«جريمة عين إبل» سياسية..«حتى يُثبت العكس»!

علي الامين
في المنطق الأمني والسياسي، لا يمكن إهمال فرضية وقوف دوافع سياسية و"إرهابية"و "تخريبية"، وراء إغتيال "القواتي" الياس الحصروني في منطقة عين إبل المسيحية الجنوبية، حتى يُثبت العكس، في سياق تحقيقات رسمية جديدة و شفافة، لا تخضع لترهيب قوى الأمر الواقع.

يبدو ان موت المسؤول السابق في القوات اللبنانية في قضاء بنت جبيل الياس الحصروني “جريمة اغتيال موصوفة”، بحسب ما تشي المعلومات المتداولة من بلدة الحصروني في عين ابل الجنوبية.
هذه البلدة الوديعة، التي ينتمي، ما يزيد سكانها العشرة آلاف نسمة، إلى الطائفة المارونية، يحظى “حزب القوات اللبنانية” بنفوذ قوي في البلدة، إلى جانب حضور بارز ل “التيار الوطني الحر”، ووجود تاريخي ل”حزب الكتائب اللبنانية”.

يحظى “حزب القوات اللبنانية” بنفوذ قوي في البلدة، إلى جانب حضور بارز ل “التيار الوطني الحر” ووجود تاريخي ل”حزب الكتائب اللبنانية”


هذه البلدة الهادئة، هانئة هذه الأيام بقدوم مئات العائلات إليها، من المغتربات ومن العاصمة لقضاء بضعة اسابيع من الصيف، كما اعتادوا كل عام في فصل الصيف، ولا سيما في عيد السيدة بعد أيام، الذي يشكل موعدا للتلاقي بين القادمين والمقيمين، من أبناء البلدة في ١٣ آب من كل عام.
اغتيال الحصروني، كما اكد أكثر من مصدر داخل البلدة، وكذلك قائد “القوات” الدكتور سمير جعجع، الذي طالب “بكشف الجناة بأسرع وقت، نظرا لدقة الوضع في عين ابل والقرى المجاورة، و النتائج التي يمكن ان تترتب عليها هذه الجريمة”.
في المعطيات الأولية، ان الحصروني الذي دفن قبل ستة ايام، من دون ان يصدر اي موقف يشير إلى جريمة تعرض لها وشاع أنه كان ضحية حادث سير، ظهر اليوم (الاربعاء) شريط فيديو يعرض عملية خطف تعرض لها الضحية في بلدته، لينقل إلى مكان غير بعيد، ويرمى جثة هامدة إلى جانب سيارته، فيما كشفت مصادر “القوات”، ان الحصروني “مات خنقا وتعرض لضربة على الرأس عبر مسدس”.

كشفت مصادر “القوات” ان الحصروني “مات خنقا وتعرض لضربة على الرأس عبر مسدس


لا تحقيقات رسمية أو نتائج معلنة عن الجريمة، من جهات رسمية معنية، ولكن ما هو ظاهر ان أهالي البلدة يتعاملون مع موت الحصروني، على انه عملية قتل مدبرة، وهي ليست جريمة لأسباب شخصية، انطلاقا مما تؤكده اوساط معنية في البلدة، بأن ما اظهرته الفيديوهات التي صارت بعهدة الجهات الرسمية، ان مجموعة تجاوز عديدها ال١٥ شخصا على الاقل، شاركوا في تنفيذ عملية الخطف، من خلال عديد السيارات التي مهدت وغطت الجريمة التي وقعت على طريق عام يصل بين قرى بنت جبيل.
شقيق الحصروني رفض توجيه الاتهامات السياسية، فقد نقلت قناة “الجديد” عن شقيق الراحل ​الياس الحصروني​ مارون الحصروني، تأكيده أن العائلة لا تتهم أي جهة، على أمل أن يظهر التحقيق من هو الفاعل، موضحاً أنه “لا أعتقد ان لما حصل طابع سياسي”، لافتاً إلى أن “هناك من يريد أن يصطاد بالماء العكر”. وإذا كان الأمر كذلك اي بلا أبعاد سياسية، فإن الجريمة يفترض ان تكشف سريعا طالما يؤكد أبناء البلدة وجود معلومات عن أرقام سيارات نفذت الجريمة، وظهرت في الفيديوهات التي أعلن عنها.

أهالي البلدة يتعاملون مع موت الحصروني على انه عملية قتل مدبرة وهي ليست جريمة لأسباب شخصية انطلاقا مما تؤكده اوساط معنية في البلدة


وإذا كان الأمر يتعلق بجريمة سياسية أو أمنية، فالارجح انها ستلحق بجرائم سابقة كاغتيال لقمان سليم وجو بجاني على سبيل المثال لا الحصر، أي لن تكشف التحقيقات شيئا.
وهذا ما سيكون له نتائج وتداعيات على المستوى الاجتماعي والسياسي، بحيث ان جريمة جرى تنفيذها بشيء من العلانية، من خلال الشواهد عليها المتضمنة في الفيديوهات المصورة، الغاية منها تنفيذ عملية شبه علنية، لشخص من “القوات اللبنانية”، كان له مسؤولية في منطقة بنت جبيل، بغاية توجيه رسالة وفحواها بما معناه، “اننا نقتل ولن يجد اي تحقيق طريقه الينا”. و وكذلك، هي ترهيبية للمسيحيين بالدرجة الاولى، مع توقع الجاني ان اختيار الضحية في بلدة مسيحية، محاطة ببحر من السكان الشيعة، سيدفع هؤلاء إلى عدم الاصرار على المطالبة بكشف القتلة ومحاسبتهم، اذا كانت الجريمة سياسية، لما لذلك من تأثير سلبي على الأقلية المسيحية في هذه المنطقة الجنوبية، بخلاف لو كان المغدور في كسروان أو المتن الشمالي أو غيرها، من المناطق ذات الغالبية المسيحية.

اختيار الضحية كان مدروساً لجهة القدرة على ضبط ردود الفعل فحتى “القوات” سيكون شديد الحذر في التعامل مع نتائج هذه الجريمة


على الارجح ان اختيار الضحية كان مدروساً، لجهة القدرة على ضبط ردود الفعل، فحتى “القوات” سيكون شديد الحذر في التعامل مع نتائج هذه الجريمة، لادراكه حساسية بلدة عين ابل والقرى المحيطة بها، ولن يقدم على اي خطوة قد تكون من إحدى نتائجها، تهجير ما تبقى من مسيحيين في الجنوب.

السابق
«الستاتيكو» الامني باقٍ في مخيم «عين الحلوة».. وهذه هي المجموعات الاسلامية وتوزعها!
التالي
وقوع شاحنة تابعة لحزب الله في الكحالة.. وفرض طوق امني في المكان!