عرض كليته للبيع فـ«إشتراها» الموساد..بهذه «الأثمان»!

عندما مثل الموقوف حسين ج. امام المحكمة العسكرية لاستجوابه بتهمة التعامل مع جهاز الموساد الاسرائيلي وتزويده معلومات امنية عن مطار رفيق الحريري الدولي ومراكز الاجهزة الامنية العاملة فيه وبنيته التحتية وتجهيزاته اللوجستية، وكذلك عن مراكز عناصر ومسؤولين في حزب الله في البقاع والضاحية الجنوبية ومحيط المطار، إرتأى رئيس”العسكرية” العميد الركن خليل جابر،عدم الغوص في تفاصيل دقيقة وحساسة ذات طابع امني، المدرجة في إعترافات المتهم الاولية والاستنطاقية والتي تراجع عنها الاخير ، تلك الاعترافات التي “تضجّ ” بالعمالة مقابل مبلغ 4200 دولار قبضها حسين من مشغليه على مراحل .

وبين “الدكتور جورج” و”طوني” ، وقع حسين في أحضان مشغلّيه، اللذين استطاعا الولوج اليه من خلال منشور على حسابه على ال”فايسبوك” يعرض فيه كليته للبيع ل”تأمين علاج ابنه المريض”، فوجدوا فيه”ارضا خصبة” لانطلاق مشروعهم الجرمي، خصوصا وانه ينتمي الى”حزب معين” و”طائفة معينة” كما اشارت وكيلته المحامية فاديا شديد، من دون ان تشير صراحةً في مرافعتها اثناء الدفاع عنه الى ان موكلها “من الطائفة الشيعية وينتمي الى حزب الله”، وهو ما لم يؤتَ على ذكره من قبل الرئاسة في معرض استجواب المتهم.

“جديّاً كنت في الاعلان عن بيع كليتي “، يقول المتهم، لان الشركة التي كان يعمل فيها في المطار التي تعنى بصيانة المولدات لم تغط تكاليف علاج ابنه، وهو كان طرد منها بسبب سرقته كمية من الزيوت عائدة لها، ولم يتمكن من العودة للعمل فيها بطلب من مشغليه بعد رجوعه من تركيا.

المحكمة ادانت حسين في ساعة متأخرة من مساء امس وقررت سجنه مدة اربع سنوات اشغالا شاقة مع تجريده من حقوقه المدنية

وعلى اثر نشره للاعلان، تلقى حسين اتصالا عبر الماسنجر عرض عليه المتصل تأمين عمل له “دون اي شروط” ، وطلب منه التواصل مع شخص يدعى”طوني” في احدى الشركات، والاخير طلب منه تصوير بعض الاماكن منها شركة الموسوي ومواقع قريبة منها، سأله رئيس”العسكرية”، لينفي حسين هذا الاعتراف :”ابدا لم افعل”. اما عن البريد الالكتروني الذي تلقاه من المدعو”جاكسون” او”الدكتور جورج” يحوي خطيطة، قال المتهم ان الاخير ارسل له فعلا”خريطة لدرس مشروع انشاء مولدات ومساعدة مالية بقيمة 900 دولار ، وكان ذلك في العام 2019 “.

لم تتوقف “طلبات” المدعو “الدكتور جورج” عند هذا الحد، انما طلب منه ايضا تصوير مبان مجاورة لمسجد القائم ، وهو الاعتراف الذي انكره ايضا حسين قائلا:”لم يطلب التصوير انما سأل عن امكانية انشاء مشروع لتركيب مولدات كهربائية”.
رغم إصرار المتهم على نفي جميع الاعترافات ، تابع رئيس”العسكرية” سؤاله عن طلب مشغله له تصوير سنتر تجاري وملعب الراية وتقسيم المباني، وكان جواب المتهم هو نفسه، “اردنا تأسيس شركة للمولدات قريبة من المكان”.

عندما أوكل “الدكتور جورج” المهمة الى المشغّل الآخر المدعو”طوني”، طلب من المتهم التواصل مع الاخير وقال له:”نحنا مجموعة موساد “، ووعده بنقله وعائلته الى اوروبا وامهله 15 يوما ، ورد المتهم على ذلك بالقول:”ما في من هالحكي”، لكن اعترافاته الاولية تظهر موافقته على عرض”الدكتور جورج”، ليتابع المتهم قائلا:”لم يذكر لي انه عدو”.

تواصل المتهم مع”طوني” كان عبر”الماسنجر كول”، حين سأله عن المطار بالتفصيل واخبره عن عمله السابق في صيانة المولدات واماكن تواجد عناصر حزب الله في المطار والشبكة التي قام الحزب بمدّها.

عندما أوكل “الدكتور جورج” المهمة الى المشغّل الآخر المدعو”طوني” طلب من المتهم التواصل مع الاخير وقال له:”نحنا مجموعة موساد “

ردّ حسين بان”طوني لم يذكر ابدا المقاومة ولم يسأل عن ذلك”.

اما عن المعلومات التي طُلبت منه عن بلدته البقاعية واحد المباني فيها،فأكد حسين بانه لا يتردد اليها و”مستحيل” ان يكون قد زوّد “طوني” بأي معلومات عنها.

إقرأ ايضاً: اجتماعات للمعارضة لتأكيد رفض «حوار بري»..وإسرائيل تطالب بحصتها من حقل قانا!

وعن مبلغ ال500 دولار الذي تقاضاه مقابل معلومات عن المطار ، “صحّح” حسين سؤال رئيس”العسكرية” ليقر بقبضه 1700 دولار على مرحلتين (900 و800 دولار). اما اعترافه الاولي بقبضه مبلغ 500 دولار بعد عودته من تركيا مقابل عمل قام به لصالح مشغّله، فتراجع عنه وقال:”لو قبضت ما كنت بحاجة لترويج المخدرات”.

حسين الموقوف ايضا بتهمة الترويج، كان سافر الى تركيا في ايلول العام 2020 وعاد في كانون الثاني عام 2021 ، وقال انه سافر بقرار شخصي ولم يلتق باي من مشغليه هناك، وجاءت اقواله هذه متناقضة مع اقواله الاولية حيث اقر حينها بتواصله مع مشغليه وتقاضى منهم مبلغ 2000 دولار على مرحلتين.

وهنا علّق رئيس”العسكرية” على كلام المتهم: يعني قبضت وبعد ما اشتغلت شي”.

وعاد رئيس المحكمة لسؤال المتهم عن مهمة استطلاعه لمستودع اتصالات عائد لحزب الله في محلة الجاموس وملعب قرب المطار ، فأنكر ذلك قائلا:”ما فيني صوّر اساسا “، موضحا ان الاموال التي تقاضاها”سددت بها ديوني”.

واستوقف رئيس المحكمة اعتراف المتهم بقبضه الاموال وعدم اثارة هذا الامر اي شكوك لديه ، ليقول المتهم:” ولا ببالي كانت القصة”، متهما احد الاجهزة الامنية بفبركة التحقيق”فلو كنت اعرفهم انهم عدو لدفنت نفسي”.

وعن اعترافه الاولي بانه”احسّ ان طوني اسرائيلي” لان “لهجتو مكسّرة” نفى اعترافه :”لو بعرف انو اسرائيلي ما حكيت معو”

وعن اعترافه الاولي بانه”احسّ ان طوني اسرائيلي” لان “لهجتو مكسّرة”، اجاب:”لو بعرف انو اسرائيلي ما حكيت معو”.
وفي دفاعها عنه، اعتبرت المحامية فاديا شديد ان موكلها حسين هو”ضحية الفقر والجوع الذي فتك بالشباب ما اتاح للعدو اصطيادهم وايقاعهم في فخهم”. ورأت ان الاعداء استغلوا وضعه المادي وتورطه مع مشتبه بهم جاء نتيجة ضعفه النفسي والمادي”.

وقالت ان موكلها” ينتمي الى طائفة معينة وحزب معين “، وقللت من اهمية المعلومات التي طلبت منه لانه في الاساس لا يملك “اي معلومات حساسة او امنية عن المطار”، منتهية الى طلب كف التعقبات عنه واستطرادا منه اسبابا تخفيفية”، اما المتهم فطلب في كلامه الاخير البراءة، قبل ان تصدر المحكمة في ساعة متأخرة من مساء امس حكمها بإدانته وسجنه مدة اربع سنوات اشغالا شاقة مع تجريده من حقوقه المدنية.

السابق
طقس متقلب لأيام..موجة حارة فأمطار!
التالي
بعدسة «جنوبية»..اعتصام لجمعيّة «صرخة المودعين» أمام مصرف لبنان: للتعويض المادي الفوري