هل تنقذ صواريخ القليلة.. لبنان وإسرائيل؟!

لم تكن عمليّة إطلاق الصواريخ “اليتيمة” باتجاه الجليل الإسرائيلي، خارج التوقّعات، خصوصاً وانها جاءت في سياق تحتاج فيه الأطراف المُتنازعة، إلى رافعة تنشلهم من مآزقهم، سواء داخل إسرائيل في ظل الأزمات التي تمر بها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أو بالنسبة إلى “حزب الله” الذي يُعاني من ضغوط سياسية مُتعلّقة بالإستحقاق الرئاس.

جاءت في سياق تحتاج فيه الأطراف المُتنازعة الى رافعة تنشلهم من مآزقهم


وليس بعيداً، كذلك الأمر بالنسبة إلى حركة “حماس”، الباحثة عن إنتصار ولو صغير، يُعوّضها عن الخسائر المعنويّة التي تلحق بها من جرّاء الإستهدافات المُتلاحقة لكوادرها وعناصرها.
عادت المخاوف لتُسيطر على لبنان بشقّه السياسي والشعبي، خشية العودة إلى إستخدام جنوب لبنان، كمنصة بريد لإيصال الرسائل سواء المُتعلّقة بالداخل الفلسطيني أو في لبنان.
وفي هذا السياق، اشارت مصادر أمنية لـ”جنوبية” إلى أن “طبيعة ما جرى في سهل القليلة، لم يكن خارج التوقّعات ولا خارج الإستنتاجات، التي تؤدي إلى أن “حزب الله” هو جزء أساسي مما جرى، سواء بشكل مٌباشر أو عبر حُلفائه الفلسطينيين، مثل حركة “حماس” و “الجهاد الإسلامي”.

مصادر أمنية لـ”جنوبية”: طبيعة ما جرى في سهل القليلة ام يكن خارج التوقّعات ولا خارج الإستنتاجات التي تؤدي إلى أن “حزب الله” هو جزء أساسي مما جرى سواء بشكل مٌباشر أو عبر حُلفائه الفلسطينيين


ورأت أن “حزب الله أراد مُمارسة عملية ضغط، تعود عليه بالفائدة في ملف الإستحقاق الرئاسي في لبنان، للقول بأن البديل عن مُرشحه هو الفوضى، فذهب إلى مُمارسة أخطر لعبة، من دون أن يُدرك حجم الردود التي يُمكن أن تنجم عن هذا الفعل”.
وأضافت”: تماماً كما حصل عندما قام باختطاف جنود إسرائيليين عام 2006، قبل أن يُحاول أمينه العام السيّد حسن نصرالله تصحيح “المغامرة” بقوله “لو كُنت أعلم”، وقد أتى اعتراف الحزب ضلوعه في إطلاق الصواريخ، بوصفه العملية بأنها “أمر طبيعي بعد الإعتداء الإسرائيلي على الأقصى”.
تابعت المصادر “المعروف أن المنطقة التي انطلقت منها عملية إطلاق الصواريخ، تقع تحت سيطرة “حزب الله” أقلّه أمنياً، بحيث لا يُمكن لمثل هكذا عملية جرى الإستعداد لها أقله لفترة أسبوع، أن تحصل من دون علمه”.

المعروف أن المنطقة التي انطلقت منها عملية إطلاق الصواريخ تقع تحت سيطرة “حزب الله” أقلّه أمنياً بحيث لا يُمكن لمثل هكذا عملية جرى الإستعداد لها أقله لفترة أسبوع أن تحصل من دون علمه


ولفتت الى انه “لذلك فإن جميع الدلائل لا يُمكن أن تستبعد تورط الحزب، الذي يشعر بأن الأمور السياسية بدأت تنفلت من بين يديه وكذلك الشعبيّة، خصوصاً بعد أن كثُرت التساؤلات داخل بيئته، حول الصمت المُريب الذي يُمارسه إزاء الإستهدافات المُتكرّرة التي تقوم بها إسرائيل، ضد أهداف تابعة له وللحرس الثوري الإيراني في سوريا.”
ومن جهة أخرى، اوضحت المصادر عينها، أن “العملية جاءت لتُنقذ الحكومة الإسرائيلية من المشاكل الداخلية التي تواجهها مع اليمين المُتطرّف، وقد أنقذت إلى حد ما نتنياهو، بعد أن منحته حقّ الرد لدرجة أنه بات يتحكّم بمصير الإستقرار عند الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية، على الرغم من إستبعاد إحتمال ان تتطوّر الأمور بشكل دراماتيكي”.

السابق
بعيداً عن التجليط الإعلامي حول معاهدة ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل
التالي
الهدوء يعود إلى صور بعد الغارات الاسرائيلية على جنوب الرشيدية.. والجيش و«اليونيفيل» يمسحان المنطقة