الروائية اللبنانية دلال زين الدين.. خطفها زلزال تركيا و«يبقى الحب الأجمل ولو كذبة»!


دمر الزلزال البشر والحجر ، وفقدت الأوطان الكثير من معالمها وتراثها ومبانيها وناسها، ولم يتوقف الخراب المُزلزل والفناء القاهر، قبل أن يلحق بالمكان أشدّ خسارة،وبالإنسان أفظع موت!.. ويخرج من بين الأموات – الضحايا اسم امرأة لبنانية عاجلها القدر في الأرض التركية. فقد توفّيت الروائية اللبنانية، دلال زين الدين، جرّاء الزلزال المدمّر الذي ضرب مناطق جنوب تركيا وشمال سوريا.
كانت دلال تقيم في مدينة أنطاكيا عاصمة ولاية هاتاي في جنوب تركيا.وهي كاتبة وروائية، ولها إصدارات روائية عديدة،ومن أشهرها “عمامة وجسد” التي تتطرق فيها لمسألة “زواج المتعة” واستغلال الفتيات.
وتشكل كتاباتها شبكة انتقادات موضوعية،تعكس صورة التخلف في بعض نواحي الواقع المجتمعي اللبناني الراهن .
(ماذا تقول روايتها “عمامة وجسد”؟)
في روايتها “عمامة وجسد” ، ترتفع شبكة معرفة وحقل اكتشافات، مفتوحة على قناعة واقعية مقطوفة من واقع اجتماعي وسياسي وديني، فتسلك أرضية روائية هادئة قائمة على السؤال المسبوق بالجواب الرصين والذي لا يحتاج الى تأويل.
تدخل الحياة اليومية، بشفافية كاشفة للتخلف المجتمعي و”المزاعم الدينية”، مصحوبة بقلق الباحثة،وألم المفجوعة بسلطة فرضتها سيطرة الأيديولوجيا والتعاطي الخاطئ معها.
تهدي الراحلة روايتها الى معلمتها،وتكتب في صفحة الاهداء:
“إلى معلمتي التي سألتني ذات يوم: ما الهدية التي تتمنين الحصول عليها من إدارة المدرسة بمناسبة تفوقك في الدراسة؟ فأجبتها: أريد رواية! وعندما حان موعد توزيع الهدايا، أهدتني كتابًا في الفقه عن الفرق بين الحيض والاستحاضة. فبكيت”.
من أرض الجنوب، حيث الحرب شكلت حالة قلق في نفوس الناس: صغاراً وكباراً، الفقر والعوز المادي، وحيث التمسك بالدين هو الملجأ الأول والأخير من الكارثة التي من المحتمل أن تلقي أوزارها في أية لحظة.. بهذا الاختصار الروائي الموسّع بدأت الكاتبة بسرد روايتها-الحكاية، حكاية الأنثى والمجتمع، الأنثى والحب، الأنثى والسياسة، الأنثى وخوالجها النفسية. تروي حكاية نساء كثيرات في مجتمعنا، وربما هي تجربة كل امرأة في مرحلة ما في حياتها، من جانب تعرضها للاستغلال العاطفي.
وتتعمق الرواية في النواحي الأكثر كشفاً وفضحاً للواقع :
“ترتفع أسعار اللحية في الحرب ارتفاعًا جنونيًا، لذا يرخي الجميع لحاهم لأسباب تجارية بحتة؛ بائع الحليب المغشوش يرخي لحيته! وبائع السجائر يرخيها هو الآخر، الشباب المتسكع في الشوارع والطرقات يفعل ذلك من باب الغيرة، القصاب الذي أشيع عنه منذ وقت طويل بأنه لا يستحم من الجنابة. تحول فجأة لواعظ، وها هو يستعيد ثقة أهل القرية به بعد أن أرخى لحيته، وذلك الرجل الأربعيني الذي كان يسب الذات الإلهية على الملأ ويتعاطى المخدرات،حمل بيده مسبحة وراح يتمتم بها أمام الجميع بعد أن أرخى لحيته!”
ومع كل هذه المآسي والكوارث المجتمعية والتخلف، لم تستكين لظلمة الحياة، بل قاربت الأمل، الذي يظهر جلياً في نصّها الموزون ، حتى وإن كان مجرد وهم؛ في الفصول الأخيرة بقول لـ “جون غرين”:
“الحب الحقيقي سينتصر في النهاية. قد تكون هذه كذبة أو قد لا تكون، أما وإن كانت حقًا كذبة؛ فهي أجمل ما لدينا من أكاذيب”.

السابق
مفاجأة الوثائقي الفرنسي «التحقيق الممنوع».. كشف صفقات أمنية بين اميركا و«حزب الله»!
التالي
البحث مستمر.. انقاذ 3 لبنانيين عالقين تحت أنقاض أحد الفنادق في انطاكية وانتشال رابع!