الجنوبيون «يداوون» بردهم بالحطب.. و«يودعون» المازوت والغاز!

يلجأ الجنوبيون إلى الحطب عله يجنبهم البرد القارس ، بعدما هجر غالبيتهم هذا الشتاء المازوت والغاز غير القادرين على تحمل اكلافه العالية، في ظل اشتداد الأزمة الاقتصادية والهبوط المستمر في قيمة الليرة اللبنانية ، وملامسة سعر صفيحة المازوت المليون ليرة، في وقت بلغ فيه سعر متر الحطب مئة دولار ، وطن الجفت (زيبار الزيتون) إلى سبعين دولار، فلجأ الكثير من الاهالي إلى استخدام الحطب، الناجم عن تشحيل كرومهم من الزيتون وبساتين الحمضيات، وحتى اشجار الحدائق المنزلية.

ومع ارتفاع برودة الطقس في المناطق الساحلية، انطلاقا من صور والزهراني، صعودا نحو بنت جبيل ومرجعيون وحاصبيا والنبطية واقليم التفاح وجزين، ترتفع معاناة معظم المواطنين الجنوبيين، الذين يترتب عليهم أعباء معيشية أضافية، لا يمكن التخلي عنها، نتيجة البرد القارس، خصوصا في المناطق، التي يزيد ارتفاعها عن سطح البحر، اربعماية متر.

ويشكو المواطنون في تلك المناطق ، من ارتفاع كلفة التدفئة المنزلية التي تتطلب مبالغ كبيرة.

هم تأمين الحطب، هو واحد من الهموم الحياتية

محمد قصير ، ابن بلدة دير قانون النهر ، أكد “أن هم تأمين الحطب، هو واحد من الهموم الحياتية، نظرا إلى كلفته الكبيرة، في حال اضطر المواطن إلى شرائه، بحيث تحتاج العائلة، إلى اكثر من خمسة أمتار حطب كمعدل وسطي، بكلفة تقارب الخمسة وعشرين مليون ليرة للموسم.

وقال لـ”جنوبية”: “استعين بالحطب الذي بنجم عن تشحيل كرم الزيتون الذي أملكه، وهذا أيضا يتطلب كلفة اليد العاملة وبدل البنزين للمنشار الآلي”.

لفت حسين بلحص من بلدة صديقين، التي ترتفع اكثر من اربعماية متر عن سطح البحر، انه اضطر هذا العام إلى العزوف قسرا عن التدفئة بواسطة المازوت، بسبب كلفته العالية جدا”، مضيفاً: “هذا العام لجأت الى التدفئة، من خلال جفت الزيتون، الذي يعتبر اقل كلفة نسبيا، ويبلغ ثمن الطن سبعين دولارا “.

وفي بنت جبيل وعيترون ومارون ورميش و مرجعيون وحاصبيا ، اقلعت النسبة الأكبر من الناس عن استخدام مادة المازوت للتدفئة، مستبدلين مداواة بردهم بالحطب أيضا.

وقال جورج الحاج: “التدفئة في مناطق بنت جبيل، تحتاج إلى مصاريف عالية، بسبب البرودة والصقيع على مدار فصل الشتاء”.

المازوت ، اصبح للميسورين، كذلك الحطب، الذي يباع كل متر منه بحوالي مئة دولار

وأضاف: “المازوت ، اصبح للميسورين، كذلك الحطب، الذي يباع كل متر منه بحوالي مئة دولار، اما نحن الفقراء، نعتمد على التدفئة، بما تيسر من حطب الكروم”.

السابق
بعدسة «جنوبية»: صقيع يخيم على لبنان.. والثلوج على ١٦٠٠ متر غدا
التالي
مع نهاية الاسبوع.. انخفاض ملحوظ بسعر صرف الدولار