خبير الكوارث عقل لـ«جنوبية»: ارتدادات خلال 24 ساعة.. هل مرت مرحلة الخطر؟

الى جانب الهزات السياسية والقضائية والمعيشية التي تضرب لبنان، كان للطبيعة حصتها في "إرعاب" المواطنين الذي وصلوا ليلهم بنهارهم بعد ارتدادات زلزالي تركيا وسوريا، فهزّت الأرض بهم ولعبت بأعصابهم "المهترئة" بفعل المأساة التي يعيشونها، مترافقة مع العاصفة الهوجاء التي حاصرتهم في البيوت والطرق.

يترقّب اللبنانيون ساعات مفصلية ، وتتقاذفهم “الخبريات” من زلزال محتمل وتسونامي منتظر، ووحده “الرب” يحميهم من التداعيات، فلا خطط مواجهة ولا مسؤولين جاهزين لتلبية أي ندء، والاستغاثة معدومة في بلد “أعدمه” حكامه، لتبقى الإرشادات الوقائية “سلاح” مواجهتهم الوحيد خلال تلك الفترة، وفي السياق أكد الخبير في الكوارث الطبيعية جورج عقل لـ”جنوبية” أنه “يوجد في لبنان 3 فوالق رئيسية، فالق اليمونة وفالق سرغايا كانا نشيطين وأديا الى كوارث بشرية وطبيعية، أما الفالق الثالث فهو الفالق البحريج الذي يبدأ من القبيات ويمر الى طرابلس ومختلف المدن الساحلية وصولاً الى بيروت، وهو ما يشكل خطراً في حال حصلت هزة أرضية فيه، كونه قد يؤدي الى تسونامي تضرب المناطق الساحلية كما حصل عام 551 م وأثرت حينها على العاصمة بيروت”.

المشكلة تكمن إذا كان موقع الهزة في لبنان لأن مساحته صغيرة والفوالق تمر فيه عامودياً

وأوضح عقل أن “المشكلة تكمن في حال كان موقع الهزة في لبنان، لأنه حينها لبنان كله سيتضرر لأن مساحته صغيرة والفوالق تمر فيه عامودياً، من رأسه الى كعبه وبالعكس، ففالق اليمونة يمر من الجنوب الى الشمال وكذلك فالق سرغايا، والفالق االبحري يغطي قسماً كبيراً من الواجهة البحرية، وبالتالي هذا يُشكّل خطراً على لبنان”، لافتاً الى “أن مركز الزلزال لم يكن في لبنان، ولو كانت قوة ارتداداته أكبر على لبنان، لكانت تداعياتها على البنية التحتية غير المجهزة لذلك أكثر بكثير”.

وعن موجة التسونامي وحدوثها، أشار عقل “ألى أنه عندما تحصل الهزة الأرضية في داخل الفالق البحري، حينها يحصل التسونامي، فعندما تحدث تكسرات الفوالق داخل هذا الفالق ينتج عنها تلك الموجة الكبيرة، كما حصل في اليابان عنما حصلت هزة بحرية وشعر الناس حينها بهزة أرضية ثم تلاها موجة تسونامي بعد ربع ساعة”، مؤكداً” أنه يوجد لديهم انذارات لتنبيه المواطنين واستعدادات لهكذا حوادث، بينما في لبنان ما زلنا بعيدين عن ذلك”.

لو كانت قوة ارتدادات الزلزال أكبر على لبنان لكانت تداعياتها على البنية التحتية غير المجهزة أكثر

واعتبر “أن لبنان كل فترة زمنية معرض لحدوث هزات، وكل الدراسات العلمية كانت تشير الى حصولها قبل اليوم، وحالياً الشحنة الموجودة في الأرض خرجت في مكان بعيد عن لبنان ولكن على نفس الخط، وبالتالي حصلت التنفيسة”، لافتاً الى “أن حصول هزات أخرى ممكنة، ولكن لن تكون بالقوة ذاتها، والطاقة الموجودة داخل الأرض خرجت في تركيا”.

موقع لبنان الجيولوجي صعب كونه يقع على هاتين الصفيحتين المتحركتين

وأوضح أن “لبنان موجود على صفيحتين، الإفريقية التي تصل الى تركيا والعربية التي تصل الى تركيا وايران وتدخل تحت الصفيحة الأوروآسيوية، وموقع لبنان الجيولوجي صعب كونه يقع على هاتين الصفيحتين المتحركتين”، لافتاً الى “أن لبنان يكون عرضة للهزات جراء ذلك كل فترة”.

وختم عقل بالقول:” يجب على الناس أن تكون واعية وتتحضر احترازياً، فهناك ارتدادات طبيعية ستحصل خلال 24 ساعة، ولكن يمكن القول أنه تجاوزنا مرحلة الخطر”.

السابق
بعدسة جنوبية.. بعد قرار الدولرة: كيف كان المشهد في السوبرماركات اليوم؟
التالي
اسعار المحروقات.. كم سجلت ظهراً؟