«حزب الله» المحبط داخلياً وخارجياً «يُفجر» رسائل من «عين إبل» الى عوكر!

حزب الله

شهدت ليلة أول أمس الأربعاء، ثلاثة أحداث أمنيّة خطيرة، يبدو انها مرتبطة بعضها ببعض حسب مراقبين، وتعكس عمق الازمة السياسية التي يمرّ بها لبنان حاليا.

فبحسب عدد من ابناء بلدة عين ابل المسيحية في قضاء بنت جبيل، فإن عددا من المسلحين الملثمين من خارج البلدة، نصبوا قرابة الثامنة إلا ربعا من صباح أمس حاجزا لبعض الوقت على بين عين إبل وبنت جبيل، وعمدوا إلى توقيف المارة من ابناء عين ابل خصوصا واعادتهم على اعقابهم إلى البلدة، وقد أدى نصب هذا لحاجز المسلّح المعروف الهويّة دون ان يجرؤ أي طرف على تسميته صراحة، بتوتر كبير في صفوف الأهالي، بسبب ما يمكن ان ينتج عنه من خطرعودة الفتن الطائفية الى الواجهة بعد طول غياب.

الهجوم على السفارة الاميركية هي رسالة تذكيرية مفادها ان “حزب الله” المسلّح الممسك بالقرار السياسي والعسكري في لبنان يستطيع قلب المعادلة الداخلية بسهولة

والحادث الثاني هو استهداف مسيحي أيضا حادثٌ أمنيّ يحمل خطورةً أيضاً، فقد أطلق مجهولون النار على مركز للقوات اللبنانية في حوش الامراء في زحلة، من قبل سيارة رباعية الدفع، ولم يسجّل سقوط إصابات.

اما الحادث الثالث والأخطر لما يعنيه من دلالات، فهو ما حدث في مجمع السفارة الاميركية في بلدة عوكر، عندما فتحت سيارة يقلها مسلحون النار مباشرة باتجاه مدخلها في ساعة متأخرة من ليل أمس الاربعاء.

واكد متحدث باسم السفارة الاميركية في بيروت، ان مسلحا مجهولا أطلق النار على مبنى السفارة الأميركية في لبنان في وقت متأخر مساء الأربعاء.

ونقل مراسل الحرة في بيروت عن المتحدث باسم السفارة الأميركية قوله: “طاقم السفارة على اتصال وثيق مع سلطات إنفاذ القانون في لبنان للتحقيق في الحادثة”.

وقد علّق أمس رئيس حزب “الكتائب اللبنانية” النائب سامي الجميل على حادثي عوكر وعين ابل، فقال: “من عين إبل إلى عوكر شهد يوم أمس حدثين خطيرين يكشفان نيةً لدى من يدمّر الجمهورية بالتصعيد الميداني. حواجز وتدقيق بالهويات وإطلاق نار على سفارات، مشاهد يرغب اللبنانيون بالقضاء عليها عبر بناء دولة ذات هيبة. حذار تفاقم هذه الحوادث فهي لن تكون من مصلحة أحد وخاصة مفتعليها”.

رسائل بالجملة

يرى مراقبون ان هذه الاحداث الامنية ما هي سوى رسائل للداخل، من قبل القوى الممانعة المهيمنة على الساحة اللبنانية سياسيا وعسكريا والتي يتزعمها حزب الله، من أجل تأكيد هيمنتها من جهة وتهديد القوى السيادية المعارضة لخياراتها الرئاسية وعلى رأسها حزب القوات اللبنانية، ومن جهة ثانية هي رسالة للخارج عبر استهداف سفارة الولايات المتحدة، من أجل عدم عرقلة وصول رئيس جمهورية جديد مدعوم من قبل محور حزب الله ايران سوريا، خصوصا بعد اجتماع اللجنة الخماسية بشأن لبنان في نيويورك قبل يومين، وقد ظهر فيه معارضة اميركا للمبادرة الفرنسية القاضية بتزكية مرشح حزب الله سليمان فرنجية لمنصب رئاسة الحمهورية، فكان الجواب رصاصا تحذيريا على مدخل سفارة الولايات المتحدة شمال بيروت، ليس لضربها او قصفها او تهديد ارواح من فيها، ولكنها رسالة تذكيرية مفادها ان حزب الله المسلّح الممسك بالقرار السياسي والعسكري في لبنان يستطيع قلب المعادلة الداخلية بسهولة، اذا تم منعه من ايصال مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية الى قصر بعبدا.

الحزب الذي قدم تنازلات الترسيم البحري في حالة غضب وارباك، لانه كان يمني نفسه بمكافأة دولية اقلها اقرار وصايته السياسية على لبنان

كلمة نصرالله لكوادر حزب الله

ولكن يبقى السؤال لماذا اصرار حزب الله على اسم سليمان فرنجية دون غيره؟

الجواب بعهدة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، الذي شرح قبل اسابيع في اجتماع داخلي لكوادر الحزب علم به “جنوبية” شرح سبب تمسك حزب الله بفرنجية فقال “ان الهجوم السياسي والاعلامي الكبير الذي تعرض له حزب الله بعد حادثة الكحالة الشهر الماضي، (عندما انقلبت شاحنة محملة بالاسلحة لحزب الله فاشتبك حراسها مع الاهالي المسيحيين وقتل فيها اثنان احدهما من عناصر الحزب)، كشف حجم “المؤامرة” على حزب الله وظهر ان دولا كبرى خارجية وعلى راسها اميركا تدعم المعارضة الداخلية من اجل الوقوف في وجه الحزب وسلاحه ومحوره، لذلك لا بدّ لنا من مرشّح لرئاسة الجمهورية موثوق ندعمه يرد عنا تهجم الخصوم ولا يطعننا في الظهر، وهذا المرشّح لا يمكن ان يكون سوى سليمان فرنجية”.

وفي تحليل لخبير مختص بالساحة اللبنانية الشيعية، كشف ل”جنوبية” “ان أزمة حزب الله هي بعلاقته العضوية بإيران ومصالحها، التي تتوافق هذه الايام مع المصالح الاميركية التي تدفع الجمهورية الاسلامية باتجاه علاقات طيبة مع العرب والعالم، ومنها تأييد اميركا لاتفاق بكين بين طهران والرياض ومباركتها عودة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية،”.
ولفت الى ان “عملية تبادل المعتقلين الاميركيين في سجون ايران، التي جرت قبل ايام مقابل الافراج عن مليارات الدولارات المحتجزة في البنوك الكورية لصالح طهران تؤكد استمرار التقاطع الحالي في المصالح بين واسنطن وطهران، في حين ان الادارة الاميركية ما زالت تقف موقفا سلبيا وترفض الدخول في محادثات غير مباشرة مع حزب الله ودوره في المرحلة المقبلة في لبنان، كما تستمر بفرض عقوبات عليه، وتتشدّد في وجوب تطبيق القرارات الدولية التي تلزمه بتسليم سلاحه”.

هذا الانكار لوجود حزب الله المهيمن في لبنان، بحسب الخبير، “جعل من الحزب الذي قدم تنازلات الترسيم البحري في حالة غضب وارباك، لانه كان يمني نفسه بمكافأة دولية مقابل تنازلاته في موضوع الترسيم اقلها اقرار وصايته السياسية على لبنان وتسهيل وصول رئيس جمهورية يؤيده الى سدة الحكم، وهو الذي يمسك بالساحة اللبنانية فعليا بفعل سيطرته الامنية والعسكرية على البلد منذ سنوات”.

وخلص الخبير الى ان كلام نصرالله لكواد حزبه بهذا الشأن “يعكس هذا الاحباط بسبب ترك حزب الله وحيدا يجابه الرأي العام اللبناني، الذي توحّد ضدّ نفوذه وسلاحه، خصوصا بعد تخلي جمهور التيار الوطني الحر المسيحي، عن تغطيته لهذا السلاح بفعل اصرار الحزب على ترشيح فرنجية لمنصب الرئاسة دون غيره”.

السابق
برج رحال تُفجع بالشاب بلال شعيب.. العرق «المجبول» بالدم!
التالي
بالفيديو.. تحية من الجالية اللبنانية للمملكة بمناسبةاليوم الوطني السعودي