مئوية «النبي» الأولى لجبران خليل جبران

مئة سنة على صدور كتاب النبي (1923) أشهر كتب الأديب اللبناني الشهير جبران خليل جبران، كتبه باللغة الإنكليزية وتُرجم إلى أكثر من خمسين لغة، ويعتبر رائعة جبران العالمية، بمضمونه الاجتماعي، المثالي التأملي الفلسفي، ويحتوي خلاصة الآراء والأفكار الجبرانية في الحب والزواج والأولاد والبيوت والثياب والبيع والشراء والحرية والقانون والرحمة والعقاب والدين والأخلاق والحياة والموت واللذة والجمال والكرم والشرائع وغيرها من الرؤى والأفكار التي تخاطب عميق النفس والإنسانية،وقد وردت هذه الأفكار على لسان نبي أسماه «المصطفى».

يتعمق الكتاب في ثنايا المعرفة الروحانية،حيث يعبر جبران عن آرائه في الحياة عن طريق معالجته للعلاقات الإنسانية

الكتاب يجسد رسالة النبي، رسالة المتصوف المؤمن بوحدة الوجود، وبأن الروح تتعطش للعودة إلى مصدرها، وبأن الحب جوهر الحياة. ويتعمق الكتاب في ثنايا المعرفة الروحانية،حيث يعبر جبران عن آرائه في الحياة عن طريق معالجته للعلاقات الإنسانية التي تربط الإنسان بالإنسان، والعقاب بالموت، والوداع بالابتهال…

مما كتبه جبران قبل صدور الكتاب ،عام 1919: “وكأنني كنتُ أفكّر في وضع هذا الكتاب لمدّة ألف عام، ولكني حتى العام الماضي لم أدوّن صفحة واحدة”

وقد ظهر الكتاب باللغة العربية في ترجمات كثيرة لأدباء كبار أمثال ميخائيل نعيمة ويوسف الخال وثروت عكاشة، وكانت آخر ترجمة عام 2007 للشاعر العراقي الراحل سركون بولص.

ومما كتبه جبران، قبل صدور الكتاب ،عام 1919: “وكأنني كنتُ أفكّر في وضع هذا الكتاب لمدّة ألف عام، ولكني حتى العام الماضي لم أدوّن صفحة واحدة منه على الورق. هذا الكتاب يمثّل ولادتي الثانية… كل كياني وضعته في كتاب النبي”.

وفي عام 1931، قبل وفاته بفترة، كتب جبران: “شغل هذا الكتاب الصغير كل حياتي. كنتُ أريد أن أتأكد بشكل مطلق، من أن كلَّ كلمة كانت حقّاً أفضل ما أستطيع تقديمه”.

جبران

ولادته (6 يناير 1883 – 10 أبريل 1931) . عُرِف كشاعر، كاتب، فيلسوف، عالم روحانيات، رسّام، فنان تشكيلي، نحّات،وهو من أدباء وشعراء المهجر، ولد في بلدة بشري في شمال لبنان، في زمن متصرفية جبل لبنان، في سوريا العثمانية ونشأ فقيراً، كانت والدته كاميلا في الثلاثين من عمرها عندما ولدته وكان والده خليل هو زوجها الثالث. ولم يتلق جُبران التعليم الرسمي خلال شبابه في متصرفية جبل لبنان.

هاجر صبياً مع عائلته إلى الولايات المتحدة الأميركية، ليدرُس الأدب وليبدأ مسيرتهُ الأدبية، والكتابة باللغتين العربية والإنكليزية، وقد امتاز أسلوبه بالرومانسية ويعتبر من رموز عصر نهضة الأدب العربي الحديث، وخاصةً في الشعر النثري الحر.

اشتهر في المهجر بكتابه النبي الذي صدر في عام 1923، وهو مثال مُبكر على «الخيال الملهم» بما في ذلك سلسلة من المقالات الفلسفية المكتوبة في النثر الشعري باللغة الإنكليزية، وحصل الكتاب على مبيعات كبيرة جداً.

كما عُرفَ بالشاعر الأكثر مبيعاً بعد شكسبير ولاوزي،بعدما تُرجمَ كتاب النبي إلى أغلب اللغات الحية ومنها الصينية.
وفاته كانت في نيويورك في 10 أبريل 1931 عن عمر ناهز 48 عاماً؛ بسبب مرض السِل وتَليُف الكَبِد، وقد تمنى جُبران أن يُدفن في لبنان، وتحققت أُمنيته في عام 1932، حيثُ نقلَ رُفاته إليها، ودُفنَ هُناك فيما يُعرَف الآن باسم «متحف جبران».

السابق
بالفيديو: «غضب» جنوبي على ارتفاع الدولار والاسعار.. واعتصام تربوي في صيدا
التالي
بالصورة: عويدات يطلق سراح موقوفي قضية المرفأ ويدعي على البيطار: كيف كان الرد؟