هل تخرق «مواجهة» فرنجية-أزعور وما بينهما باسيل الجدار الرئاسي؟!

الفراغ الرئاسي بعبدا

يدخل الفراغ في رئاسة الجمهورية شهره السابع، من دون وجود أي دلائل أو ظواهر، تبشر بولادة قيصرية لرئيس، يملأ كرسي القصر الشاغر منذ 31 تشرين الأول 2022، في حين أن سيناريوهات جديدة قد تطل برأسها على الساحة اللبنانية، الحبلى بالأزمات المفتوحة على مصراعيها، بعد فشل القادة اللبنانيين، في الوصول الى حلول إستباقية تجنّب لبنان النفق المظلم.

وبين الحلول بالمفرق أو السلّة الواحدة يبقى إنتخاب رئيس للجمهورية أولوية وخطوة أولى نحو العبور لمخاض ملء الفراغات الآتية رغم أن جميع المؤشّرات توحي بأن معركة الرئاسة الحقيقية لا زالت في مربعها الأول، وأن الظروف المحلية والإقليمية لم تنضج بعد لملء الفراغ في الرئاسة الأولى.

ما يجمع أطراف المعارضة هو رفضها لفرنجية فقط وبالتالي فهي تعمل خطوة بخطوة لتمرير المرحلة الأولى

وفي ظلّ الإنقسام السياسي والطائفي الحاد، تتوجّه الأنظار نحو قوى المعارضة المسيحية التي إستأنفت التواصل فيما بينها بعد عودة رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل من فرنسا محمّلا بالسلبية، وبحسب مصادر المعارضة ل”جنوبية”، فإن “الساعات ال 24 الماضية شهدت تكثيف الاتصالات بين بكفيا ومعراب وميرنا الشلوحي، من أجل الإتفاق على اسم يحظى بتأييد أكبر عدد من النواب المعارضين والمترددين”.

إقرأ ايضاً: «إستحضار» للشاعرة الراحلة صباح خرّاط زوين: قصيدتي هي جغرافية وجودي!

وكشفت المصادر ان “أسهم جهاد أزعور إرتفعت إلا أنه لم يحسم بعد بسبب تباينات داخل التيار البرتقالي على إسمه، وفي حال حسم الجدل على اسمه، ولم يتعرض رئيس التيار جبران باسيل لضغوط من حارة حريك للتراجع عنه، فسيكون أزعور مرشّح الثلاثي المسيحي، بوجه مرشّح الممانعة سليمان فرنجية في أول جلسة لإنتخاب رئيس”.

تدرك “المعارضة”، بحسب مصادرها، أن ما يجمع “أطرافها هو رفضها لفرنجية فقط، وبالتالي فهي تعمل خطوة بخطوة لتمرير المرحلة الأولى، التي تهدف الخروج من الإحراج أمام المجتمع الدولي أولا، و”كش” فرنجية الى خارج اللعبة ثانيا”.

أسهم جهاد أزعور إرتفعت إلا أنه لم يحسم بعد بسبب تباينات داخل التيار البرتقالي على إسمه

وفي هذا السياق أشارت أوساط سياسية مواكبة لحركة الإتصالات ل:جنوبية”، أن “المفاوضات بين التيار والقوات والكتائب وقوى التغيير، ليست على “الرئيس” إنما على “المحارب” القوي أو الإنغماسي، الذي يجب أن يستقطب في أي جلسة، عددا من الأصوات تعادل او تفوق عدد الاصوات التي سينالها مرشح الثنائي الشيعي”.

ولفتت المصادر الى ان “المهمة ليست بالسهلة في ظل تردد باسيل وحيرته بنفسه، لكنها غير مستحيلة، وفي حال إنجازها تكون المعارضة قد قلبت المعادلة وسحبت الذرائع التي يتمسّك بها الثنائي، واستلمت زمام المبادرة وإجتازت منتصف الطريق نحو الإطاحة بفرنجية، وإخراجه من السباق الرئاسي من الجولة الاولى، بمعاونة أمل وحزب الله، والذهاب نحو مرحلة جديدة من الماراثون الرئاسي الطويل مع توقع بروز أسماء جديدة أكثر جدية.

شككت مصادر “الثنائي” عبر “جنوبية” في نجاح المعارضة على الاتفاق على اسم جدي تنافس به فرنجية، في ظل غياب المشروع والرؤية

وفيما يبقى الوضع على ما هو عليه حتى خروج تصريح رسمي يعلن نتيجة المفاوضات بين أركان المعارضة، شككت مصادر “الثنائي” عبر “جنوبية”، في نجاح المعارضة على الاتفاق على اسم جدي تنافس به فرنجية، في ظل غياب المشروع والرؤية”.

و إذ اكدت أن رئيس مجلس النواب على إستعداد للدعوة لجلسة انتخابية، مباشرة بعد تبني المعارضة اسما جديا”، توقعت أن “تتبلور الصورة أكثر بعد عودة البطريرك بشارة الراعي من فرنسا التي يصلها الثلاثاء المقبل ويلتقي خلالها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ويجري مباحثات حول الوضع في لبنان مع المسؤولين الفرنسيين”.

السابق
«إستحضار» للشاعرة الراحلة صباح خرّاط زوين: قصيدتي هي جغرافية وجودي!
التالي
وجيه قانصو يحاضر عن كتاب «صنعة العربية» لشربل داغر : سفر تكوين العربية