محطات سوداء ليس آخرها «وادي الزينة».. «حزب الله» ينوء بحمل «سراياه» بعد اللبنانيين!

حزب الله

تعددت الروايات وكثُرت الإستنتاجات حول وقائع أو حقيقة الإشكال المُسلّح الذي وقع قبل أيام في منطقة وادي الزينة، والذي قُتل خلاله الكادر في “حزب الله” بلال كنعان وجرح نجله حسين على يد مسؤول “سرايا المُقاومة” في المنطقة علي كمال الدين وإصابة عنصرين.
لكن الأبرز كان الصمت الذي مارسه “الحزب” حيال مقتل أحد عناصره والإكتفاء بالتبرّؤ من عناصر “السرايا”، في وقت كانت تنتظر فيه عائلة كنعان ورفاقه في الحزب الإقتصاص من القتلة، الأمر الذي جعل نجل بلال كنعان الذي أُصيب بجراح مع بعض أقاربه، يتوعدون القتلة بالأخذ بالثأر وعدم الإحتكام لأي قضاء أو شرع يتهاون بالدماء التي سقطت.
كثيرة هي الأحداث الإجرامية التي شهدتها العديد من المناطق اللبنانية منذ أن أصبحت “سرايا المقاومة” رديفاً لـ”حزب الله” في إرتكاباته واعتداءاته الداخلية والتي تتراوح بين عمليات قتل وخطف وسلب وسرقات واعتداءات متنوّعة، بالإضافة إلى مُمارسة أنشطة لها علاقة بالمُخدرات من إتجار وتعاطي وترويج حتّى داخل مناطق محسوبة على الحزب، لدرجة أن أحد مسؤولي “حزب الله” وصفها ذات يوم بـ”العبء الثقيل” الذي لا بد من التخلّص خصوصاً، أنه في مواقع كثيرة توجّهت فوهة بنادق “السرايا”، إلى صدور اللبنانيين من بينهم عناصر حزب الله.
يضج تاريخ هذه السرايا بمحطات سوداء، فإلى جانب مُشاركتها في معارك الثامن من أيّار 2008، وترويعها اللبنانيين في مُعظم المناطق المُمتدة على مساحة الوطن، من الشمال إلى الجبل فبيروت، لم تترك “سرايا المُقاومة” وسيلة او مُناسبة إلّا ونفّذت فيها إعتداءات متنوّعة ومُتعددة، من بينها الإعتداء على شاب دافع عن البطريرك بشارة الراعي بعد تعرّضه لانتقادات من قيادة الحزب، وعلى مجموعة من النازحين السوريين في عرمون والإعتداء بالضرب على إمام مسجد الأرقم في حي الزهور في صيدا، وعلى مراكز إسعاف. وليس أخرها، فتح إشتباك مُسلح مع عناصر من حزب “البعث العربي الإشتراكي” في منطقة النبعة منذ فترة غير بعيدة.
وكذلك في بيروت ووسطها، وطرابلس وعكار وصيدا والبقاع، لا توجد بُقعة بيضاء في ملف سرايا “حزب الله”، ولا حتّى محطّة مشرفة يمكن الركون اليها. ويجوز القول، ان طبيعة هذه الفتنة وتكوينها وأهدافها، هو القتل والتشبيح والسلب وتعميق المذهبية ونشر الرعب في نفوس الآمنين، وعلى الرغم من هذا الأمر، فقد أقام “حزب الله” وهذه السرايا في أيّار الماضي، إحتفالاً في بلدة بشامون بمناسبة عيد المُقاومة والتحرير. من هنا، فإنه على الرغم من تحوّل “السرايا” إلى عبء كبير على الحزب نفسه، إلا أنه لا يستطيع الإستغناء عنها، على المدى المنظور، كونها بالنسبة إليه تُشبه “القاتل المأجور”.

مصادر مُتابعة لما حصل في وادي الزينة أوضحت ل “جنوبيّة” أنه “حتّى الساعة لم يتبنَّ “حزب الله” الجهة المسؤولة عن فلتان السلاح بين أيدي سراياه، ولم يصدر حتّى أي توضيح بشأن ما حصل، وعلى الرغم من محاولة الحزب النأي بنفسه عن هذه الخضّات، والتي أصبحت عادة تتكرّر على الدوام من منطقة إلى اخرى، يبدو أنه لن يقوم بمُحاسبة القتلة خشية حصول موجة اعتراضات داخل “السرايا”، خصوصاً وأن الحزب أوكل إلى هذه “السرايا”، مُهمّة التخريب في حال إنقلاب صورة المشهد السياسي، المُتعلّق بالإستحقاق الرئاسي على غير ما يشتهيه.”

وفي السياق، لفتت مصادر حزبيّة ل”جنوبية”، لها مُشاركات إمتدت لسنوات طويلة في العمل المُقاوم في جنوب لبنان، إلى أن “فكرة إنشاء “السرايا” بشكل عام على يد “حزب الله” تعود إلى شهر تشرين الثاني من العام 1997، في محاولة منه للإنفتاح على بقيّة المذاهب اللبنانية وبالتالي إبعاد فكرة إحتكار المقاومة ضد إسرائيل لنفسه، فعمل يومها على إستحداث مجموعات مقاتلة ينتمي اليها شُبّان لبنانيون من مذاهب مختلفة تحت مُسمى “السرايا اللبنانية لمقاومة الإحتلال الإسرائيلي”، لكن سُرعان ما أثبت هذا الجناح العسكري فشله بعدما اقتصر دور هؤلاء الشُبان على القيام بمهمات إستطلاعية، وكأنهم داخل حقل ألغام، إضافة إلى غياب التفاهم والإنسجام بينهم وبين كوادر الحزب، الذين تعاملوا معهم بفوقية وبتعصب مذهبي، ثمّ تحوّلت هذه “السرايا” إلى ما يُشبه العصابة، التي تمتهن مُمارسة الموبقات على أنواعها.”

السابق
الأمم المتحدة تحذر في تقريرها السنوي من تدهور وضع حقوق الإنسان بإيران!
التالي
بعد حادثة الكحالة.. المفتي الجوزو: هل هذا السلاح لقتل الشعب اللبناني؟