لهذه الأسباب ليس بالإمكان إنتخاب قائد الجيش رئيسا للجمهورية؟!

توفيق الهندي

ثمة كلام إعلامي كثير، وتمنيات لدى بعض سياسيي “المعارضة”، حول حظوظ قائد الجيش جوزاف عون أن يُنتخب رئيساً للجمهورية.
لذا، إرتأيت أن أضع حداُ لأحلام البعض، من خلال مقاربة موضوعية واقعية لهذا الموضوع.
لماذا من المستحيل أن يصل قائد الجيش إلى سدة الرئاسة الأولى؟
1- لفيتو جبران باسيل. ولكن هذا أصغر الأسباب.
2- لأن “حزب الله” لا يقبل به البتة، وله القدرة على ألا يقبل به. فمجموع الأصوات التي بحوزته (بما فيهم أصوات كتلة باسيل النيابية) تتعدى ال 65 صوتاً.
ولكن، لِما توجُّس الحزب منه؟
أ) لأن تجربة “حزب الله” مع الرئيس ميشال سليمان لم تكن موفقة، مع أن الرئيس سليمان عُّيِن قائداً للجيش في مرحلة الإحتلال السوري وفي فترة رئاسة أميل لحود.
ب) لأن علاقة العماد جوزاف عون جيدة مع أميركا ودول الخليج.
ج) لأن قطر متحمسة لرئاسته.
د) لأنه يدرك أن “المعارضة” تريده، وإن كان موقفها المعلن هو أنه تقبل به إذا توافرت حظوظه.
ه) لأن إنتخابه يشكل إنتصاراً لل”معارضة” بشكل عام ولجعجع بشكل خاص.
و) لأن الحزب لا يعتبر نفسه ضعيفاً، لكي يقبل ب”الخيار الثالث”، وهو كذلك. وهنا، لا بد من التوقف عند بعض التقديرات الواهمة لدى بعض “المعارضة” التي ترى أن الجمهورية الإسلامية في إيران و”حزب الله”، يعانيان من ضعف موقعهما وها بالتالي مضطرين إلى المساومة وتخفيف سقف مواقفهما.

لأن إنتخابه يشكل إنتصاراً لل”معارضة” بشكل عام ولجعجع بشكل خاص


3- لأن موازين القوى عند عقد إتفاقية الدوحة، لم تسمح للحزب أكثر من إنتخاب ميشال سليمان رئيساً. أما اليوم، ف”حزب الله” هو الحاكم الفعلي للبنان، في ظل دولة لبنانية لن يبقى منها إلا الشكل.
4- لأن إهتمام الخارج بلبنان، بات بحده الأدنى. فمواقف الدول تحددها مصالحها وأولوياتها، وهي بالتأكيد ليست في لبنان. وأقصى ما تهدف إليه في هذه المرحلة، هو أن يُنتخب رئيساً للجمهورية، بغض النظر لأي طرف ينتمي لبنانياُ، وتشكيل حكومة تكون عملياً وواقعياً من الطبقة السياسية المارقة، لإبقاء لبنان في غرفة العناية الفائقة، لكي لا تتضرر مصالحها. هذا ما يُفسّر موقف الخماسية البارد.

لأن إنتخاب قائد الجيش يتطلب تعديل الدستور مما يشكل حجة لدى “حزب الله” لرفض إنتخاب العماد جوزيف عون.


5) لأن إنتخاب قائد الجيش يتطلب تعديل الدستور، مما يشكل حجة لدى “حزب الله” لرفض إنتخاب العماد جوزيف عون.
فكفى توهيم اللبنانيين, بالفرج الآتي من خلال إنتخاب رئيس, وما يتبعه من إعادة إنتاج السلطة. كل ما يمكن أن يؤمل في الوقت الحاضر، هو حلحلة موضعية لا تشفي غليل احد.
الحل يتطلب خريطة طريق إستراتيجية لخلاص لبنان، تحدثنا عنها في أكثر من مقال ومنشور وطلات إعلامية، ليس المجال في هذا المقال من إعادة طرحها.

السابق
بعد الاخبار عن إقامة ملثمين حاجزًا بين البلدتين.. هذا ما كشفه رئيسا بلديتي عين ابل وبنت جبيل
التالي
بعيد إغتيال الحصروني في «عين إبل».. حاجز مسلحين ملثمين «طيار» على «عينك يا دولة»!