الشيخ كاظم محمد عياد في ذمة الله..سيرة عالم فاضل

الشيخ كاظم عياد
أعلن فجر اليوم عن وفاة الشيخ كاظم عياد أحد الرموز الدينية الشيعية في الجنوب وبيروت، بعد صراع مع المرض.

نعى المكتب الاعلامي لنائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لشؤون التبليغ الديني في بيان، الشيخ كاظم محمد عن “عمر شريف قضى معظمه في خدمة الدين الحنيف وتبليغ احكامه ونشر تعاليمه وخدمة المجتمع وارشاده الى  سبيل الصلاح والفلاح، فكان رحمه الله مثال العالم الرسالي الناصح بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة  الملتزم  قضايا الامة والوطن”.

كما نعى الدكتور الشيخ إبراهيم العاملي العالم المجاهد الشيخ محمد كاظم عياد رحمه الله الذي وافته المنية مساء امس الإثنين 9 كانون الثاني 2023 متأثراً بمرض عضال لازمه قرابة ثلاثة أسابيع وهو يرقد في العناية الفائقة في مستشفى الزهراء الجامعي في بيروت، ومما جاء في بيان النعي : 

« إنتقل إلى رحمة الله تعالى من دار الفناء إلى دار البقاء العالم المجاهد حجة الإسلام الشيخ محمد كاظم عياد أعلى الله مقامه نجل العلامة المقدس الشيخ محمد عياد رحمه الله، وشقيق العلماء الأجلاء العلامة الشيخ مرتضى والشيخ محمد حسين والشيخ محمد حسن رحمه الله، وشقيق الأكاديمي الباحث الأستاذ علاء رحمه الله، وشقيق الشاب المؤمن تاج الدين سلمه الله، وعم العالم المجاهد الشيخ محمد كاظم مرتضى عياد سلمه الله إمام الجماعة في مسجد جده الآتي ذكره ومسجد بلدة طيرفلسية الجنوبية وأستاذ حوزة معهد الشهيد الأول للدراسات الإسلامية في بيروت.

سلك الفقيد الشيخ كاظم رحمه الله طريق طلب العلوم الدينية فتلقى كل علومه الحوزوية في حوزة معهد الشهيد الأول للدراسات الإسلامية في بيروت

عرفت الفقيد قبل أربعين سنة عندما قرأت أول مجلس عزاء حسيني في مسجد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في منطقة خندق العميق ببيروت، وهو المسجد الذي أسسه والده المقدس، ووالده لقبه الإمام المرجع الراحل السيد محسن الطباطبائي الحكيم قدست نفسه الزكية بـ”شيخ العراقين” ، ويقصد بالعراقين الكوفة والبصرة ، وذلك عندما كان يبعثه للتبليغ والإرشاد والتوجيه الديني وإمامة الجماعة وإلقاء الخطب الجماهيرية الحاشدة ما بين الكوفة والبصرة في فترة دراسته على يد الإمام الحكيم في النجف الأشرف، وقد اشتهر والد الفقيد بخطاباته الجهورية وصوته الهادر ومنطقه القوي وحجته البالغة وبيانه العذب وأدبياته العالية وعباراته المنمقة التي جعلته من نوادر خطباء الشيعة في عصره وزمانه. وقد صنف عنه ولده العلامة الشيخ مرتضى كتابه الخالد : ” الشيخ محمد عياد الدرة المفقودة ” المطبوع طبعات عدة .

عائلة دينية مجاهدة

 وأسس المقدس الشيخ محمد عياد والد الفقيد حسينية عامرة هي حسينية الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام إلى جانب مسجد الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام كان الفقيد يواظب على حضور جميع المناسبات فيها ، وكانت له مشاركات فاعلة في العديد من برامجها، حيث كان يُتحف الجماهير بخطاباته الجهادية ومواقفه التوجيهية، وقد واكب الفقيد مجالسي الحسينية في كل المناسبات طيلة عقود أربعة في المسجد والحسينية المذكورين وفي غيرهما من مراكز قراءتي الحسينية في بيروت.

إقرأ أيضاً: القصة الكاملة لتناحر الطوائف اللبنانية من الإستعمار إلى «الطائف»!

والفقيد تربى في بيئة دينية وجهادية ، فوالده المقدس كان من أعلام الفقه والأدب والجهاد بين العراق ولبنان وفي العالمين العربي والإسلامي، وله لقاءات عدة بالزعماء العرب وقادة العرب والمسلمين، كما كان مؤثراً في السياسات اللبنانية، ويعتبر الحلقة المفقودة ما بين جهاد الإمام السيد عبد الحسين شرف الدين رحمه الله والإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر فرج الله عنه، وكان الإمام الصدر يهتدي بهديه ويأخذ برأيه ويكثر الاجتماع به ليستشيره في حركته الجهادية والسياسية والاجتماعيه، وقد سمعت الداعي لوالد الفقيد شريطاً مسجلاً قبل سبعين سنة يحذر فيه من احتلال العدو الصهيوني لجنوب لبنان، مما يدل على بعد رؤيته السياسية وعمق ودقة فهمه للواقع من حوله وضبطه لمجريات الأحداث المعاصرة .. 

كان الفقيد ملازماً للشيخ شمس الدين طيلة حياته كما كانت للفقيد أنشطة ثقافية في بيروت من خلال حلقات التدريس العقائدية والفقهية والأخلاقية التي كان يخص بها عناصر وكوادر ومسؤولي حركة أمل

  وسلك الفقيد الشيخ كاظم رحمه الله طريق طلب العلوم الدينية ، فتلقى كل علومه الحوزوية في حوزة معهد الشهيد الأول للدراسات الإسلامية في بيروت التي سبق ذكرها، فأنهى مراحل المقدمات والسطوح الدانية والعالية في غضون عشر سنوات، ثم تقلد العمامة المباركة على يد مؤسس الحوزة المذكورة رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الإمام الراحل الفقيه المجدد والمفكر المتجدد آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحمه الله، وكان الفقيد ملازماً للشيخ شمس الدين طيلة حياته،كما كانت للفقيد أنشطة ثقافية في بيروت من خلال حلقات التدريس العقائدية والفقهية والأخلاقية التي كان يخص بها عناصر وكوادر ومسؤولي حركة أمل، وكانت له مشاركة فاعلة في جميع أنشطة الجمعية الخيرية التعاونية التي أسسها والده في بيروت الغربية في منطقة خندق الغميق وذلك في حياة والده، ويترأس هذه الجمعية حالياً شقيق الفقيد العلامة الشيخ مرتضى .. 

وخلف الفقيد الأولاد الصالحين الذين يدعون له، وسلك ولده فضيلة الشيخ حسن دربه في طلب العلوم الدينية حتى أصبح ممن يشار إليه بالبنان .. 

حشر الله الفقيد مع أنبيائه وأوصيائه ووفاه حسابه بأحسن الجزاء وأكرم الجزاء بمحمد وآله النجباء وإلى روحه وأرواح والديه وأمواته وعلماء الإسلام وموتى المؤمنين والمؤمنات ثواب الفاتحة».

السابق
سوري يربط ابنه بجنزير حديدي بسبب خلاف عائلي..و «المعلومات» بالمرصاد!
التالي
الامام شمس الدين في ذكراه: ابداع فكري و ثقافي..وعقل مؤسساتي أنتج صروحاً تربوية وصحية