«تفجير التليل».. مالك الارض نائم في منزله وصاحب الخزانات في السجن.. من اين اتى البنزين؟!

انفجار التليل

خرجت جلسة محاكمة المتهمين الخمسة في جريمة “تفجير التليل” امام المجلس العدلي، بإنطباع وحيد يلخّص الساعات الاربعة ، المدة التي استغرقت استجواب اثنين من المتهمين، صاحب الارض وصاحب خزانات الوقود التي انفجرت بالعشرات موقعة اكثر من خمس وخمسين ضحية فضلا عن مئات الجرحى.

المتهمان جورج ابراهيم صاحب الارض، وعلي الفرج صاحب الخزانات، جمعتهما “مصلحة”وحيدة وهي التهريب

فالمتهمان جورج ابراهيم صاحب الارض، وعلي الفرج صاحب الخزانات، جمعتهما “مصلحة”وحيدة وهي التهريب، بعد تخزين المحروقات ، وذلك في عزّ الازمة التي شهدها لبنان سابقا بسبب عمليات التهريب الى سوريا التي نشطت في تلك الآونة، لكنهما أنكرا امام المجلس هذا الامر وتراجعا بذلك عن اعترافاتهما الاولية.

يوم الحادثة فجر الخامس عشر من شهر آب العام 2021 ، كان جورج ابراهيم “نائما” في منزله فيما علي الفرج “نائم ” في السجن، عندما دوى انفجار في خزان للوقود في التليل وسقط بنتيجته ضحايا وجرحى. وقبله بأشهر قصد الفرج صاحب الارض عدة مرات للسماح له بوضع ثلاث خزانات للوقود في بؤرة يملكها قرب منزله في التليل. يقول ابراهيم انه لم يوافق في البدء على طلب الفرج”كنت اطرده من الباب ليدخل من الشباك”، الا انه في النهاية سمح له بذلك شريطة عدم تخزين البنزين فيها قائلا له”ما توجعلي راسي”، والا”حمّل الخزانات وفلّ”.

وقبل شهرين ونصف من الحادثة، اوقف الفرج بتهمة التهريب، ليطلب ابراهيم بعد ذلك من والد علي السماح له باستخدام خزانين فارغين من الثلاثة الموجودة في ارضه فوافق، لكنه لم يكن يعلم بتخزين البنزين في واحد منهم، ليروي انه التقى الفرج قبل توقيفه، قرب الخزانات واشتم حينها رائحة بنزين ليعلمه الاخير ان باصا كان موجودا في المكان محمل بالبنزين. اراد حينها ابراهيم التأكد من ذلك وبالفعل شاهد في الخزان مادة المازوت. انما من اين اتت مادة البنزين التي انفجرت ، ف”لا احد يعلم”.

يقول الفرج و”انا متأكد مليار بالمئة وما خايف من شي” انه لم يفرغ البنزين في الخزان في التليل انما حصل ذلك في بيت جعفر ، وجزم ان جميع معاملاته المتعلقة بتجارة المحروقات هي شرعية وكانت تتم بواسطة الجمارك وتحت أعين الجيش، موضحا ردا على سؤال بان ملاحقته في التهريب امام المحكمة العسكرية قد برّىء منها.

وافق ابراهيم على طلب الفرج وضع الخزانات في بؤرته دون اي مقابل، وكان في تلك الفترة يشاهد صهاريج تمر من امام منزله واشخاصا قرب الخزانات انما كانت المرة الوحيدة التي شاهد فيها علي قربها حين اشتم رائحة البنزين.وبعد توقيف الاخير، وطلب ابراهيم من والده خزانين كانا فارغين، اعلمه الوالد ان في احداها بنزين ، وقال له ان علي اخبر والدته بذلك اثناء زيارته في السجن. وعندما ابلغه ابراهيم بمعارضته لذلك وعده بانه سيحضر يوم الاحد اي قبل ساعات من الانفجار لنقل الخزان من المكان.

تلقى علي اتصالا من احد ضباط الجيش واعلمه بحضور دورية لمصادرة الخزان، ولم يعترض ابراهيم انما عرض المساعدة

في تلك الاثناء تلقى علي اتصالا من احد ضباط الجيش واعلمه بحضور دورية لمصادرة الخزان، ولم يعترض ابراهيم انما عرض المساعدة ، وبالفعل حضر صهريج للجيش وقام بسحب حوالي 9 آلاف ليتر من البنزين الموجود في الخزان، على ان يحضر صهريج آخر لسحب الكمية المتبقية، لكن اتصالا تلقاه من الضابط وابلغه ان المهمة هذة قد ألغيت وان الجيش اقترح توزيع البنزين المتبقي وهو بحدود الالفي ليتر على الناس.

يوم الانفجار، عاد ابراهيم الى منزله العاشرة ليلا حين شاهد حوالي 20 عنصرا من الجيش والعقيد ميلاد طعوم للاشراف على عملية توزيع البنزين، وكان مريضا فخلد الى النوم ليصحو عند الواحدة فجرا على صراخ زوجته. لم يقترب من مكان الانفجار ولم يعرف ما الذي حصل انما علم لاحقا من الناس ان احدا رمى سيجارة على الارض بعد ان قام شخص بكسر احد اقفال الخزان ليتسرب البنزين على الارض ويقع الانفجار.

ويؤكد ابراهيم بحضور وكيله المحامي انطوان سابا انه لم يشاهد ابنه المتهم ريشارد في المكان او المتهم الاخر قريبه جرجي ابراهيم، وما سمعه من ابنه هو نفسه الذي سمعه في الناس ان سيجارة اشعلت المكان بعد ان وقع اشكال بين المتجمهرين.

جرجي ابراهيم ابلغه بعد اشهر من الحادثة كون الاخير اصيب بحروق، انه لم يشعل اي قداحة وهو لا يحملها ولا يدخن

ويضيف ابراهيم ان جرجي ابراهيم ابلغه بعد اشهر من الحادثة كون الاخير اصيب بحروق، انه لم يشعل اي قداحة وهو لا يحملها ولا يدخن، كما ان ابنه نفى له ان يكون بحوزته مسدس .

وعندما سئل ابراهيم عن غاية الفرج من تخزين المحروقات في الخزانات قال انه لم يكن يخزنها انما كان يقوم بتفريغ ما تبقى من حمولة شاحنات المحروقات في الخزانات ولا يعرف كميتها انما في تلك الفترة كانت مادة المازوت” قليلة” . وكان الفرج يعود ويستخرج المادة من الخزانات بعد يومين او ثلاثة.

لدى سؤال ابراهيم عن سبب السماح للفرج بوضع الخزانات في بؤرة عائدة له دون مقابل اجاب:”انا بطبعي متسامح”

ولدى سؤال ابراهيم عن سبب السماح للفرج بوضع الخزانات في بؤرة عائدة له دون مقابل اجاب:”انا بطبعي متسامح “. اما لماذا لجأ اليه الفرج فقال ان الاخير اخبره انه كان وضع الخزانات لدى اقرباء له انما تعرض للسرقة.
ولاحظت ممثلة النيابة العامة القاضية ميرنا كلاس انه يستفاد من اجوبة ابراهيم بانه كان موافقا وعالما عن ماهية التخزين في بؤرة عائدة له.

الجلسة التي ارجئت الى الخامس من ايار المقبل لمتابعة الاستجوابات، كانت شهدت في بدايتها نقاشا حول مدى قانونية ادعاءات جديدة رفعها متضررون بوجه المتهمين، حيث طالبت جهة الدفاع المتمثلة بالمحامين صخر الهاشم وانطوان سابا وجوسلين الراعي وعلي اشمر وخليل حمود ورولان سلامة ردها لعدم قانونيتها، ليحسم رئيس المجلس القاضي سهيل عبود هذا الامر بضمها الى الاساس.

وكان عدد من اهالي الضحايا قد حضروا الجلسة التي جرى في مستهلها تلاوة القرار الاتهامي، عندما تسمرت اعينهم بوجوه الموقوفين الاربعة في قفص الاتهام، الى الفرج وجورج ابراهيم، ريتشارد ابراهيم وجرجي ابراهيم فضلا عن محاكمة اربعة اظناء بينهم عسكري في الجيش.

وحضر عن الجهة المدعية المحامون النقيب محمد المراد وزينة المصري وشربل عرب، وهم يمثلون حوالي 95 من المدعين من اهالي الضحايا والجرحى.

السابق
«الإتحاد الأوروبي» عن الأزمة في لبنان: ليست بسبب اللاجئين السوريين!
التالي
بالفيديو.. محتجون على إنقطاع الانترنت «يشعلون» الطريق امام «اوجيرو» في صور