خاص «جنوبية»: الإمارات على لائحة إستهدافات «حزب الله».. حتى الإفراج عن الموقوفين الشيعة!

دبي - الإمارات

مُنذ ما يُقارب الشهر تقريباً، أطلقت دولة الإمارات العربيّة سراح عدد من اللبنانيين الموقوفين لديها هم: رضا صفي الدين ، بسام عز الدين ، عباس عز الدين ، عادل حمادة ، الطبيب عبد الحميد عز الدين ، ابراهيم سرور ، مصطفى عز الدين، حسين عز الدين وابراهيم متيرك كانت اعتقلتهم السُلطات الإماراتية على خلفيّة التخابر لمصلحة إيران و”حزب الله”.

وقد جاء الإفراج عن الموقوفين بعد وساطة قام بها المُدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم أثمرت في نهاية المطاف إلى الإفراج عن عدد من الموقوفين، بعد تعهدّات منهم بعدم مُزاولة أي أنشطة داخل الدولة، في حين أن بعض الموقوفين اللبنانيين لا يزالون يخضعون لفترة مُحاكمات، بعد إثبات جُرم التخابر لصالح جهات جهات خارجية.

جاء الإفراج عن الموقوفين بعد وساطة قام بها المُدير العام السابق للأمن العام اللواء عبّاس إبراهيم استمرّت لأكثر من ستّة أشهر


وقبل أيّام أحيت بلدة باريش الجنوبية، ذكرى أربعين ابنها غازي عز الدين، الذي توفي في مكان توقيفه في احد سجون دولة الامارات العربية المتحدة في اواخر شهر نيسان، وكان جرى توقيفه مع تسعة اخرين في الرابع عشر والثاني والعشرين من آذار الماضي ٢٠٢٣ غالبيتهم من بلدته وبينهم عدد من اشقائه، الذين افرج عنهم تباعا بعد وفاته، وأقدام سلطات الامارات على دفنه في دولة الامارات، وعدم السماح بنقل جثمانه الى لبنان، لدفنه في ثرى بلدته، كما كانت ترغب وما تزال عائلته المفجوعة لا سيما والدته، التي جددت في ذكرى اربعينه، مناشدة كافة المرجعيات اللبنانية المعنية المساعدة في استعادة جثمانه في اسرع وقت، في حين تنتظر فيه هذه العائلة وغيرها من العائلات الاخرى، وفاء دولة الامارات بالتزامها، لناحية السماح للمفرج عنهم بمغادرة الإمارات وزيارة أهاليهم على ابواب عيد الاضحى.
وفي مُقابل نفي مصادر مُقرّبة من “حزب الله” وجود أي تهديد ضد دولة الإمارات أو تشكيل حالة عداء ضدها”، كشفت مصادر أمنية بارزة لديها إطلاع واسع على الملفّ ل”جنوبية” أن “وزير الخارجيّة والمُغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب تواصل منذ أيّام مع أحد وزراء “حزب الله” في الحكومة، طالباً منه إيقاف حملات “الحزب” ضد الإمارات بما فيها حملات التحريض التي يقودها في السرّ مع أهالي بعض الموقوفين، لكن ردّ قيادة “حزب الله” كان بأنه يتوجّب على الإمارات أن تُفرج أوّلاً عن جميع المُعتقلين اللبنانيين لديها، ليقوم بعدها “حزب الله” بتقييم النتائج ليتخذ على اثرها القرار المُناسب.”

لدى حزب الله خليّة مؤلّفة من مجموعة أشخاص متخصّصة بملف الإمارات ويُشرف عليها نائب حالي من كُتلة الحزب ويُعاونه ضابط أمن


وكشفت المصادر ، أن “لدى حزب الله خليّة مؤلّفة من مجموعة أشخاص متخصّصة بملف الإمارات، ويُشرف عليها نائب حالي من كُتلة الحزب ويُعاونه ضابط أمن، وتتولّى هذه الخليّة العمل على إنتقاء العملاء وتجنيدهم وتدريبهم واختيار الأهداف أو النقاط الحسّاسة للعمل ضًمنها، وعادة ما يتمّ اختيار مراكز مثل المطارات والنقاط الأمنيّة وأماكن سكن القادة والمسؤولين الإماراتيين، ومؤخّراً كلّفت قيادة “حزب الله” هذه الخليّة بمُتابعة حركة الوفود الإسرائيلية السياسية والدبلوماسية، ورجال الأعمال الذين يزورون الإمارات وإعداد تقارير وبيانات مُفصّلة حولهم.”
وفي سياق الإستمرار في تدخلّات “حزب الله” في سياسات الدول العربيّة لا سيّما دولة الإمارات، فقد برز خلال الأسابيع الماضيّة حركة تظاهرية نفّذها أهالي موقوفين في الإمارات وذلك بدعم مُباشر من أمن “حزب الله”، بحسب ما أفادت مصادر أمنية “جنوبيّة”، وقد جرى خلال التظاهرة إطلاق تهديدات علنية، حيث توعّد المُتظاهرون باللجوء إلى كافّة الوسائل الترهيّببة للإفراج عن أبنائهم، علماً أن وزارة الخارجية والمغتربين كانت تبلغت في حينه من سفير لبنان لدى دولة الإمارات العربية المتحدة فؤاد شهاب دندن، نبأ الإفراج عن كل الموقوفين اللبنانيين الـ10 تباعاً الذين أوقفوا في دولة الإمارات منذ نحو شهرين.

بحسب ما أفادت مصادر أمنية “جنوبيّة” قد جرى خلال التظاهرة إطلاق تهديدات علنية حيث توعّد المُتظاهرون باللجوء إلى كافّة الوسائل الترهيّببة للإفراج عن أبنائهم


أما عن أفراد عائلة عز الدين، فقد أكدت مصادر معنية لـ “جنوبية” ان “الافراج عن اشقاء واقارب المرحوم غازي عز الدين بعد وفاته جراء مضاعفات التعذيب، ما كان ليحصل لولا هذه الفاجعة، التي وضعت السلطات الامارتية في حرج كبير، وترافقها مع الحملة الاعلامية اللبنانية ومنظمات حقوق الانسان الدولية والعالمية، التي طالبت الامارات بالافراج عن الموقوفين وتوضيح ملابسات وفاة عز الدين في مكان توقيفه في احد مقرات الشرطة الاماراتية .
وذكرت المصادر ان “ملف ملاحقة لبنانيين في الامارات على خلفية اتهامهم بالانتماء او تقديم الدعم لحزب الله، تعود الى العام ٢٠٠٩ حين اقدمت سلطات الامن في الامارات على ترحيل اكثر من ثلاثين فردا غالبيتهم من الجنوب، ينتمون الى الطائفة الشيعية، وقد وصل عدد المبعدين على مراحل منذ ذلك الحين الى الان بالمئات دون وجه حق، بحيث لم تفلح كل المراجعات اللبنانية بوقف حملات التوقيف والترحيل .
واشارت المصادر عينها الى “وجود سبعة لبنانيين، ما يزالون في سجون الامارات وصدرت بحقهم احكام قضائية وهم: عبدالله هاني عبدالله، أحمد اسعد فاعور عبد الرحمن شومان، احمد علي مكاوي، فوزي دكروب علي حسن المبدر ووليد ادريس.”
أمّا من جهة “حزب الله”، فقد نفت مصادر مُقرّبة منه ل”جنوبية”، “أي إتهام يطاله بالوقوف خلف التهديدات التي تُطلق من أي جهة ضد دولة خليجية وتحديداً دولة الإمارات”، لكنها استدركت بالقول” أن هذا الحياد هذا لا يُلغي أن الحزب يؤيّد أي تحرّك سلمي يتعلّق بالمظلومية خصوصاً وأنه عانى وما زال يُعاني من هذه الأمور حتّى اليوم.”

اشارت المصادر عينها الى وجود سبعة لبنانيين ما يزالون في سجون الامارات وصدرت بحقهم احكام قضائية


وافادت المصادر عينها: “إن الخلاف مع السعودية والإمارات كان قائماً على مسألة الملف اليمني، وبما ان هذا الملف قد سلك طريقه نحو التسوية من خلال الإتفاق الإيراني ـ السعودي، يبقى أن بقيّة الأمور سوف تسلك طريقها نحو إنهاء أي خلاف، ولعلّ الجميع يعلم وبما فيها الدول الخليجية، أن “حزب الله” كان أوّل الداعين إلى التلاقي مع دول الخليج وتنظيم الخلافات خصوصاً تلك القائمة مع السعودية والبحرين.”

السابق
حزب الله يعلن إسقاط مسيّرة إسرائيلية جنوبا
التالي
القضاء «يطلب» إستدعاء جعجع وإستجوابه كمدعى عليه.. ماذا يجري في ملف «أحداث الطيونة»!