لبنان لا يحتمل الدخول في حرب آنية!

في سياق تحليلي للتطوّرات الميدانية والصمود والمعادلة الجديدة التي فرضتها حماس في حربها مع اسرائيل، وفي قراءة له للتطوّرات الميدانية، أشار النائب السابق شامل روكز إلى أنَّ “عملية طوفان الأقصى ناجحة إلى أقصى الحدود بسرّيتها وضروراتها وضخامتها ومفاجآتها، إذ لغاية الآن لا أحد يعرف ماذا جرى في غزة، إذ إنّها عملية رد اعتبار للفلسطينيين أينما وجدوا، داخل فلسطين أم  خارجها، خاصةً أنَّ المعارك انطلقت من الداخل وضدّ المستعمرات التي أقيمت على أرض فلسطين المحتلّة”.

روكز اعتبرَ في حديث لـ”الأنباء” الإلكترونية أنَّ “ما جرى في السابع من تشرين الأول ٢٠٢٣ سيدرّس مستقبلاً في المعاهد، باعتباره فخر للأمة العربية جمعاء”، لافتاً إلى أنَّ “الأهم كيف سيتمّ استثمار هذا الانتصار، كي لا يذهب سدىً، وألاّ يتحوّل إلى صراع بين الفلسطينيين أنفسهم، على أن يتمّ استثماره على الصعيد العربي أيضاً واستفادة الأمّة العربية، كما ألا يفرط في الإنجازات التي تحققت”.

وإذ أكّد روكز “ضرورة تحرير كلّ الأسرى والسجناء في السجون الإسرائيلية وأن تكون مبادرة السلام العربية التي تمّ إطلاقها في قمة بيروت ٢٠٠٢ التي طالبت بحلّ الدولتين، إذ إنها بمثابة الممرّ الإلزامي لأيّ مبادرة لوقف إطلاق النار”، متوقعاً التعاطي مع هذه القضية من خلال المفاوضات التي قد يتطرق لها مجلس الجامعة العربية خاصة، أن تكون مرحلة بحجم هذا الانتصار يجب أن ينعكس إيجاباً على كلّ المستجدات المتعلّقة بالقضية الفلسطينية، لأن نتائج أوسلو جاءت مخزية، على حد تعبيره.

وفي التقييم العسكري، وصف روكز عملية طوفان الاقصى بالباهرة قياساً لسرعة تنفيذها ومفآجاتها وسريتها وضراوتها، متوقفاً عند التصدي الفلسطيني بالقصف الصاروخي الذي طاول عسقلان وحيفا، معتبراً أنَّ “الحرب على غزة ولو كانت مكلفة وخلّفت الكثير من الدمار والشهداء، لكن ضخامة هذا العدوان لن يسمح لاسرائيل باجتياح غزة”، لافتاً إلى أنَّ “خلف كلّ منزل تهدّم ومن بين الركام ستجد اسرائيل نفسها أمام مقاومة أشرس ممّا شاهدته في الأيام الست الماضية، باستهدافهم الدبابات المهاجمة، فهذه الحرب منحت المقاتل الفلسطيني خبرة علّمته كيف يُثبت أقدامه في الأرض بمقابل فقدان الثقة بالنفس لدى جيش العدو”.

وفي تعليقه على التطورات جنوباً، رأى النائب السابق علي درويش أنَّ لبنان رغم الحماوة على الحدود مع اسرائيل، إلّا أنَّ الوضع ممسوك، آملاً ألا ننجر إلى المواجهة الميدانية، لأن من حق لبنان الرد على أي اعتداء يتعرض له، واصفاً الحرب على غزة بأنَّها حرب إبادة، وبالمقابل هناك تراكمات على مستوى الغبن الذي لحق بالفلسطينيين لعشرات السنين، لافتاً إلى أنَّ هذا الانفجار أتى نتيجة لحجم الاحتقان، داعياً لحلّ الدولتين، إذ دون ذلك سيبقى الصراع مستمراً.

وعليه، وسطَ كلّ التوتّر الذي تمرّبه المنطقة إلّا أنَّ لبنان لا يحتمل الدخول في حرب آنية، في ظلّ غياب عمود الدولة والانهيار المتفشّي في المؤسسات، ما يحمّله أعباءً إضافية قد تكون كارثية على المستويين الصحي والاجتماعي على حدّ سواء.

السابق
أسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 12 تشرين الأول 2023
التالي
واشنطن وباريس حذرتا حزب الله من اتخاذ القرار الخاطئ