خاص «جنوبية»: عبيد يصف الترسيم بـ «الخسارة» و شحيتلي يعتبره «ربحاً» للبلدين

هل ينجح ترسيم الحدود البحرية ؟
يرتفع منسوب ردود الأفعال، على المقترح الأميركي، بشأن ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل ، الذي يسير بخطوات سريعة، تزامنا مع إعداد لبنان ملاحظاته على المسودة الأميركية، التي تسلمها الرؤساء الثلاثة واطلع عليها "حزب الله" عن كثب.

وكما في اسرائيل، سجل في لبنان مواقف عديدة، لا سيما النواب التغييريين واكاديميين وسياسيين، انتقدت قبول الجانب اللبناني بالخط ٢٣ وتخليه كليا عن الخط ٢٩ وصولا إلى اعتبار ذلك خيانة عظمى، مقابل إشادة من قوى سياسية، وجدت في الاتفاق المزمع “نصرا” للبنان .

على جبهة المعارضين يؤكد المدير العام السابق لوزارة الإعلام محمد عبيد لـ “جنوبية” ان “لبنان خسر و قد قبل بأقل من الحد الأدنى”، أما من المؤيدين فبرز موقف لافت لرئيس الوفد اللبناني الاسبق إلى مفاوضات ترسيم الحدود اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي رأى لـ “جنوبية” ان ‘لبنان ربح اقتصادياً”.

محمد عبيد
محمد عبيد

وشدد عبيد لـ جنوبية” أن “الخط الذي يتمتع بمصداقية دولية، هو الخط ٢٩ ولا جدال فيه، وأن الوفد اللبناني التقني أثناء الجولات الخمس كان حاسما، فيما كان وفد العدو محرجا، فاستغل ذلك الأميركي لتطيير المفاوضات، وان بعض أركان السلطة اللبنانية ارتأى تسليف الأميركي في موقف لعل ذلك يمنع الأميركي من فرض عقوبات”.

عادة اي ترسيم بحري ينطلق من آخر نقطة برية على الحدود (رأس الناقورة) لكن وجدنا أن الترسيم انطلق من مسافات كيلومترات من عرض البحر، وهذا خلل كبير جدا


ورأى ان هذا الاتفاق، التفاهم الاولي،”هو تنازل واضح عن ١٤٣٠ كيلو مترا مربعا ، يستثنى منه النتوء من حقل قانا”.
وقال”: أن الأمر الآخر، هو انه لايزال هناك بعض النقاط عالقة، فترك خط الطفافات للمجهول، وبقيت هذه المنطقة منطقة أمنية لصالح العدو، أما الأمر الثاني”، مضيفاً “:عادة اي ترسيم بحري ينطلق من آخر نقطة برية على الحدود (رأس الناقورة) لكن وجدنا أن الترسيم انطلق من مسافات كيلومترات من عرض البحر، وهذا خلل كبير جدا”.
وتابع”: ان “الامر الثالث انه ليس واضحا فيما تم تداوله حول العرض الأميركي. فما هو مصير مخزون حقل قانا خارج الخط ٢٣، وما هي الضمانات التي اخذها لبنان ، حتى لا تتلاعب اسرائيل في هذه المنطقة .
وختم عبيد “لهذا نحن منطلقون من خسارة ولبنان قبل باقل من الحد الأدنى”.

اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي
اللواء المتقاعد عبد الرحمن شحيتلي

أما شحيتلي فاعتبر لـ”جنوبية” ان “لبنان هو الرابح الأكبر من اتفاق الترسيم البحري، بعدما حرم على مدى ١٢ عاما من مد اليد إلى حقول الغاز، بحيث يتيح هذا الاتفاق فور توقيعه البدء بأعمال الحفر واستخراج الغاز”.

اسرائيل التي كانت مهددة باستخراج نفطها ، قد ربحت أيضا ، ووفرت تكاليف كبيرة ، لناحية نشر القوات لتأمين حقول النفط والبدلات العالية لشركات التأمين العالمية

وقال”: ان الربح هو اننا حصلنا على الخط ٢٣، الذي كنا نعتقد من الاساس باننا سنحصل عليه، والربح الثاني اننا لن نمضي على معاهدة سياسية نعترف فيها بالعدو الإسرائيلي، حيث لم يرتق التفاهم إلى مستوى الاتفاق الحدودي، إذ لم نعط اسرائيل اي شيء سياسي ، في حين أخذنا بالمقابل الشيء الاقتصادي والبدء باستخراج النفط بعد توقيع الاتفاق”.
وأشار ان “اسرائيل التي كانت مهددة باستخراج نفطها ، قد ربحت أيضا ، ووفرت تكاليف كبيرة ، لناحية نشر القوات لتأمين حقول النفط والبدلات العالية لشركات التأمين العالمية ، كما أنها اخذت الأمان لاستخراج النفط، بينما اخذ لبنان رفع الفيتو عن شركات النفط التي ستعمل على الحفر والاستخراج”.

إقرأ أيضاً : تنازلات لبنانية «مؤلمة» لإسرائيل وحزب الله «مطنش»..و«طمع» باسيل «يفركش» الحكومة!

السابق
كيف ردت «جمعية المودعين» على المصارف؟
التالي
كم بلغ حجم التداول على «صيرفة»؟