لبنان إلى «أيام العز»..«زحمة» الأعياد حركت العجلة الاقتصادية!

زحمة اعياد

شهدت الأيام الأخيرة من سنة 2022 حركة مالية نشطة في الأسواق والمطاعم والمجمعات التجارية الضخمة، ادت الى ازدحام مروري كثيف على مداخل العاصمة بيروت وفي أحيائها، فضلا عن «طوابير» أمام أجهزة الصراف الآلية ومكاتب شركات تحويل الأموال.

وأمكن مشاهدة السيارات الخاصة بنقل الأموال، التي تستخدم لنقل العملات الأجنبية في اتجاه واحد: التوزيع على المصارف ومكاتب شركات تحويل الأموال لتسليمها الى المستفيد الأخير. وللعلم، فإننا نتحدث عن شاحنات صغيرة مصفحة تقي من ينقلون الأموال من اعتداءات محتملة.

اشتكى موظفون في مجمعات تجارية ضخمة من تعب وإرهاق جراء العمل طوال 12 ساعة بلا توقف في المتاجر الخاصة ببيع الهدايا

من جهة أخرى، اشتكى موظفون في مجمعات تجارية ضخمة من تعب وإرهاق جراء العمل طوال 12 ساعة بلا توقف في المتاجر الخاصة ببيع الهدايا. الا ان الشكوى أرفقت برضى «عن تحصيل عائدات تحفز أصحاب هذه المتاجر على الاستمرار وعدم الاقفال»، بحسب محمد الشاب العشريني البارع في تحفيز الزبائن على الشراء وتغليف الهدايا بسرعة قياسية.

المطاعم على الساحل الممتد من بيروت الى البترون وتلك المنتشرة في المجمعات التجارية شهدت إقبالا كذلك الذي كان قبل كورونا والازمة الاقتصادية. واحتاج روادها الى القيام بحجوزات مبكرة لإيجاد أمكنة، وبعضهم تبلغ بضرورة الالتزام بوقت معين لا يتعدى الساعتين للغداء، ذلك ان بعض المطاعم اعتمدت «تبديل الطاولة لعدة زبائن في فترتي الغداء والعشاء»، بحسب روجيه كبير العاملين في مطعم يقدم وجبات إيطالية وشرق آسيوية في مجمع «أ ب ث» الأشرفية الذي قال: «عملنا بجهد، وتمكنا من استيعاب زبائن كثر قصدونا في فترة الذروة بين عيدي الميلاد ورأس السنة الجديدة». وتراوحت الأسعار بين 350 دولارا و400 دولار لطاولة من 14 شخصا بين بالغين وأطفال، دون تناول الكحول. خارج المجمعات، وفي مطاعم المأكولات البحرية، تراوح سعر الوجبة للشخص الواحد بين 25 و40 دولارا.

إقرأ ايضاً: بين الأزمات والشعور.. العبور من عام جهنّم نحو «المجهول»!

حركة وحجوزات كاملة في المنتجعات السياحية الشتوية، وإقبال على الحفلات في الفنادق وحجز ليالي قبل رأس السنة الجديدة وبعدها، مع حجوزات كاملة لبيوت الضيافة في المناطق.

في أي حال تحركت «السوق النقدية التبادلية» بين المواطنين وأصحاب المتاجر. أنفق المواطنون وأفادوا أبناء بلدهم من المستثمرين، وجنبوا قسما لا بأس به من هؤلاء خسائر فادحة تعرضوا لها منذ الانهيار المالي أواخر 2019.

السياحة الداخلية للمقيمين والمغتربين ذكرت السوق اللبنانية بـ«أيام العز» والأهم ان المناخ الإيجابي الاقتصادي كان مسيطرا وأنعش المبادرات الفردية

كثيرون يتحدثون «عن أرقام مبالغة في عدد الوافدين من اللبنانيين لتمضية العطلة في ربوع الوطن. وتقدير العدد بمليون شخص أمر يدعو الى السخرية، اذ يحتاج هذا الرقم الى حجز الاسطول الجوي لشركات طيران كبرى، الأمر غير المتاح للسوق اللبناني، والخطوط التي تسير رحلات جوية الى بيروت»، بحسب مالك شركة معروفة تعنى بالسياحة والسفر. «وفي أحسن الأحوال لا يصل الرقم الى الربع، وهذا أمر أكثر من ممتاز نسبة الى الفترة التي خصصها الوافدون لتمضية العطلة في البلاد».

السياحة الداخلية للمقيمين والمغتربين ذكرت السوق اللبنانية بـ«أيام العز»، والأهم ان المناخ الإيجابي الاقتصادي كان مسيطرا وأنعش المبادرات الفردية التي تقوم عليها غالبية القطاعات اللبنانية من خدماتية وغيرها.

باختصار، اجواء متناقضة مع الانهيار الذي ضرب قطاعات البلد الاقتصادية من خدماتية وصحية وتربوية وبنى تحتية، انها الروح اللبنانية التي يتأقلم أصحابها مع الصعوبات مهما اشتدت.

السابق
خبير الفلك مايك فغالي يكشف أهم توقعاته للعام 2023
التالي
فخامة الرئيس «الصوري»!