غسان صليبي: هل تريدنا يا غبطة البطريرك أن نتعلم من يسوع كيفية التعامل مع البرص السياسي؟

غسان صليبي

وجه الكاتب غسان صليبي في منشور على فيبسوك رسالة الى البطريرك الراعي تحت عنوان: هل تريدنا حقا، يا غبطة البطريرك، أن نتعلم من يسوع كيف شفى الابرص، في التعامل مع “البرص السياسي” في بلادنا؟

ساتجاوز
خطأ تشبيه
مشكلات المجتمع
بأمراض الجسد البشري،
كما فعل الراعي في عظته
من خلال اطلاقه لتعبير
“البرص السياسي”،
كما سأغض النظر
عن خطورة تشبيه
مشكلات من صنع الإنسان
بمرض البرص،
الذي كان يُعتبر ايام يسوع
“لعنة من الله تصيب الإنسان الخاطىء”.

سأفترض ان البطريرك الراعي
مدرك تماما لهذا الخطأ في التشبيه
وهو يعي خطورته على ادراك
اسباب المشكلات الاجتماعية والسياسية
وطريقة معالجتها،
وسأفترض ايضا ان الراعي
استسهل الكلام عن “البرص السياسي”،
بعد ان تناول في عظة الأحد
حادثة شفاء يسوع للأبرص،
ربما لأن “البرص السياسي”
أدى إلى اهتراء المجتمع
كما يؤدي البرص الى اهتراء الجسد،
كل ذلك في محاولة الراعي كالعادة
الانتقال مما جاء في الإنجيل
الى مقاربة الواقع اللبناني.

جاء في الانجيل
ان ابرصا اقترب من يسوع “يَتَوَسَّلُ إِلَيْه
فجَثَا وقَالَ لَهُ: “إِنْ شِئْتَ فَأَنْتَ قَادِرٌ أَنْ تُطَهِّرَنِي!،
فتَحَنَّنَ يَسُوعُ ومَدَّ يَدَهُ ولَمَسَهُ
وقَالَ لَهُ: “قَدْ شِئْتُ، فَاطْهُرْ!”،
وفي الـحَالِ زَالَ عَنْهُ البَرَص، فطهر.”

بدل ان يهرب يسوع من الابرص
ويبتعد عنه كباقي الناس،
اقترب منه،
وكان المبروص في ذاك الزمن
يحمل معه جرسًا بيده
يقرعه لينبّه الناس انّه مارّ من هنا
ليهربوا منه ويبتعدوا عنه،
حتى لا تنتقل اليهم العدوى
وتحل عليهم “لعنة الله”
كما حلّت على الابرص الخاطىء.

انتقال الراعي
مما جاء في الانجيل،
للكلام عن “البرص السياسي”،
افهم منه
انه يريد من المؤمنين
أن يتعرفوا على ما فعله يسوع
مع الابرص،
ليتعلموا من خلاله
كيفية التعامل
مع “البرص السياسي”،
والا لا فائدة
من هذا التشبيه
الذي لجأ اليه الراعي.

اذا كان هذا هو المقصود،
فسلوك يسوع
يعلمنا درسين
على الاقل.

الدرس الأول
هو اهمية الشجاعة
في المواجهة،
فقد اقترب من الابرص
غير خائف من العدوى.

الدرس الثاني،
هو أهمية الفعل
في المواجهة،
وعدم الاكتفاء بالكلام
او بالوعظ اذا أردنا استخدام
التعبير الكنسي،
فلم يكتفِ يسوع بالقول للأبرص
“فقد شئت فأطهر”
بل لمسه،
محولا قوله
الى فعل
يطال المرض مباشرة
وبالمحسوس.

فهل يدعو الراعي المواطنين
من خلال ابتكاره لتعبير “البرص السياسي”،
الى المزيد من الشجاعة
والمواجهة الفعلية “الجسدية”
في التعامل مع ممثلي “البرص السياسي”،
بدل التردد والخوف والاكتفاء بالمواجهة الكلامية؟

وهل يبادر هو
ويعطي المثل الصالح
فيتشبّه بمعلمه،
ويقول للسياسيين المبروصين
الذين يزورونه،
انهم على عكس الابرص،
لا يشاؤون أن يطهروا
اذ انهم يتبرؤون من المسؤولية،
وبدل أن يبتسم لهم
ويمد يده لمصافحتهم
وحتى تقبيلهم،
يدفعهم بيده الى خارج الصرح البطريركي،
طالما انه لا يتوقف
عن انتقادهم؟

السابق
إليكم أبرز مقررات جلسة مجلس الوزراء اليوم
التالي
بعدسة جنوبية.. ميقاتي من الريجي: لتوفير الأرضية المؤسسية لنمو القطاعات الإنتاجية