حذر الدكتور احمد بيضون في منشور له على “فايسبوك” من خطورة تعويم العصابات الحاكمة بعائدات الغاز لأنهم سيرهنونه قبل ان يبدأ الاستخراج!
وكتب بيضون يقول :” لا تُنسى نصيحةُ هوكشتاين للّبنانيّين، في حزيران الماضي، ومؤدّاها أنّ عليهم الإقلاعَ عن المطالبةِ بما يرونَهُ “حقّاً” لهم والقبول “بتسويةٍ” تمنحُهُم ما هو “أكثرُ” ممّا في يدِهِم. ولا يُنْسى حِرْصُهُ على التأكيدِ أنّ اللبنانيّينَ ليسَ في يدِهِم شيءٌ… فيتعيّنُ عليهِم “القبولُ بِما يُعْرَضُ عليهِم”!
اليومَ يزعُمُ “أهلُ السلطةِ” في بيروت أنّ لبنان “أخَذَ حقّه” فيما يقولُ “أهلُ المعرفةِ” أنّه أخذَ “ما عُرِضَ عليه”.
والواقعُ أنّهُ وُضِعَ في الكفّةِ اللبنانيّةِ من ميزانِ التفاوُضِ أمرانِ بَدَوا مُتَناقِضَين: أحدُهُما إفلاسُ الدولةِ والبِلادِ وتَهالُكُهُما والثاني التهديدُ بالحرب.
إقرأ أيضاً: الممثلة البريطانية انجيلا لانسبيري..عاشت القرن بأكمله وغادرت
أمّا التهديدُ فكان واضحاً (في ضوءِ الإفلاسِ ولَواحِقِهِ!) أنّهُ تهديدٌ بالانتِحارِ، لا أكثرَ ولا أقَلّ. ولكن كانَ مؤكّداً أيضاً أنّ إسرائيل ستجِدُ هذا الانتِحارَ مؤذِياً لها، شأنَ ما هو معهودٌ في العَمَلِيّاتِ الانتحاريّة.
حَدّدَ التصدّعُ الأقصى للدولةِ والمجْتَمعِ اللبنانيّينِ مضمونَ “التسويةِ” وحَدَّدَ التَحَسُّبُ الإسرائيليُّ-الأميركيّ من عواقبِ الانتحارِ اللبنانيِّ وتيرةَ التفاوضِ وأمْلى إفضاءَهُ إلى نتيجة.
هذا ما حصَل! وأمّا ما هو آتٍ فهو تعْويمُ العصاباتِ الحاكمةِ بعائداتِ الغازِ بَعْدَ أن كانَ ما يصْلُحُ للنَهْبِ وشِراءِ الولاء ِ، في بلادِ الأرْز، قد نضُبَ منذُ حينٍ أو كاد. فإذا قيلَ إنّ الغازَ سيتَأخّرُ في الظُهورِ أعْواماً فإنّ في هذا القولِ، مع صحّتهِ، استصغاراً لدَهاءِ المافيات: سيرهنونَهُ قَبْلَ أن يظهَر!”.
