رسالة من لقمان (28): لطفاً.. حافظوا على العمامة

لقمان سليم
ينشر موقع «جنوبية» سلسلة حوارات إفتراضية بين الشيخ محمد علي الحاج العاملي والمفكر والباحث السياسي لقمان سليم حول الساحة اللبنانية ومستجدات الداخل السياسية.

كنتُ أتابع ما يجري في إيران، وكيف أنَّ الحراك الشعبي التواق للحريّة والتغيير وتطوير النظام صار ينظر للعمامة الشيعيّة وكأنها رمزاً للاحتكار والاستبداد!

مولانا: ما هذا المستوى الضحل الذي وصلت إليه العمامة؟! فإنني في الوقت الذي أنحاز فيه بشكل مطلق إلى المطالب المحقة للشعب الإيراني؛ لكنني لا أقبل لكم هذا التردي غير المسبوق تاريخياً في الوسط الشيعي!
هل تعلم يا مولانا بأنه على امتداد التاريخ الشيعي – منذ أكثر من ألف عام – لم يحصل مع العمامة الشيعيَّة ما يجري اليوم؟!

إقرأ أيضاً: رسالة من لقمان (27): الأيادي الأمينة!!!

لا فيما يمت للخرافات والسخافات التي يتفوّه بها الكثير من المعممين في عدد من الدول الشيعيَّة، ولا فيما يمت لما يحصل في إيران اليوم، بل حتى في لبنان واقع العمامة تدنى كثيراً، وإن لم تتضح الصورة بشكل جلي بعد، نتيجة عوامل سياسيَّة وعسكريّة واقتصاديَّة عديدة.. كلّ ذلك جراء زج العمامة الشيعيَّة في قضايا ليست من شأنها.

أنا علماني، ومع ذلك كنتُ – كما كان والدي، بل وأسرتي – نحترم الرموز الدينيَّة

يا مولانا: أنا علماني، ومع ذلك كنتُ – كما كان والدي، بل وأسرتي – نحترم الرموز الدينيَّة، كما نحترم حريَّة الرأي والمعتقد، كانت تربطنا تاريخياً علاقات وطيدة مع الكثير من علماء الدين الشيعة، وبعضهم من المجتهدين البارزين، ولم نعتد إلا على احترام المعممين وتقديرهم؛ لذا فإنني أستغرب ما وصلت إليه الأمور!

وإن كان لي آراء خاصّة ومغايرة لما أنتم عليه؛ لكن مع كلّ ذلك لا أرضى لكم بهذا الواقع؛ لطفاً: حافظوا على العمامة!

السابق
بعدسة «جنوبية»: بعد مقتله في الجنوب.. جثمان الجندي الايرلندي يُغادر لبنان الى بلاده
التالي
الطريق إلى رئاسة الجمهورية (13): ميشال عون «جنرال» قاد لبنان إلى جهنم.. «مرتين»!