لبنان خارج خارطة العالم على توقيت «جزيرة» بري ميقاتي!

التوقيت الشتوي

كان لرئيس مجلس النواب نبيه بري ما أراد، كلمته لا تصل الأرض”، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي الذي كان جوابه أمراً وطاعة، فأوقف التوقيت عند ساعة “أبي مصطفى”، وما الفيديو المسرّب بـ”ضوء أخضر”، إلا انعكاس على انحدار الأمور في دولة، تحوّلت الى جزيرة يحكمها الإستهزاء، الذي أدى الى حرفها عن خارطة العالم حتى بالتوقيت.

بعد ساعة على لقاء بري مع ميقاتي “النجيب” المطيع، وفي جلسة “ودية” خطر على بال النبيه المضي بالتوقيت الشتوي، فكان له ما أراد بتأجيل العمل بالتوقيت الصيفي الى ما بعد رمضان، ليفتح الباب أم بلبلة كان لبنان بغنى فيها عن “ساعة بالناقص”، خصوصاً أن لا تأثير لها على شروق وغروب يوميات الصائمين.

قالها بري “مشيها وظبطها” بهذا الأسلوب “المليشيوي” تسير الأمور في بلاد حيث التداعيات لعدم التزام التوقيت العالمي “آخر همّ” المسؤولين

قالها بري “مشيها وظبطها”، بهذا الأسلوب “المليشيوي” تسير الأمور في بلاد حيث التداعيات لعدم التزام التوقيت العالمي، “آخر همّ” المسؤولين الذي يتصرفون وفق أهواء وخيارات شخصية في مجلس النواب ومجلس الوزراء، وانقسمت المواقف بين اللبنانيين من سياسيين ووسائل اعلام كما المواطنين، بين من يلتزم التوقيت الميقاتي ومن يرفض ملتزماً تقديم الساعة اعتباراً من منتصف الليل، وفي وقت قامت ادارة مطار رفيق الحريري الدولي بمراسلة مطارات العالم وشركات الطيران لتسوية اوضاعها كي لا تقع في مصيدة التوقيت، تلقى مستخدمو “ألفا” و “تاتش” رسالة نصّية، تطلب منهم تعديل إعدادات الساعة على الهاتف من اوتوماتيكي الى يدوي لتجنب تغيّر الوقت على شاشة الهاتف، أما مصرف لبنان فاختار التزام التوقيتين، فهو لن يطبّق تغيير التوقيت على أنظمته بسبب المخاطر العالية الناتجة عن التعديلات في اللحظة الأخيرة، ولكنه سيلتزم بقرار الحكومة المتعلّق بالحضور وساعات العمل، أما المدارس الكاثوليكية، فأّكّد امينها العام الأب يوسف نصر الالتزام “بقرار مجلس الوزراء حتى صدور أي قرار معاكس”.

إقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (45): حينما وقعنا على الشهادة.. ووقعوا على الترسيم والعمالة

تلاقت آراء نواب غالبية الكتل المسيحية على رفض القرار كـ”التيار الوطني الحر” و”القوات” و”الكتائب”، فأعلنوا الإلتزام بالتوقيت العالمي المعتمد وعدم التقيد بتأجيل اعتماد التوقيت الصيفي.

تلاقت آراء نواب غالبية الكتل المسيحية على رفض القرار كـ”التيار الوطني الحر” و”القوات” و”الكتائب” فأعلنوا الإلتزام بالتوقيت العالمي المعتمد وعدم التقيد بتأجيل اعتماد التوقيت الصيفي

أما كنسياً، فأعلن الصرح البطريركي في بكركي التزام تقديم الساعة ساعة واحدة منتصف هذه الليلة، وأشارت مطرانيتا انطلياس وزحلة اعتمادالتوقيت الصيفي العالمي فيما يتعلق بمواعيد الصلوات والقداديس والاحتفالات الدينية.
كذلك، اعلن عدد من المؤسسات ووسائل الاعلام العمل وفق التوقيت العالمي، نظرا لتداعيات مخالفة القرار تقنيا وانعكاساته السلبية، مثل “المركزية” والـLBCI والـmtv ، موقع IMLebanon، وموقع kataeb.org، وصوت لبنان، واذاعة وتلفزيون صوت المحبة، وصحيفة نداء الوطن، ومجموعة “النهار الاعلامية”.

تعكس “حرب التوقيت” حجم المعركة بين فريقين على أرض واحدة الأول يحاول أن يُمعن في جعل لبنان “ملكاً” له والثاني يجهد ليكون لبنان عصياً على الخضوع لمشيئة فئة

وتعكس “حرب التوقيت” حجم المعركة بين فريقين على أرض واحدة، الأول يحاول أن يُمعن في جعل لبنان “ملكاً” له ستلاعب به كأحجار “الدومينو” بما يتناسب مع مصالحه عبر جعله معزولاً عن كل أصقاع الأرض حتى بالساعة، أما الثاني فيجهد ليكون لبنان عصياً على الخضوع لمشيئة فئة تخطفه عبر عقارب وقتها الى زمن يحكمه الجهل والتخلّف.
بين التمرّد والخضوع، تعكس “مهزلة” التوقيتين الشتوي والصيفي حقيقة واحدة، مفادها بأن “لبنانهم” لا يشبه لبنان كل الطامحين للعيش، في وطن كان سبّاقاً بمواكبة التطورات، وتراجع بساعة الى عن العالم، بعد أن أعاده حاكوه مئات السنوات الى الوراء.

السابق
طقس عاصف اليوم وغداً..أمطار غزيرة وثلوج على 2200 متراً!
التالي
رداً على استهداف مواقع اميركية..غارات واشنطن توقع 19 قتيلاً في صفوف القوات الموالية لإيران في سوريا!