قراءة في كتاب ثورة.. مخاض أم متاهة؟ حسان دياب: حكومة فاشلة أم فرصة ضائعة؟

قاسم قصير

صدر قبل أسابيع قليلة كتاب جديد للكاتب والإعلامي والباحث الاستاذ ناصر قنديل بعنوان : ثورة … مخاض أم متاهة؟ حسان دياب: حكومة فاشلة ام فرصة ضائعة؟ ويتم توزيع الكتاب عن دار الفرات وقد أقيم حفل اطلاق له في المكتبة الوطنية ولكنه لم يحظ حسب ملاحظاتي بنقاش موضوعي وعلمي رغم أهميته وما تضمنه من معلومات ومعطيات حول الواقع اللبناني ولا سيما حول ما سمي ثورة أو حراك أو انتفاضة 17تشرين الاول في العام 2019 وما تلاها من تطورات واحداث واهمها تشكيل حكومة الرئيس الدكتور حسان دياب.

وهذا الكتاب الهام والنقدي ينضم إلى عدد قليل من الكتب والدراسات التي تحدثت عن الحراك الشعبي في تشرين الاول من العام 2019واهمها الكتاب الذي صدر منذ عدة أشهر عن المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات العامة وأشرف عليه الدكتور خالد زيادة والكاتب محمد ابو سمرا وبعض الدراسات التي أصدرها المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق واحدها البحث الهام للدكتور حسام مطر عن مواقف الشباب اللبناني ، إضافة لدراسات ومؤتمرات عقدت من قبل مراكز دراسات لبنانية وعربية وأجنبية.

اقرأ أيضاً: لبنان مسرحاً لـ «البريد بالنار»!

وأهمية كتاب الاستاذ ناصر قنديل أنه يتناول الأحداث برؤية شاملة مرتبطة بقراءة التاريخ اللبناني والأوضاع الإقليمية والدولية إضافة لكونه أجرى لقاءات مباشرة مع صانعي الحدث من مسؤولين لبنانيين وخصوصا الدكتور حسان دياب والمعاون السياسي للأمين العام لحزب الله الحاج حسين الخليل وشخصيات أخرى .
والكتاب رغم حرصه على الدفاع عن تجربة الدكتور حسان دياب وحكومته لكنه يقدم قراءة نقدية وهامة لهذه التجربة وخصوصا اسباب الفشل والمتعلقة بالصراع الواضح بين حركة أمل والتيار الوطني الحر وكما يقدم الكتاب اسئلة واشكالات مهمة على دور حزب الله وعلاقته بالنظام السياسي اللبناني ومشروع التغيير.

والكتاب من أربعة أبواب و17فصلا وهو يستعرض كل التطورات السياسية التي حصلت منذ الحراك الشعبي أو الانتفاضة في 17تشربن الاول وما سبقها من تطورات وأسباب فشل حكومة الرئيس سعد الحريري واستقالتها ومن ثم كيفية تشكيل حكومة الرئيس حسان دياب ودورها وهو يتضمن وثائق عديدة ومهمة عن الحراك الشعبي والجهات التي شاركت فيه وعلاقاتها الداخلية والخارجية.
لكن الجانب الأهم في الكتاب أنه يقدم قراءة نقدية للواقع السياسي اللبناني والحاجة إلى مشروع تغييري جديد قائم على أساس المواطنة ورفض الطائفية والمذهبية والحاجة لإعادة النظر بدور لبنان وعلاقاته الخارجية ودوره الاقتصادي.

ويضفي الاستاذ ناصر قنديل على نصوص الكتاب أبعادا اجتماعية وفكرية وفلسفية وهو يظهر تطور اسلوبه بعيدا عن النمط المعروف عنه في حواراته ومقابلاته ذات الأسلوب التعبوي او الأيديولوجي وإضافة إلى حرصه الكبير على الموضوعية وعدم اتخاذ مواقف مسبقة وتقديم تجربة نقدية لكل الواقع السياسي وحتى لمن يعتبرهم من الحلفاء والأصدقاء.
هذا كتاب مهم وجريء ونقدي يستحق الحوار والمناقشة وان يستفاد مما تضمنه من معلومات وافكار وطروحات للبحث مجددا في الواقع السياسي اللبناني وكيفية الخروج من المأزق الحالي.

السابق
هجومٌ صاروخي على قاعدة أميركية في سوريا!
التالي
بعدسة «جنوبية»: بعد اقفال لـ٦ أشهر.. النافعة تفتح ابوابها