لم يكتف رئيس مجلس النواب نبيه بري بـ”التنكيل” بالنواب المعتصمين عبر بقطع الماء والهواء والكهرباء، بل عمد الى حصارهم اعلامياً بعد الحصار السياسي وصولاً الى احتجاز جلسات الانتخاب، فحول جلسة الخميس المقبل التي كانت يفترض ان تكون رئاسية الى جلسة لجان.
ومع دخول الاعتصام النيابي اليوم الثالث، تكشف مصادر نيابية تغييرية لـ”جنوبية” ان الاعتصام مستمر ولن ترهبه محاولات بري ونكاياته ورده على مطلب ابقاء الجلسات مفتوحة باحتجاز الدعوة اليها والقبض عليها رداً على الاعتصام.
وتقول المصادر ان اعلام بري و”الثنائي” و8 آذار بدوره مع قوى اخرى يحاول تسخيف الاعتصام والنيل من نوايا والغاية الحقيقية للنواب التغييريين وهي الحث والدفع نحو انتخاب رئيس بجلسات مفتوحة متواصلة لانتخاب من ينل الاصوات الـ65 في الدورات المتتالية وليربح من يربح ولتكشف السلطة عن مرشحها بعد فشل التوافق على اسم معين!
وفي مجريات الاعتصام بيومه الثاني لم يتأخر رد بري على الاعتصام في مجلس النواب للمطالبة بجلسات متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية. فقبل مرور اربع وعشرين ساعة على بدء النائبين ملحم خلف ونجاة عون اعتصامهما، دعا بري اللجان المشتركة الى الاجتماع الخميس المقبل، وهو اليوم المتعارف عليه لجلسات انتخاب الرئيس. وهذا يعني ان بري يقول للمعتصمين بصيغة مباشرة: لا تسريع لجلسات انتخاب الرئيس بل بالعكس و”روحو بلطو البحر اذا فيكن”. فكيف سيتصرف النواب التغييريون ونواب المعارضة في هذه الحالة؟ هل يسكتون ويرضخون، ام انهم سيرفعون من حدة المواجهة ويواجهون التحدي بالتحدي ؟
وضع لبنان تحت “العين” الدولية “يرعب” الفاسدين ولا سيما من يتبأون السلطة اليوم وباتوا يشعرون ان باب المساءلة فتح وسيكون هناك جولات جديدة مع المجتمع الدولي
وبات الليلة الماضية في المجلس اربعة نواب هم الى النائب ملحم خلف والنائبة نجاة عون صليبا، النائبان حليمة قعقور وفراس حمدان.
وفي المعلومات ان النائبين من كتلة الجمهورية القوية: جورج عقيص ورازي الحاج سينضمان الى النواب المعتصمين في البرلمان، وذلك للتضامن معهم، والنقاش في حل المأزق الرئاسي.
القضاة الاوروبيون يغادرون
وغادر اعضاء الوفد القضائي الاوروبي الى المانيا فرنسا واللاكسمبورغ بعد تحقيقات مكثفة وعلى مدى ايام مع نواب سابقين لحاكم مصرف لبنان ووزراء سابقين ومدراء في بنوك عاملة، ولا يزال لها نفوذ مالي ونقدي.
وحسب البيان الرسمي الذي صدر عن النيابة العامة التمييزية ان مهمة الوفد تندرج في اطار التعاون القضائي بموجب اتفاقية الامم المتحدة لمكافحة الفساد والقوانين اللبنانية الداخلية.
وكان الوفد استمع في يومه الأخير، الى تصريحات الوزيرة السابقة ريا الحسن رئيسة مجلس ادارة بنك البحر الابيض المتوسط، ورمزي عكاوي مدقق حسابات مالية في شركة تدقيق اموال خاصة، بحضور محاميهما.
إقرأ ايضاً: «إنتفاضة» نيابية وشعبية داخل البرلمان وخارجه..و«حزب الله» يطوق باسيل رئاسياً!
وبذلك يكون الوفد قد استمع في هذه المرحلة الى مديري ثلاثة بنوك فقط والبقية من نواب الحاكم من بينهم موظفون سابقون في البنك المركزي ومراقبون ماليون.
وتكشف مصادر متابعة لـ”جنوبية” ان وضع لبنان تحت “العين” الدولية “يرعب” الفاسدين ولا سيما من يتبأون السلطة اليوم، وباتوا يشعرون ان باب المساءلة فتح، وسيكون هناك جولات وجولات مع المجتمع الدولي، وبعد مماطلة لثلاثة سنوات ونيف منذ 17 تشرين الاول 2019 ، تسقط “اوراق التوت” والتعطيل تباعاً!
اعتصامات وانهيارات جديدة لليرة
معيشيا، الدولارتجاوز الخمسين الف ليرة ووصل الى حدود 51 الفاً لكلّ دولار أميركيّ. وعلى وقع هذا الارتفاع، واصلت أسعار المحروقات ارتفاعها ايضا، وبعد إرتفاعها، لجأ معظم سائقي الفانات إلى التوقف عن العمل كخطوة تحذيرية ورفضاً للواقع المعيشي. كما قام الكثير من سائقي السيارات العمومية برفع التسعيرة التي وصلت إلى حد 80،000 ليرة لبنانية، وذلك قبل رفعها رسمياً.
مصادر نيابية تغييرية: الاعتصام مستمر ولن ترهبه محاولات بري ونكاياته ورده على مطلب ابقاء الجلسات مفتوحة باحتجاز الدعوة اليها والقبض عليها رداً على الاعتصام
كذلك ارتفعت اسعار قناني المياه المعبأة سعة 19 ليترا من 90 الف الى مائة الف ليرة، وزادت اسعار صهاريج مياه الخدمة خمسين الف ليرة للعشرة براميل.
وفي حين عمد بعض الافران الى رفع سعر ربطة الخبز الكبيرة (ستة ارغفة) الى 26 و27 الف ليرة بينما يفترض ان تباع بعشرين الفاً بزيادة الف ليرة يوم امس الجمعة، نفت وزارة الاقتصاد والتجارة الأخبار «المضللة والاكاذيب المتناقلة التي تهوّل على اللبنانيين بأنّ أزمة خبز تنتظرهم في المدى القريب».
