الرأي العام مع «حماس» في فلسطين.. ولا حماس للحرب في لبنان!

يخشى اللبنانيون ان تتمدد معركة "طوفان الاقصى" الفلسطينية الاسرائيلية التي اندلعت السبت الماضي الى لبنان، خصوصا بعد المناوشات التي اندلعت على الحدود الجنوبية بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي.

لقد تمكن اللبنانيون من قطع شوط كبير في ضبط النفس في العقدين الأخيرين، رغم الخروق الإسرائيلية الكثيرة المتمادية والمتكررة عبر الجو والبر والبحر، وتمكنت المقاومة من خلق قوة ردع وتهديد للكيان الغاصب، فيما يستمر الجدل السياسي الداخلي في كيفية توظيف هذه القوة، وفي مستقبلها مع وجود مخاوف عند فريق من اللبنانيين، من استغلال فائض القوة في إخضاع فريق من اللبنانيين لإملاءات “حزب الله” ومشغليه الإقليميين في القرارات المصيرية، التي تتعلق بمستقبل الدولة اللبنانية ومستقبل الشعب اللبناني، ومستقبل روابطه بدول الجوار سيما دول الخليج والعالم العربي ..

حماس بعض الجهات لإقحام حزب الله في الحرب الدائرة من فلسطين لا يلاقيه حماس لتحرك مماثل من الجبهة السورية من جهة هضبة الجولان المحتلة

وأمام تسارع الأحداث في الجبهة الداخلية الفلسطينية بعد مباغتة “طوفان الأقصى”، تعلق بعض القوى المحلية والإقليمية الآمال، على دخول “حزب الله” في الحرب الدائرة هناك، من جهة بوابة الجنوب اللبناني، ويحمس البعض “حزب الله” لخوض معركة “تحرير الجليل” التي طالما تحدث عنها أمين عام الحزب السيد حسن نصر الله، في خطاباته ومهرجانات الحزب في أكثر من منعطف ..

لا “حماس” لبناني!

ولكن هذا الحماس الفلسطيني الكبير، لا يلاقيه “حماس” لبناني لدى القواعد الشعبية، فالرأي العام اللبناني – وحتى الشيعي بالخصوص – مع تحييد لبنان عن الصراع الدائر في المنطقة، وهو يدعو إلى التدبر جيداً في قرارات الحرب مع إسرائيل في الفترة الراهنة، خصوصاً بعد وجود استعداد لدى الولايات المتحدة الأمريكية، للتدخل العسكري المباشر هذه المرة، لمنع قوى ثالثة والقصد ايران وحليفها حزب الله من التدخل، فيتحول إلى صراع إقليمي بين لبنان وإسرائيل من الباب العريض هذه المرة، كما صرح جنرالات الحرب الأمريكيون، بعد استقدام حاملة الطائرات جيرالد فورد إلى الشرق الأوسط، في ظاهرة لم تشهدها المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية.

ان قيادة حزب الله نفسها متهيّبة وتحسب الف حساب للتدخل العسكري المباشر في الحرب الدائرة داخل حدود فلسطين، فيما لو تحوّل الصراع إلى حرب إقليمية تهدد مستقبل نفوذ ايران والحزب في لبنان والمنطقة

ومن الواضح ان حماس بعض الجهات لإقحام حزب الله في الحرب الدائرة من فلسطين، لا يلاقيه حماس لتحرك مماثل، من الجبهة السورية من جهة هضبة الجولان المحتلة، فسوريا المعنية بالصراع الدائر، لا يوجد لديها الحماس اللازم والكافي، لدخول حرب إقليمية رغم كل الدعم الإيراني والروسي ومن الحلفاء لها، مما يعني ترجيح بقاء “حزب الله” واللبنانيين، دونما الدعم الإقليمي الكافي، في أي خطوة حماسية تتخذها قيادة الحزب، في قرار السلم والحرب الموسع في المرحلة الراهنة.

ويرى محللون ان قيادة “حزب الله” نفسها متهيّبة، وتحسب الف حساب للتدخل العسكري المباشر في الحرب الدائرة داخل حدود فلسطين، فيما لو تحوّل الصراع إلى حرب إقليمية، تهدد مستقبل نفوذ ايران والحزب في لبنان والمنطقة، وهي تعلم ان الانهيار الاقتصادي والانقسام السياسي في البلد، لا يحتمل تكاليف دمار ربع ما جرى في حرب تموز، لذاك حسب التحليلات سيقتصر تدخل الحزب في المرحلة الراهنة، على مناوشات الحدود بحجة تحرير ما تبقى من الأراضي اللبنانية المحتلة.

فهل سيستمر حزب الله بتعقل خطورة خوض المعركة الإقليمية في المرحلة الراهنة، أم ستدفعه الحماسة لخوض غمار مغامرة الحرب الإقليمية من جديد؟!

السابق
بعدسة جنوبية: معرض لبنان اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب ينطلق في Forum de Beyrouth.. وتحية لفلسطين
التالي
عبداللهيان يلتقي نصرالله.. ومستجدات طوفان الأقصى بينهما