بين الأزمات والشعور.. العبور من عام جهنّم نحو «المجهول»!

لبنان
يُسدل اللبنانيون الستار عن عام الخيبات الذين اختبروا فيه كل الويلات، إذ شرّع المسؤولون خلاله أبواب البلاد أمام مصير "مجهول"، يعجز حتى المنجّمون عن التكهن بمساره، فالصعود من قعر جهنّم تعترضه "مطبّات" المصالح والمكاسب المعنوية كما المادية التي أودت بالوطن وشعبه الى الهلاك، ليكون العبور المجهول الى 2023 منوطاً بالتكهنّات حول مستقبل يبدو أنه سيكون أشد قسوة من الحاضر والماضي.

كانت الساحة اللبنانية مثقلة بالأحداث “السلبية” في 2022، فيما الأمل مفقود بتغيير الواقع، بوجود طبقة سياسية تسعى لتأمين مصالحها، على حساب معالجة أمور الناس، الذين يطوون صفحة سوداء من رزنامة أيامهم في وطن يمر بإحدى أسوأ الأزمات في تاريخه.

الشغور عكس فشل المجلس النيابي في دوراته المسرحية المتتالية بانتخاب رئيس جديد


وسط الوضع الإقتصادي الخانق، انتهى عهد رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، ليكون الشغور الرئاسي أبرز أحداث العام السياسية، فالمجلس النيابي فشل في دوراته المسرحية المتتالية في انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بانتظار “تسوية” قوامها تقاسم الحصص، يُؤمل أن تُبصر النور مطلع العام المقبل لانقاذ لبنان من فراغ رئاسي يختبره لمرة الرابعة في تاريخه، من دون اغفال وجود “حرب مستعرة” ليس فقط بين رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي حول جلسة مجلس الوزراء “الطارئة” والصلاحيات، بل تمدّدت لتطال بسهامها “الحليفين” وتضع التفاهم بين “حزب الله” و”الوطني الحر” على المحك، ليبقى المستقبل مجهولاً حتى مطلع العام علّه يحمل معه ملامح أشدّ وضوحاً.
يتمدّد تقاذف المسؤوليات كما التهم في البلاد التي شهدت انتخابات نيابية سجلت نجاح 13 نائباً من قوى التغيير، إلا أن “القابضين” على النظام اللبناني بقيوا حاكمين بسطوتهم ونهجهم المدمّر للمؤسسات، فباتت الحكومة مستقيلة وأجريت استشارات نيابية ملزمة جديدة، أفضت إلى إعادة تسمية نجيب ميقاتي لتكليفه تشكيل الحكومة التي باءت بالفشل بحكم لعبة المسؤولين الذين يمعنون في اطلاق الوعود دون تنفيذها وتحويلها الى واقع ملموس.

الانتخابات النيابية سجلت نجاح نواب التغيير إلا أن “القابضين” على النظام بقيوا حاكمين بسطوتهم

حضر اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، كحدث رسمي خلال العام الحالي، حيث تم الإجماع على أن ما حصل جاء استكمالاً لخطة “بيع البلد” بعد قرابة عامين من المفاوضات التي تولاها الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، باشراف رسمي رافقه “إمضاء” حزب الله وراء الكواليس ثم بالعلن بحجة ضمان “حقوق لبنان” في النفط والغاز، فيما اسرائيل بدأت باستخراج الغاز واعتبرت أن ما حصل بمثابة انتصار وضمان لأمنها، فيما لبنان لا يزال بعيداً عن استخراج موارد النفط والغاز، وقد يحتاج من الى نحو 6 سنوات في حال وجودها.

حضر اتفاق الترسيم كحدث رسمي تم الإجماع على أنه جاء استكمالاً لخطة “بيع البلد”


تحلّ الأعياد وغالبية اللبنانيين محاصرين بالفقر والجوع والوجع بفعل ارتكابات سلطة غير آبهة بالتحديات
التي يواجهها الناس، إذ بات أكثر من 80% من السكان باتوا تحت خط الفقر، وسط انتشار للكوليرا والغلاء الذي طال حتى الدواء كما السلع الغذائية والمحروقات مع انهيار الليرة مقابل الدولار الى مستوى غير مسبوق، فيما الأزمة الإقتصادية تتفاقم وسط أمنيات، بأن تحمل السنة الجديدة معها معالجات تأخذ بهم إلى بر الأمان.

السابق
ليس لبنان.. بلدٌ عربي قد يتعرّض للإفلاس عام 2023 !
التالي
لبنان.. 10 مؤشّرات اقتصادية واجتماعية في 2023