ذكرى اسبوع على رحيل صادق في النبطية.. عزاء ورثاء ووفاء!

في ذكرى مرور أسبوع على رحيل الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي الأديب والشاعر حبيب صادق، أقيم حفل تأبيني في النادي الحسيني لمدينة النبطية شارك فيه النواب السادة: ملحم خلف، فراس حمدان، نجاة صليبا وهاني قبيسي.

وبعد آي من الذكر الحكيم ومجلس عزاء تحدث الدكتور محمد علي صادق باسم العائلة، فقال: “اسمحوا لي في البداية أن اختصر بالإضاءة على بعض صفات وقيم حبيب صادق. إنّه الجنوبيّ ابن الخيام والنبطية، المجبول بحبّ الجنوب. إنّه القائل: “جنوباً ترحل الكلمات”، و”كل الجهات الجنوب”. فمن أين ابدأ؟

أأبدأ من حبيب صادق الإنسان، أم الأديب، أم الشاعر، أم المناضل، أم المقاوم، أم اليساري التقدمي، أم العصامي؟ أم الأمين العام للمجلس الثقافي للبنان الجنوبي؟ أم النائب السابق في الندوة البرلمانية؟ فيه اجتمعت كلّ الصفات النبيلة حتى اسمه! إنّه الحبيب الصادق .

إنّه الإنسان الذي يذوب رقّة وإحساساً ولطفاً ودماثة خلق .إنّه الأديب والشاعر الذي ولد في بيت شعر ودين وأدب ومن والد كان له حضوره المميّز في جبل عامل كرجل دين فقيه وخطيب وشاعر بارع فتمرّس باللّغة العربيّة وأتقنها. فكان ملك الكلام والبلاغة والمحدث اللبق.
إنّه المناضل الذي قارع الإقطاع في عقر داره، ولم يساوم، ولم يهادن، وحافظ على استقلاليته.

إنّه المقاوم الذي اعتبر قضية فلسطين بوصلة العمل المقاوم

إنّه المقاوم الذي اعتبر قضية فلسطين بوصلة العمل المقاوم، كما اعتبر أنّ مقاومة الاحتلال خطّ احمر لا حياد عنه ويجب أن تتمّ بكلّ الوسائل حتى التحرير.
إنّه اليساريّ والتقدّميّ بامتياز، حارب الطائفيّة السياسيّة وعمل جاهداً من أجل وطن واحد، حرّ، مستقلّ، لا تمييز بين ابنائه، فالتزم قضايا الناس وحقوق الإنسان وكرامته.
واكب المجلس الثقافيّ للبنان الجنوبي نحو نصف قرن، فكان أمينا عامّاً له، فجعل منه منبراً مهمّاً وركناً أساسيّاً في الحركة الثقافيّة اللبنانيّة والعربيّة. فزخر المجلس بالأنشطة السياسيّة والاجتماعيّة والثقافيّة، فاقيمت مئات الندوات والمعارض للوحات الفنّيّة وخاصّة تلك التي تتناول مقاومة الاحتلال والنضال من اجل التحرّر. كما جعل المجلس يحتضن حركة شعراء الجنوب، فابدع الكثيرون منهم.

لقد كان يشجّع كلّ ذي فكر وأدب على الكتابة ويحتضنه في المجلس الثقافيّ للبنان الجنوبيّ. كما عمل على توثيق وحفظ التراث العامليّ، فأنشأ مكتبة مهمّة في المجلس، أصبحت مرجعاً مهمّاً في كتابة العديد من الأبحاث وأطروحات الدكتوراه.

استطاع أن يعزّز التواصل مع المجالس والمنتديات الثقافيّة على مساحة الوطن

لقد استطاع أن يعزّز التواصل مع المجالس والمنتديات الثقافيّة على مساحة الوطن. كما امتدّت علاقاته وصداقاته إلى العديد من الدول العربية والاجنبية. لقد سخّر حياته للشأن العام ولم ينسَ الخاصّ، فجاهد وحارب لتنفيذ العديد من المشاريع في قرى الجنوب، كما استطاع أن يؤمّن العديد من المنح الدراسيّة الجامعيّة في الخارج. وساعد أعداداً كبيرة من أصحاب الحاجة على العمل وتامين الرزق.

لقد حارب الفساد بصلابة وثبات وكانت بعض الندوات التلفزيونية بالبثّ المباشر أصدق تعبيراً عن ذلك. دخل الندوة البرلمانية فكان حاملاً هموم الناس والمدافع الشرس عن قضاياهم الحياتيّة والمطلبيّة. أنه حبيب صادق، صاحب المؤلّفات العديدة من شعر وأدب وقصص.

إنّه الحبيب الذي آمن بالصمود والانتصار وكتب القصائد الرائعة والاغاني الثوريّة الجميلة

إنّه الحبيب الذي آمن بالصمود والانتصار وكتب القصائد الرائعة والاغاني الثوريّة الجميلة التي غنّاها مرسيل خليفة وأميمة الخليل.
يا عزيزي! أيّها الحبيب الصادق..
في الصغر كنت لي الملهم والمعلم والمثال، وفي الكبر أصبحت الأب الروحيّ والمواكب لي والمهتمّ بادقّ تفاصيل حياتي. عشقنا فيك كلّ صفاتك حتى الاسم، فجئنا نذكرك في فلذات القلوب. ستبقى الملهم والمثال، ستبقى يا عزيزي: الحبيب الصادق.

السابق
بعد سقوط دوره المُقاوم.. «حزب الله» ينتظر القرارات السياسية للعودة العسكريّة!
التالي
ميقاتي يحسمها: لن أُمدد لسلامة ولن أُعيّن من يخلفه!