في الذكرى الأربعين على لجنة المخطوفين والمفقودين.. «أحلام معلقة» للمخرج الراحل شمعون

لمناسبة مرور 40 عاماً على تأسيس لجنة المخطوفين والمفقودين، نظّم نادي لكلّ الناس بالتعاون مع جمعية السبيل الثقافية لقاءً حضورياً لفيلم “أحلام معلقة” للمخرج الراحل جان شمعون. وشهد العرض حواراً مع وداد حلواني، وذلك يوم الثلاثاء 11 نيسان 7.00 مساءً، في المكتبة العامة لبلدية بيروت – مونو.
أحلام معلقة (١٩٩٢) ،من إخراج جان شمعون،وثائقي، ٥٠ دقيقة ،
يحكي الفيلم قصة أربع شخصيات في مجتمع مزقته الحرب، ليلقي الضوء على تصميم هذه الشخصيات
في إعادة بناء مستقبلها.
الفيلم واحد من ستة أفلام وزّعت في جميع أنحاء العالم.
يبدأ فيلم احلام معلقة بلقطات عن دمار بيروت الخارجة تواً من الحرب، ويستهل المخرج فيلمه بحكاية لافتة، حكاية نبيل ورامبو، وهما مقاتلان أمضيا سنوات الحرب يتواجهان بالأسلحة عند جبهة منطقة الشياح، يطلقان القذائف والرصاص على بعضهما بعضاً. أما الآن وبعد انتهاء الحرب، فتحولا إلى صديقين، يحاولان العمل معاً في مجال العمارة والبناء. نبيل حمل السلاح حين كان عمره 10 سنوات، وكان كل شهر ينتقل من تنظيم مسلح إلى آخر، وكذلك رامبو أوقف دراسته وحمل السلاح في الـ11 من عمره. واليوم ، اكتشف الاثنان أنهما كانا مجرد أداتين في أيادي أصحاب الميليشيات المسلحة.
دائماً ما ترصد أفلام شمعون المجتمع اللبناني، في حال الانتقال من مرحلة إلى أخرى. وفي فيلم “أحلام معلقة” يرصد المخرج حالة السلم الهشة والقابلة للعودة إلى العنف مجدداً في بيروت. لذلك نتابع في الفيلم، حكاية انفجار سيارة مفخخة في منطقة البسطة ليلة رأس السنة، ما يشعرنا بأن البلد سينزلق إلى العنف مجدداً، بسبب رغبات الانتقام المبتادلة.
الممثل المسرحي رفيق علي أحمد إحدى شخصيات فيلم “أحلام معلقة”، وكما يفعل شمعون مراراً، فهو يأخذ شخصياته الواقعية إلى أماكن تمسها وتدفعها إلى الروي. إلى المسرح المهدم والمدمر بفعل الحرب، تدخل كاميرا الفيلم مع رفيق علي أحمد، ليخبر عن آرائه وأفكاره عن الحرب وأثرها، يقول: “كراسي المسرح المدمرة هي رمز للجثث والقتلى. المسرح محبط مكسر، لم يمت، ولكنه حزين وواع لمأساته”. وينتقد أحمد الطريقة التي انتهت فيها الحرب: “انتهت الحرب بقرار كأنها لعبة كرة قدم. لقد حاولوا دفع الناس إلى النسيان عن طريق الهجمات الإعلانية التي تملأ الطرقات بالمنتجات الأجنبية”.
(وداد حلواني)
أول الأفلام عن المفقودين والبيئة ، وداد حلواني هي الشخصية التي يتابعها الفيلم لتناول قضية نضال أهالي المفقودين والمخطوفين في الحرب الأهلية اللبنانية. تروي حلواني كيف خطف زوجها عدنان، وكيف تلقت الصدمة، وبدأت بتشكيل حراك يضم عائلات المخطوفين والمفقودين. تقول: “راحت لائحة المفقودين تزداد، فطلبت من أهالي المفقودين التجمع، ومن وقتها بدأ التحرك”.
يعرض الفيلم لقطات أرشيفية من التظاهرات الأولى لتجمع أهالي المخطوفين، تتحدث إحداهن للكاميرا عن أربعة مخطوفين من عائلتها أصغرهم بعمر 12 سنة، لا تعرف عن مصيرهم شيئاً.
يحاول أهالي المخطوفين أن يرفعوا الصوت للمطالبة بمعرفة مصير مخطوفيهم، والضغط على القوى المتصارعة، التي أصبح قادتها نواباً ووزراء، كما تقول في الفيلم حلواني: “ندرك أن هناك من قتل مباشرة، ومن مات تحت التعذيب، إننا نرغب فقط بمعرفة مصائرهم من المسؤولين”.
فيلم “أحلام معلقة” من الأفلام الأولى التي تناولت قضية البيئة في لبنان، إذ تطرق إلى التلوث الذي يصيب مياه البحر بسبب إلقاء النفايات. ويقابل عدداً من الصيادين الذين يشتكون من تلوث البحر إلى عمق كيلومترين من المياه السوداء، ويستعرض براميل النفايات التي يعتقد أنها تصدر من الدول الكبرى لترمى في شواطئ العالم الثالث بموافقة المسؤولين. ويقول رفيق علي أحمد: “البيئة هي تفاعل عمودي بين الإنسان والأرض، وبينما يشوه الإنسان، تشوه أيضاً علاقته مع البيئة. إلغاء التراث وأسلوب حياة الناس هو إلغاء للبيئة أيضاً”.

السابق
ملتقى التأثير المدني: إستباحة السيادة وضرب الدُّستور.. كفى!
التالي
الضربات الإسرائيلية للمواقع الإيرانية في سورية: تثبيت معادلة الردع في بيئة استراتيجية متغيرة