مصادر عين التينة تكشف لـ«جنوبية» عن «الحوار الرئاسي» بين شيا وبري!

دخل قصر بعبدا شهره السابع، وجدران أجنحته الرئاسية مقفلة، منذ انتهاء عهد الرئيس ميشال عون، خالية من صورة رئيس للجمهورية. أما خارج القصر، فالبحث جار عن خبايا الصمت السعودي، وإلتقاط إشارات الرادارات الأميركية، التي تحرّكت على خط الأزمة اللبنانية، وبثّت رسائل تحذيرية مباشرة ومشفّرة باتجاه الفلك اللبناني، بعد رصد إستمر ستة أشهر، لتقول على لسان المتحدّث باسم الخارجية الأميركية: “حان الوقت للتحرّك”.

الرسائل المباشرة جاءت واضحة لا تحتمل التأويل، فهي بدأت بما يشبه “توبيخ” القيادات اللبنانية واتهامها ب”وضع مصالحها الشخصية وطموحاتها على مصالح بلدها وشعبها”، ثم كشفت عن المواصفات الأميركية للرئيس، والتي جاءت غير مطابقة لمواصفات مرشح “الثنائي الشيعي” سليمان فرنجية، ومتعارضة للتوجّه الفرنسي الذي غرق في الحضن الممانع، وسيتنحى جانبا مع دخول واشنطن حلبة الصراع في مرحلة جديدة أقل ضبابية.

شيا نصحت بري بالبدء بطي صفحة فرنجية والإنفتاح على التسويات

أما الرسائل المشفّرة فحملتها السفيرة الاميركية دورثي شيا الى “عين التينة” امس الثلاثاء بعد بيان خارجية بلادها لتبلغها شفهيا الى رئيس مجلس النواب نبيه بري، وبحسب مصادر مقربة من “عين التينة” لـ”جنوبية”، فإن “شيا نصحت بري بالبدء بطي صفحة فرنجية والإنفتاح على التسويات الآتية، كي لا يجد نفسه وحيدا متمسكا بورقة خاسرة، وأنه الوحيد القادر في هذه المرحلة، على إخراج الحلول في المجلس النيابي، حين تنضج وعليه عدم اغلاق أبواب المجلس”. ولفتت المصادر بأن “شيا لمست ليونة ملحوظة في مواقف بري تجاه أي مبادرات بديلة، يتم التوافق عليها محليا، وتحظى برضى الدول الخمس، وأن مهمة نائبه الياس بو صعب تصب في هذا الاطار وبالتنسيق معه”.

الرسالة الأميركية جاءت لتصوّب مسار البوصلة الرئاسية في لبنان

وأشارت مصادر سياسية مواكبة لحركة الاتصالات الأميركي لـ”جنوبية”، الى ان “الرسالة الأميركية جاءت لتصوّب مسار البوصلة الرئاسية في لبنان، وتعيد تذكير القادة اللبنانيين والدول المعنية بالملف اللبناني، بأنّ طريق بعبدا تمر بواشنطن، وعليه فمن الضروري إيجاد مشروع متكامل للبنان، سياسي ومالي وأمني، أساسه رئيس الجمهورية وحاكم المركزي وقائد الجيش، مشروع لا يتعارض مع السياسة الاميركية ولا يكرر تجربة العهد السابق”.

وكان المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر أشار في بيان دعا القيادات اللبنانية، إلى انتخاب رئيس جديد بسرعة بغية توحيد البلاد وسن الإصلاحات اللازمة سريعا لانتشال الاقتصاد اللبناني من أزمته، إذ لا يجوز أن تضع هذه القيادات مصالحها الشخصية وطموحاتها على مصالح بلدها وشعبه”.

السابق
بالصور: مداهمة للجيش في بعلبك.. وهذا ما تم ضبطه
التالي
عشية تكريمها في تبنين.. حُسن عبود لـ«جنوبية»: زينب فواز رائدة تركت بصمة في عالم الأدب والشعر