الترسيم البحري بين مكاسب «حزب الله» وأمر العمليات الإيراني!

المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية الحدود الجنوبية

يسير ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل على نار متوسّطة الحرارة، علماً بأن جميع الإشارات تدل على أن الملف يسلك الطريق المرسوم له أميركياً ولبنانياً، لكن مع بعض التناقضات الإسرائيلية التي تتسبّب بها المُعارضة والتي يُمثل رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو، رأس حربتها مما يوحي بأن “حزب الله” هو الأكثر ارتياحاً حتّى الساعة باعتباره طرفاً أساسياً، في أي تسوية قد تحصل في هذا الملف.

تصاعدت التهديدات الإسرائيلية خلال اليومين المُنصرمين ضد “حزب الله”، بحيث تركّزت التصريحات غير الحكوميّة حول إحتمال نشوب حرب عند الحدود اللبنانية ـ الإسرائيلية والتي كان زكّاها المسؤول الأميركي الأسبق ديفيد شينكر بكلام من عيّار “بأن فرص نشوب حرب بين “حزب الله” وإسرائيل ما تزال قائمة، رغم التقدم الجاري في اتفاقية ترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل.

وكشفت مصادر سياسية بارزة ل”جنوبية”، أن “التهويل الحاصل لجهة التلويح بالحرب والإستعداد لها من أي طرف كان، ما هو سوى فرصة أخيرة لتحسين الشروط في الربع الساعة الأخير، قبل التوقيع على إتفاقية الترسيم.”

“التهويل الحاصل لجهة التلويح بالحرب والإستعداد لها من أي طرف كان ما هو سوى فرصة أخيرة لتحسين الشروط في الربع الساعة الأخير قبل التوقيع على إتفاقية الترسيم

وقالت المصادر”: من جهة “حزب الله”، فهو يعتبر نفسه مُنتصراً إلى حد ما في عملية التفاوض كونه من يُدير هذه العملية في الخفاء، إذ أن الجميع يعلم بأن لا رئيس الجمهورية ولا الحكومة قادران على إتخاذ أي قرار بهذا الشأن، ما لم تكن هناك موافقة مُسبقة من الحزب الذي يبني إنتصاره هذا على قدرته بنقل الخلافات إلى الداخل الإسرائيلي، وهو ما بدا اليوم على خطّ المناوشات الحاصلة بين الحكومة الإسرائيلية واليمين المُتطرّف بقيادة نتنياهو.”

إقرأ ايضاً: «ضخ كاريش» يَنطلق اليوم و«حزب الله» يَتفرج.. ومراوحة حكومية ورئاسية!

ولفتت المصادر إلى أن “حزب الله” يُحاول “نفض يده من الإتفاق “المُذل” الذي أدّى إلى تنازل لبنان عن مساحة واسعة من مياهه الإقليمية، ولذلك يذهب إلى تصوير الإتفاق على أنه إنتصار لبناني، وأنه جاء بفضل قوّته العسكرية ولو بشكل غير مٌباشر، وهو ما صوّره الحزب، بعد إرسال مُسيّراته باتجاه حقل “كاريش”، وهذا يعني أن “حزب الله” وإسرائيل يُسلّفان بعضهما البعض، ما يحتاجانه لتجنيب أنفسهما أي إحراجات أو إتهامات داخلية.”

وكشفت المصادر عينها أن ” لقاء كان جمع منذ فترة غير بعيدة نائب الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله و المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يعمل على تذليل العقبات في ملف ترسيم الحدود البحرية، وقد شدد خلاله نصرالله على أن ما قدمه حزبه من شهداء وجرحى خارج وداخل لبنان وما قدمه من “تنازلات” سياسية في سبيل الإسراع بتأليف حكومة وتساهل في ملف الإنتخابات الرئاسية، لا بد أن يُقابله في الجهة الأخرى مُكتسبات في موضوع الغاز بحيث لا بد وأن يحصل “حزب الله” على حقّه في هذا الملف، سواء بشكل مٌباشر أو غير مٌباشر.”

يسعى نصرالله اليوم إلى إقناع الإيرانيين بإيجابية التهدئة على الحدود اللبنانية ـ السورية وإنعكاسها الإيجابي على جمهور “المقاومة” غير المُهيّء للدخول في حرب

وختمت المصادر بالقول: يسعى نصرالله اليوم إلى إقناع الإيرانيين بإيجابية التهدئة على الحدود اللبنانية ـ السورية وإنعكاسها الإيجابي على جمهور “المقاومة” غير المُهيّء للدخول في حرب، في ظل عدم توافر أدنى مقوّمات الصمود بسبب الوضع الإقتصادي الصعب، لكنه يخشى في الوقت نفسه من قرار إيراني مُفاجئ، ينسف مساعيه هذه وبالتالي يورّط حزبه وشيعة لبنان على وجه الخصوص، في حرب ستُحمّل الطائفة الشيعية بأكملها، تكاليف باهظة ومسؤولية أمام بقيّة اللبنانيين.”

السابق
بالفيديو: محلل اسرائيلي: سياسيو لبنان «نصابون» وتابعون لــ«حزب الله»..وعون كان «عميلاً» لنا!
التالي
ينقلان المخدرات من البقاع الى الموزعين..فوقعا في كمين لـ«المعلومات»!