أضرار العاصفة تُعيد منازل حارة صور القديمة إلى الواجهة.. وعطية يحذر عبر «جنوبية» من خطر داهم!

قضية البيوت القديمة ، في الحارة الجنوبية لمدينة صور ، تظهر إلى الواجهة غالبا، عند اشتداد العواصف وهطول كميات كبيرة من الأمطار الموسمية، تؤدي إلى انهيارات، في أسقف منازل متداعية في الأصل او جدران، تتسبب باضرار في الأرواح والممتلكات، وهذه الحالات، غير محصورة، في الحارات القديمة، التي تعود غالبية منازلها، إلى اكثر من قرن من الزمن ، فتتعدى ذلك إلى سقوط شرفات وسقوف أبنية حديثة (السبعينيات و الثمانينات) من القرن الماضي، نتيجة سوأ البناء وغياب أعمال الترميم الدورية.

فحارة صور القديمة ، المحاذية لموقع الاثار ، يقطنها الاف الصوريين، الذين هجر معظم أبنائهم واحفادهم ، إلى احياء جديدة وايضا القرى والبلدات المجاورة، لتعذر إنشاءات اضافية او عقارات خالية ، تحتضن إلى اليوم ، اهم الابنية التاريخية والتراثية، التي عملت على استملاكها وزارة الثقافة، من خلال المديرية العامة للاثار، ومنها قصر بارود، الذي تحول إلى مكتبة عامة، وقصر المنلوك ، بدوره صار بيت المدينة ، وخانا ربو والاشقر وعشرات الابنية الاخرى، التي هجرها اصحابها ، واصبحت غير صالحة للسكن.

انهيار سقف منزل احد المواطنين ، من ال نزال امس، الذي نجا مع أفراد عائلته، هو حالة من الحالات المتكررة ، في هذه الحارة ، الغير مؤهلة لدخول السيارات، بسبب شوارعها الضيقة، التي باتت ( حكرا ) على الدراجات النارية والعربات ووسائل نقل أخرى، لنقل حاجيات أبناء هذه الحارة، وغالبيتهم من الصيادين وذوي الدخل المحدود ، حيث بالكاد تدخل الشمس إلى بيوتهم ، نتيجة تلاصق البناء.

أصحاب المنازل

في كل مرة يلقي ، أصحاب المنازل، بالمسؤولية على السلطة المحلية ( البلدية ) لناحية عدم مساعدتهم في تاهيل منازلهم ، التي تأويهم ، او تسهيل هذا الأمر ، من جانب المديرية العامة للاثار.

مديرية الاثار

أكدت مصادر في المديرية العامة للاثار ل “جنوبية” ان المديرية لاتعرفل أعمال ترميم اي منزل ، وفق الشروط الخاصة الفنية ، على اساس ملفات يقدمها صاحب المنزل، إلى بلدية صور. كما انها لا تعارض، أعمال البناء الجديدة في عقارات خالية ، على أن لا تزيد على الطبقتين، وفق رسوم تتجانس مع طبيعة البيوت القديمة للحفاظ على الشكل التراثي”.

عطية

شدد عضو مجلس بلدية صور المهندس علي عطية، رئيس لجنة الدراسات والتخطيط في البلدية، الذي يتابع ملف هذه الابنية، أنه “لا يوجد رقم محدد للأبنية المتداعية في الحارة القديمة، لكن بالتأكيد هناك عدد كبير من المنازل تشكل خطرا على قاطنيها، وطلبنا اكثر من مرة اخلاءها حفاظا على سلامتهم” .
وأضاف”: كما ان وجود منازل أخرى، لا يسكنها اصحابها، بدورها تشكل خطرا على المارة ، وهذا ما استدعى في بعض الأحيان اتخاذ إجراءات قانونية وعملية من قبل البلدية ، لرفع الضرر عن اهالي الاحياء ، لا سيما الاولاد ، الذين يلعبون في الطرقات الضيقة .

غالبية القاطنين في منازل الحارة القديمة معدومي الحال ، ولا يستطيعون ترميم منازلهم

وقال”: ان غالبية القاطنين في منازل الحارة القديمة معدومي الحال ، ولا يستطيعون ترميم منازلهم، ففي السابق كانت البلدية تساهم في أعمال ترميم ، اما اليوم فأن ميزانيتها، بالكاد تكفي لجمع النفايات ، لذلك المطلوب من وزارة الأشغال والجمعيات ان تبادر ووضع يدها بيدنا للتخفيف من الخطر، الذي يدهم الأهالي في الحارة. مؤكدا بأن البلدية وضمن صلاحيتها ، تسهل أعمال الترميم ، التي يطلبها المواطنون.

السابق
الورقة الأخيرة: لماذا يُلوِّح مسيحيو لبنان بخيار الفيدرالية؟
التالي
هل تدفع قروض الاسكان بالدولار؟