريحات محمد جواد ظريف تعبر فقط عن الواقع الإيراني الداخلي تجاه ملفات المنطقة الساخنة، أم ان هذا ما ينسحب على ربيبه في لبنان “حزب الله” الذي يتدخل في حرب غزة القائمة حاليا بشكل محسوب ومدروس، وبالتنسيق مع القوات الدولية دون ضرب العمق الاسرائيلي، وذلك كي لا تسقط قنابل سلاح الجو الصهيوني فوق رؤوس الشعب اللبناني، كما عبر وزير الخارجية الايراني الاسبق محمد جواد ظريف.

السابق
الصحافيون ينجون من مجزرة اسرائيلية في يارون.. وغارة على عيناثا توقع شهداء وجرحى
التالي
ارتفاع عدد معتقلي «حزب الله» في البرازيل!