بعلبك الهرمل.. جوزاف عون «سيادة القائد» لا «فخامة الرئيس»!

قائد الجيش جوزيف عون

عكست العمليات الأمنية والعسكرية التي ينفذها الجيش اللبناني، في قرى وبلدات بعلبك الهرمل ضدّ العابثين بالأمن، هدوءا نسبيا وإرتياحا لدى المواطنين من عائلات وعشائر المنطقة، الذين رفعوا الغطاء عن المطلوبين وأبدوا دعمهم للمؤسسة العسكرية، بعد أن استشعروا بالخطر الشديد يداهمهم، نتيجة التفلت الأمني والعمليات الإجرامية التي يتعرضون لها.
و فيما لم يبد “حزب الله” ترحيبه بهذه العمليات، بل عمل منذ تفعيلها في حزيران 2022 تاريخ استشهاد الرقيب أول زين العابدين شمص خلال مداهمة المطلوب “أبو سلّة” في الشراونة، على تغطية بعض المتورطين الذين يدورون في فلكه من تجار المخدرات وعصابات الخطف والتشليح، وتهريبهم الى مناطق حدودية مقفلة أمام الجيش، حيث يبسط الحزب والجيش السوري سيطرتهما الأمنية والعسكرية والتجارية.

“حزب الله” بحسب أوساطه “يربط توقيت المداهمات وكثافتها في الأسابيع الأخيرة بالإستحقاق الرئاسي


ورغم أن العمليات الأمنية مستمرّة بشكل شبه يومي منذ ذلك التاريخ، وتلقى ترحيبا والتفافا شعبيا، إلاّ أن “حزب الله” بحسب أوساطه، “يربط توقيت المداهمات وكثافتها في الأسابيع الأخيرة بالإستحقاق الرئاسي، وان قائد الجيش العماد جوزاف عون يقدم أوراقه للأميركيين والخليجيين من بوابة البقاع الأمنية والإقتصادية، وذلك من خلال عرض “عضلاته” في ملاحقة المطلوبين وضبط المعابر الحدودية، ومنع التهريب من لبنان الى سوريا التي تحاصرها العقوبات الاميركية والاوروبية بقانون قيصر”.

الحزب يعمل من تحت الطاولة على تسييس العملية الأمنية التي يقوم بها الجيش لتطويع وتقييد قائده وقطع الطريق أمامه في الوصول الى سدة الرئاسة


وفي المقابل، أكدت مصادر معنية ل “جنوبية” أنه رغم التواصل المستجد بين قائد الجيش و”حزب الله” والتقصّد بإبراز ذلك إعلاميا، إلا أن الحزب يعمل من تحت الطاولة على تسييس العملية الأمنية التي يقوم بها الجيش، لتطويع وتقييد قائده وقطع الطريق أمامه في الوصول الى سدة الرئاسة”. وكشفت عن “إطلاق الحزب العنان لغرفه الاعلامية وتلك المتخصصة بالترويج الممنهج داخل البيئة الشيعية، للتشويش على إنجازات الجيش من خلال “أمركة” قائده وشيطنته والتسويق بين الناس على أنه أميركي الصنع وضد المقاومة، وهذا ما بدأ يسمع في الشارع الشيعي.”

مصادر أمنية خاصة أشارت ل “جنوبية” الى أن الجيش اللبناني يستمد قوته من شرعيته فقط ويضبط توقيت عملياته الميدانية بحسب توقيت غرفة عمليات عسكرية وأمنية

مصادر أمنية خاصة أشارت ل “جنوبية” الى أن “الجيش اللبناني يستمد قوته من شرعيته فقط، ويضبط توقيت عملياته الميدانية بحسب توقيت غرفة عمليات عسكرية وأمنية، تعمل في الليل والنهار على فرض الأمن وملاحقة العابثين بالأمن، وتحرص على سلامة قوّاتها والمواطنين”.
واذ لفتت الى ان “المؤسسة العسكرية غير معنية بالتوقيت والتحليل السياسي، والجيش في جهوزية دائمة مدعوما بغطاء شعبي”، أكدت ان “وتيرة العمليات الأمنية تختلف من وقت لآخر، بحسب المعلومات الأمنية المتوفّرة لدى مديرية المخابرات، وهي تتسم بالسرية التامة، وتعتمد على عنصر المفاجأة والمباغتة، الأمر الذي أدّى الى تضييق الخناق على المطلوبين، وتوقيف بعضهم وفرار آخرين وهم قيد الملاحقة والمتابعة”.

الجيش اللبناني عزز مع بداية العام الجديد عملياته بحثا عن مخطوفين فداهم عددا من أوكار المطلوبين واشتبك معهم في عدد من المناطق

و أوضحت ان “الجيش اللبناني عزز مع بداية العام الجديد عملياته بحثا عن مخطوفين، فداهم عددا من أوكار المطلوبين، واشتبك معهم في عدد من المناطق، مستخدما الطوافات العسكرية لملاحقتهم، وأدت العمليات الى إعتقال عدد من المطلوبين الخطرين أبرزهم علي. ج. الملقب بعلي شادية، ومقتل آخر من الجنسية السورية في كمين محكم على طريق بعلبك، وهما متورطين بخطف الطفلين السوريين مهند وغالب عروب، وقد نجحت مخابرات الجيش في الإفراج عنهما أمس بعملية نوعية، كما نفذ مداهمات في الشراونة ودار الواسعة وفي عدد من القرى والبلدات البقاعية وعمل على ملاحقة فلول العصابات المنظمة في في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وفيما أكدت مصادر عشائرية ل”جنوبية”، ان عمليات الجيش في البقاع أصبحت مطلبا شعبيا، رغم محاولة نصب العداء لعناصره، ولفتت الى “أن الجيش يحاول تحرير المنطقة من خاطفيها وتنظيفها وبسط سيطرة الدولة عليها بعد أن أصبحت خزانا للفوضيين والعصابات الذين نشروا الخوف والرعب بين صفوف المواطنين”.
ورجحت المصادر أن “يكون الحزب متخوّف من سحب البساط الأمني من تحت قدميه، وتقهقر دوره وخروج العشائر عن سيطرته، بعد الثقة التي بدأت تترسخ بين الجيش واهل البقاع، خصوصا أن رئيس فرع المخابرات العقيد محمد الأمين ينتهج أسلوبا مغايرا لسلفه، منذ توليه المسؤولية ونجح في إحداث تغيير جذري على صعيد ضبط الأمن ومكافحة الفساد ورفض كل أشكال “الهدايا” والإغراءات المادية”.
ونوهت بأن “التهديدات المتكررة التي يتعرض لها الأمين لا تشكل عائقا امام مهامه، بل زادته صلابة وتصميما على ملاحقة المخلين بالامن والضرب بيد من حديد، الأمر الذي جعله موضع تقدير وثقة لدى البقاعيين ومصدر إزعاج وقلق للخارجين على القانون”.

السابق
بعد اطلاق سراحه.. هذا ما صرح به وليم نون
التالي
رسالة من لقمان (36): كل التضامن مع الشعب السوري البطل