قعقور والخشن في ندوة لمنظمة العمل اليساري..الإشكالية هي نظام المحاصصة والزبائنية!

حليمة القعقور

 أقامت منظمة “العمل اليساري الديمقراطي العلماني” ندوة في مقرها في وطى المصيطبة بعنوان: “مسؤولية اللبنانيين في مواجهة الفراغ الرئاسي”، تحدث فيها النائبة الدكتورة حليمة قعقور ونائب رئيس المكتب التنفيذي للمنظمة حاتم الخشن، حضرها فاعليات وناشطون.

بعد تقديم من محمد قدوح، تحدثت النائبة قعقور عن الإشكالية التي يعانيها لبنان “نتيجة شغور رئاسي وحكومي تديره حكومة تصريف أعمال وسط أزمة محتدمة من كل الضفاف”.

القعقور

ورأت أن “مصدر الإشكالية هو النظام السياسي نفسه الذي ينتج هذه الأزمة ومثيلاتها مما تعودناه في حياة هذا البلد، والذي يسميه أصحابه بأنه نظام توافقي بينما فعليا هو نظام محاصصة وزبائنية سافر. فالنظام التوافقي عادة ما يكون في المجتمعات المتعددة اثنياً ولغوياً أو دينياً ، لكن بالعودة إلى التجارب نجد له ركائز ثابتة تتمثل في الاعتراف بحقوق الانسان وبالحياة الديموقراطية وحكم القانون وانتظام عمل المؤسسات. لكن في لبنان ليس لدينا فعليا اعتراف بحقوق الانسان التي تقوم على حرية الفرد وارادته، أو حياة ديموقراطية وتبادل السلطة بموجب انتخابات يعترف الجميع بنتائجها، وسيادة للدولة والقانون واستقلالية القضاء وانتظام في عمل المؤسسات”.

وأكدت أن “دخول النواب التغييريين أحدث جديداً في الحياة البرلمانية وعليهم أن يحافظوا على استقلاليتهم، لأن دخولهم في هذا المسار يفقدهم صفتهم كمعارضة للمنظومة بكتلها ومكوناتها”. وأشارت إلى “الحملة السياسية – الاعلامية التي يتعرضون لها من جانب المنظومة بمختلف مواقعها، فتارة يتهمونها بأنها تتبع حزب الله وطورا القوات اللبنانية”. وأكدت أن “أنصاف الحلول والمسايرة لم يعد لها مكان مع المنظومة بوصفهم جميعا من أركان الهيكل”. وأعلنت أنها “مع قيام نظام ديمقراطي علماني يضمن حرية المعتقد والمساواة بين الجميع بقطع النظر عن دياناتهم”.

ودعت إلى “المراكمة على هذا النهج وإلى الشجاعة في إعلاء المواقف واعلانها”، معتبرة أن “هذا كله لا يمكن أن ينفصل عن الحقوق الاجتماعية للناس لأن فقدان الحق بالصحة والاستشفاء والتعليم والغذاء والاستقرار المهني والراتب العادل يفقد الحرية معناها وكلها حقوق لا تنفصل عن الحقوق السياسية”.

وختمت مشددة على أنها “مع نهج يؤسس لبناء دولة ذات سيادة قادرة على مواجهة العدوان والتعديات على ترابها الوطني، واستباحة مقدراتها من أي جهة أتت”.

الخشن  

وكانت كلمة للخشن قال فيها: “الفراغ في موقع الرئاسة يواكبه حال انهيار لم يشهد لها لبنان مثيلا منذ قيامه. وهو الانهيار الذي يطال الدولة بمؤسساتها والقطاع الخاص وهو نتيجة أعوام وعقود المحاصصة والفساد في أداء الطبقة السياسية التي حكمت البلد”.

أضاف: “إن أزمة الفراغ الرئاسي يتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى أطراف السلطة مجتمعين، كما قالت لهم انتفاضة ١٧ ت١ “كلن يعني كلن”. ويتحمل حزب الله في ذلك كما في سائر أزمات البلد المرتبة الاولى، وهو يحاول الآن تكرار تجربته للمجيء بخلف لميشال عون الذي فرضه أو عينه بعد عامين ونصف العام من التعطيل. ولأنه لم يعد يمتلك الاكثرية النيابية ومقومات القوة نفسها، نراه يُصعّد من شروطه حول مواصفات الرئيس الذي يريده حامياً لسلاحه خلافاً لما درجنا على سماعه من أن سلاحه هو الذي حرر البلد  والحامي له”.

إقرأ أيضاً: وسام لجمعية «الوعي الخيرية» في يوم التطوع الدولي

تابع: “ثم ياتي دور التيار الوطني الحر عبر رئيسه الذي يتوسل الرئاسة من فرنسا وقطر واستجداء رفع العقوبات الاميركية باعتباره  الوريث الشرعي للسلف بعد تقديم أوراق اعتماده في قضية الترسيم الحدودي جنوبا. وعرَّج على  دور رأس “الحركة” الذي يدير الأزمة وقدرة وتفسير الدستور على هواه،  ووفق مصلحته ومصلحة حليفه الاكبر، من أجل تسويق مشروع رئيس جديد تحت مظلة الهيمنة الايرانية – السورية نفسها، بينما الفريق المعترض والباحث عن السيادة في دهاليز السياسات الدولية بذريعة مواجهة ما يسميه “الاحتلال الايراني” والدعوة إلى مؤتمر دولي لمواجهة اختلال ميزان القوى الداخلية لغير صالحه، لتغطية هروبه من تحمل  قسطه من المسؤولية عن الانهيار وعن بقاء البلد ساحة”.

 وقال:”أما المطالبة بتعديل إتفاق الطائف فلن ينتج عنها الا أحد الاحتمالين: إما المثالثة، وإما الفدرالية وكلاهما من أسوأ الحلول” .

وأشار إلى  “عجز النواب المستقلين والتغيريين إلى الآن عن الاتفاق على رؤية موحدة لخوض معركة الرئاسة، وعن صياغة مشروع انقاذي، يغلب وطنيتهم وديموقراطيتهم واستقلاليتهم عن المؤثرات الخارجية،  ويمكنهم من التصدي لضغوط قوى السلطة والمرجعيات الدينية”.

وتابع: “إن الواقع يستدعي القول إن قوى المعارضة تفتقد لوحدة في الرؤية السياسية لمواجهه الخصم، وإلى  حركة شعبية عمادها قطاعات المجتمع المتضررة التي تشكل عامل توحيد للبنانيين وتجعل منهم قوة مؤثرة في علاج أزمات وطن يعيش منذ تكوينه الأول حروباً أهلية وتبدلات مستمرة في مواقع قواه المذهبية، مما يستدعي طرح العلمنة الديموقراطية التي تحفظ التنوع وتحقق المساواة. وهذا الطرح صعب المنال ولكن تحقيقه غير مستحيل. لأن المستحيل هو بقاء النظام المولّد للأزمات والنزاعات”.

السابق
وسام لجمعية «الوعي الخيرية» في يوم التطوع الدولي
التالي
لديهم حكومة وذراع عسكرية..ألمانيا تعلن إحباط مخطط «انقلاب» للاستيلاء على السلطة!