«الشؤون المدنية» في «اليونيفيل» ينفذ 525 مشروعاً جنوب الليطاني بنحو 9 ملايين دولار.. آدم ل «جنوبية»: عامل رئيسي في نجاح مهمة حفظ السلام

يلعب قسم الشؤون المدنية في قوات الامم المتحدة المعززة – المؤقتة، الى جانب وحدات اليونيفيل ال36 دورا بارزا في التنمية المحلية، في مناطق انتشار اليونيفيل ، جنوب الليطاني، في اقضية مرجعيون- حاصبيا ، بنت جبيل، وصور، حيث ينفذ مشاريع مستدامة في بلدات وقرى هذه الاقضية ، بلغت قيمتها الى الان حوالي تسعة ملايين دولار اميركي. وتعتبر هذه المشاريع وغيرها واحدا من ركائز دعم البلديات، خصوصا في ظل فقدان قيمة الموازنات البلدية وتراجع المداخيل.

تم تأسيس مكون الشؤون المدنية في اليونيفيل عام 2003, وجرى تعزيزه بشكل أكبر بموجب قرار مجلس الأمن 1701، الصادر عن الامم المتحدة في اعقاب العدوان الاسرائيلي في تموز- اب 2006 .

الباقر آدم

وأكد مدير قسم الشؤون المدنية في “اليونيفيل” الباقر آدم في ل “جنوبية” انه “إلى جانب التواصل على المستوى المحلي، المراقبة، تحليل النزاع وبناء الثقة، يعمل موظفو الشؤون المدنية بشكل دقيق على دعم بسط سلطة الحكومة اللبنانية في الجنوب، وأن الشؤون المدنية مع كتائب اليونيفيل، تقدم مجموعة من الخدمات الأساسية لمساعدة السكان المحليين مع الحفاظ على قنوات التنسيق والاتصال الداخلية والخارجية الفعالة”.

إحدى الأدوات المهمة التي تستخدمها الشؤون المدنية لبناء الثقة مع الجنوبيين هي المشاريع ذات الأثر السريع

وشدد على أن “جميع هذه المبادرات تلعب دوراً حاسماً في تحديد عوامل النزاعات وحلها، وتجنبها على المستوى المحلي، ويتصل هذا بشكل أساسي بمعالجة المسائل المتعلقة بالوجود الطويل الأمد لليونيفيل، واستكشاف الخيارات لتخفيف التوترات، ومعالجة سوء الفهم من خلال المتابعة الفورية لمخاوف المجتمعات المحلية”.

مساعدات من اليونيفيل

ولفت آدم الى ان “إحدى الأدوات المهمة التي تستخدمها الشؤون المدنية لبناء الثقة مع الجنوبيين، هي المشاريع ذات الأثر السريع، اذ تقوم اليونيفيل بهذه المشاريع استجابة للحاجات المعلن عنها من قبل السلطات المحلية، وتماشياً مع الهدف الإستراتيجي للبعثة وللتوجه السياسي للحكومة اللبنانية، والتي يتم تقديمها (المشاريع) أمام لجنة مراجعة المشاريع التي يرأسها رئيس الشؤون المدنية، وتتألف من ممثلين اخرين من مكونات اليونيفيل المعنية، وتتم الموافقة على المقترحات إذا كانت تتوافق مع معايير مشاريع الأثر السريع الأساسية، على النحو المنصوص عليه في إرشادات الأمم المتحدة لهكذا مشاريع، تماشياً مع استراتيجية المهمة الأوسع التي تم وضعها للتواصل مع المجتمع المحلي”.

وحول الميزانية السنوية، التي تنفقها الشؤون المدنية في اليونيفي، اشار آدم الى “أن الميزانية السنوية لمشاريع الأثر السريع هي ٥٠٠ ألف دولار أمريكي تمتد من تموز إلى حزيران، وهو الحد الأقصى لكل مشروع هو ٢٥ ألف دولار، ويتم تنفيذ هذه المشاريع في مناطق داخل عمليات اليونيفيل، التي تغطي صور وبنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا”.

نشاطات اليونيفيل مع التلامذة

واوضح.ان عدد المشاريع المنفذة الموافق عليها، يختلف كل عام بسبب الاختلافات في كمية المساعدة لكل مشروع، والتي تحددها الحاجة المحلية الخاصة، ونسبة التكلفة إلى المستفيدين، وتحليل الأثر وإمكانية التمويل المشترك من قبل شركاء آخرين (البلدان المساهمة في التعاون أو البلدية أو وكالات الأمم المتحدة) وحتى تاريخه، نفذت البعثة ٥٢٥ مشروعاً بتكلفة تقارب٨٫٣١ مليون دولار أمريكي”.

المشاريع ذات الأثر السريع هي استجابة للاحتياجات المحلية كما عبر عنها المحاورون المحليون لذلك فهي موضع تقدير كبير من المجتمع

وحول ما اذا كانت هذه التقديمات تساهم في تجسيد عوامل الثقة، وبناء الجسور بين اليونيفيل والسلطات المحلية والسكان، أكد آدم ان المشاريع ذات الأثر السريع، هي استجابة للاحتياجات المحلية، كما عبر عنها المحاورون المحليون، لذلك فهي موضع تقدير كبير من المجتمع، وأن مشاريع الأثر السريع في قطاع التعليم ، تساعد على تحسين مساحات التعلم وتوفير بيئة تعليمية جيدة وأكثر ملاءمة للطلاب والمعلمين”.

وأضاف”: ان بناء القدرات للمسؤولين المحليين إلى بناء القدرات في المؤسسات الحكومية المحلية، أدى إلى تقديم خدمات أكثر جودة للناس، وساعد في تحقيق أثر أكبر للبرنامج، وقد نجم عن هذه المشاريع وصول خدمات أكثر للجنوبيين، لا سيما أن البلديات والمؤسسات الحكومية تمر حالياً بأزمة اقتصاديه كبيرة وفقدت ميزانيات البلديات قيمتها بسبب التضخم الهائل وتدني قيمة العملة المحلية”.

ولفت آدم، الى انه إلى جانب ذلك، وبسبب المشاركة المستمرة والطويلة مع الحكومة اللبنانية، فإن بعثة اليونيفيل قادرة على استخدام مشاريع الأثر السريع في دعم طرح الخطط الوطنية، مثل بناء القدرات في مجال حماية الطفل والعنف ألقائم على النوع الاجتماعي لتعزيز الأمان على الانترنت مما يساهم في تكرار الجهود الوطنية في منطقة عمل.اليونيفيل”.

مساهمات المشاريع ذات الأثر السريع، تؤدي إلى التخفيف من تأثير الوجود العسكري لليونيفيل وعملياتها على السكان المدنيين وفي عملية اكتساب فهمهم ودعمهم للمهام

وشدد على”ان مساهمات المشاريع ذات الأثر السريع، تؤدي إلى التخفيف من تأثير الوجود العسكري لليونيفيل، وعملياتها على السكان المدنيين، وفي عملية اكتساب فهمهم ودعمهم للمهام التي تقوم بها القوات على الأر، وهذه المشاريع توفر فرصة مثالية للبعثة لإنشاء والحفاظ على شبكة جيدة من العلاقات مع المسؤولين المحليين والإقليميين و الوطنيين، وبناء علاقات جيدة بين المكونات العسكرية لليونيفيل (الذين يتناوبون بشكل متكرر) والسكان المحليين”.

واوضح، انه “يتم تنفيذ الجزء الأكبر من مشاريع الأثر السريع من خلال البلديات و رؤساء البلديات كشركاء منفذين. ومع ذلك، لا يقتصر الأمر عليهم وحدهم ، فيتم تنفيذ مشاريع الأثر السريع أيضًا مع اتحادات البلديات ومؤسسات الحكومة اللبنانية (مراكز التنمية الاجتماعية والمستشفيات العامة ومراكز الدفاع المدني اللبنانية) والمنظمات غير الحكومية (الوطنية والدولية) وما إلى ذلك ، طالما أن التدخل يعود بالفائدة على المجتمعات المحلية، كما انه يتم تنفيذ العديد من تدخلات الدعم المدرسي من خلال البلديات مع قيام رئيس بلدية القرية بدور الشريك المنفذ”.

يتم تنفيذ الجزء الأكبر من مشاريع الأثر السريع من خلال البلديات ورؤساء البلديات كشركاء منفذين

وختم بالقول”: تعد العلاقة الوثيقة التي تتمتع بها اليونيفيل مع سكان المجتمعات المحلي، هي أحد العوامل الرئيسية التي تساهم في نجاح مهمة حفظ السلام”.

السابق
العزي ل«جنوبية»: الإنتخابات تجدد زعامة أردوغان أمام المعارضة «الشعبوية»
التالي
القاضية عون تطعن بقرار صرفها من الخدمة