القاضي قبلان «يفجّر» قنبلة في جلسة «تفجير التليل» امام المجلس العدلي!

على الرغم من ان القرار الاتهامي في جريمة”تفجير التليل” قد حيّد الجيش اللبناني عن اي ملاحقة او مسؤولية ، الذي اخذ على عاتقه مهمة توزيع مادة البنزين على المتظاهرين فجر ذلك اليوم في 15 آب العام 2021 ، فان موقف النيابة العامة التمييزية خلال جلسة المجلس العدلي في القضية ، جاء ليثلج قلوب اهالي الضحايا والجرحى الذين ارتسمت على وجوههم علامات التأييد لموقف”التمييزية”.

فجّر ممثل النيابة العامة التمييزية قنبلة مع اعلانه الاحتفاظ بحق النيابة العامة بالادعاء على احد ضباط الجيش “لتسببه في الانفجار”!

فقبل ان يرفع رئيس المجلس القاضي سهيل عبود الجلسة الى 16 حزيران المقبل لاستكمال استجواب اثنين من المتهمين هما ريتشارد ابراهيم وجرجي ابراهيم، فجّر ممثل النيابة العامة التمييزية القاضي عماد قبلان قنبلة ، حين اعلن الاحتفاظ بحق النيابة العامة في الادعاء على احد ضباط الجيش ل”لتسببه في الانفجار”.

موقف قبلان ، جاء بعد سلسلة من الاسئلة طرحها على احد الاظناء ، وبعد رواية الاخير عن اتفاق حصل بين العميد ميلاد طعوم وعدد من الثوار ، وسماح الثوار لعدد من هؤلاء بتعبئة البنزين دون غيرهم من الناس الذين تجمهروا بالآلاف .

سأل قبلان الظنين كلود ابراهيم عن سبب تولي الجيش مهمة توزيع البنزين على الناس واسباب حصول الجيش على قسم منها لصالحه ولماذ لم يوزع كل الكمية عليهم، ليأتيه جواب الظنين بانه سأل العميد الذي كان حينها برتبة عقيد:”انا ما إلي علاقة هيك إجا الامر”.

ما نقله الظنين عن العميد إستفز القاضي قبلان قائلا:”الجيش عندو بنزين شو أخدو عا آخر ما عمّر ربنا وياخود بنزين من دون ثمن “، مستطردا:”رح ادعي عليه”.

وعلّق احد وكلاء الدفاع على موقف قبلان كاشفا بان افادة طعوم في التحقيق الاولي جرى”تطميشها”، فيما دوّن رئيس المجلس في محضر الجلسة بان”النيابة العامة تطلب استدعاء طعوم للشهادة على ان يبنى على الشىء مقتضاه”.

المجلس، وباستجوابه اليوم اربعة اظناء بينهم عسكري في الجيش، يكون قد أنهى قسما كبيرا من هذه المرحلة من الاستجوابات، على ان يبقى امامه متهمان هما ريتشارد ابراهيم وجرجي ابراهيم، الاول بتهمة تحريض الثاني على اشعال النيران في مادة البنزين التي انسكبت على الارض بواسطة قداحة ووقوع الانفجار الذي اسفر عن سقوط ما لا يقل عن 55 ضحية وعشرات الجرحى.

في استجواب الظنين العسكري هويدي الاسعد، نفى اي علاقة عمل تربطه بصهره زوج شقيقته المتهم الموقوف علي الفرج في تهريب الاسمنت والوقود من لبنان الى سوريا وبالعكس، متحدثا عن ان عمل ظهره هو قانوني في التجارة . كما نفى امتلاكه لاي من خزانات وقود، انما فقط بيك آب أعاره لصهره لثلاثة اشهر مقابل مبلغ من المال قبل ان يبيعه، مؤكدا ان البيك آب لا يحوي اي خزان في صندوقه.

وفيما ايد الاسعد افادته امام المحقق العدلي، تراجع عن اعترافه امام قاضي التحقيق العسكري لجهة قوله انه شارك صهره في عمليات التهريب، متذرعا بانه كان معصوب العينين ولم يعرف على ماذا وقّع و”لا شو حكيت”، مؤكدا انه لم يكن متواجدا في مكان حصول الانفجار .

وعندما سأله النقيب محمد المراد الذي يمثل عددا كبيرا من المدعين عن سبب نعت صهره ب”الكذاب” امام المحقق العدلي، اوضح بان الاخير قال ان الخزانات تعود اليه، اي للاسعد، يعني ان علي”ايه كذاب”.

اما شقيقه الظنين باسل الاسعد فقد أبدى استغرابه حول ملاحقته في هذه القضية نافيا من جهته اي علاقة عمل تربطه بصهره الذي لا يراه سوى نادرا، نافيا ما ورد على لسان صهره بانه شاركه في تهريب 7 ألاف ليتر من البنزين يوميا.

اما الظنين بيار ابراهيم فأفاد بانه يوم الحادثة تواجد في البؤرة بين الساعة الثالثة بعد الظهر والثامنة مساء، حيث كان هناك بين 200 و300 شخص.وقد حاول كسر قفل الخزان لانه كان يعلم بانه لا يزال هناك بنزين فيه بعد ان قام الجيش بسحب حوالي 12 الف ليتر منه. ولم يفلح الظنين في كسر القفل ، وطلب من الظنين الآخر جاك ابراهيم مغادرة المكان. وزعم ان تواجده في المكان كان بسبب الفضول وهو كان يقف على بعد حوالي 150 مترا من مكان وجود الخزان موضحا ان مسدسا كان بحوزته في السيارة وان المتهم ريشارد ابراهيم اخذه منه بهدف حماية منزله ، وان المسدس بقي مع ريتشارد الذي اعلمه بانه لم يستخدمه واتصل به ليلا لتسليمه اياه لكن ذلك لم يحصل وجرى ضبطه لاحقا.

وقال عن الفرج بانه التقى به صدفة ولمرة واحدة اثناء زيارته لاحد الاشخاص وما علمه من جورج ابراهيم انه اعطى علي الفرج زاوية في البؤرة لوضع خزانات، وان الجيش هو الذي استلم المكان ولم يكن حينها احد من اصحاب المال متواجدا في المكان.

ريتشارد سلمه مسدسا من دون ان يستوضحه عن ذلك

واخيرا استجوب المجلس الظنين كلود ابراهيم الذي افاد بانه تواجد في المكان قبل حصول الانفجار ليغادر ويعود لاحقا بحثا عن عمه جرجي ابراهيم الذي كان شاهده في فترة بعد الظهر يقوم بمساعدة الجيش لتأمين الكهرباء لسحب البنزين من الخزان، وعاد ونقل عمه الى المستشفى. وقال ان ريتشارد سلمه مسدسا من دون ان يستوضحه عن ذلك لانه انصرف الى البحث عن عمه بعد وقوع الانفجار.

الجو كان مشحونا لان الناس كانوا يطالبون بالحصول على البنزين ويشتمون آل ابراهيم لتخزينه

واوضح الظنين ان الجو كان مشحونا لان الناس كانوا يطالبون بالحصول على البنزين ويشتمون آل ابراهيم لتخزينه.واشار الى انه كان موجودا قرب العقيد طعوم خلال فترة وجوده بعد الظهر في البؤرة ولم يشاهد احدا من آل ابراهيم .

وتحدث الظنين عن اتفاق حصل بين عدد من الثوار والجيش بحصول الجيش على قسم من البنزين الا ان احد الثوار اعترض لان هذا الامر سيؤدي الى تدافع وفوض فغادر “مع جماعتو”.

تحدث الظنين عن اتفاق حصل بين عدد من الثوار والجيش بحصول الجيش على قسم من البنزين الا ان احد الثوار اعترض

اضاف بان العقيد طعوم اتصل لاحضار صهريج تابع للجيش لسحب كمية من البنزين في الخزان على اساس انه يحوي 40 الف ليتر، ثم حضرت شاحنة لسحب قسم لصالح الثوار. وبعد ذلك حضر ضابط وبرفقته حوالي 15 عنصرا قاموا بتطويق الصهريج التابع للجيش وأبعدوا المتجمهرين عن البؤرة انما هو بقي هناك.

الضابط اعلم العقيد طعوم ان الخزان لا يحوي 40 الف ليتر فإعتقد الثوار ان الجيش قام بسرقة البنزين

وتابع يقول ان الضابط اعلم العقيد طعوم ان الخزان لا يحوي 40 الف ليتر فإعتقد الثوار ان الجيش قام بسرقة البنزين ، مطالبين بتوزيع الكمية الموجودة مناصفة بين الجيش والثوار، لكن صهريج الجيش كان قد غادر المكان.

في هذا الوقت حضر اثنين من الثوار الى المكان لتعبئة بنزين في”غالونين” فمنعهم الضابط ليرسل العقيد طعوم عنصرين من المخابرات ويسمحا للثوار بتعبئة البنزين ، ليعود وتحضر مجموعة اخرى من الثوار بالطريقة نفسها ويقومون بالتعبئة ب”أمر من العقيد”، لكن الضابط اعترض وقال بانه سيفك الطوق وحصل ما حصل.

وقال الظنين ان الخزان كان يحوي حوالي 17 الف ليتر سحب منه الجيش حوالي 12 الفا .

السابق
في أمسيةٍ ثقافية.. السفارة الأميركية في بيروت تستضيف إيلي صعب
التالي
رحيل حيدر حيدر راوي «وليمة لأعشاب البحر»!