«حزب الله».. رائحة «غاز التطبيع» تفوح من لبنان إلى إسرائيل!

الوفد اللبناني في المفاوضات اللبنانية الاسرائيلية حول الحدود البحرية

تكثر في لبنان في المرحلة المقبلة شعارات الانتصارات الوهمية. مع إن إسرائيل ستبيع “الغاز اللبناني”، وبعض اللبنانيين سيهللون لغاز لن يأتي قريباً.. وإن أتى، فمصير لبنان معه سيكون “عراقياً” أو “فنزويلياً”، وهي دول لم تنقذها ثرواتها النفطية، بسبب الفساد الهائل وسوء الإدارة فيها!

لبنان اليوم هو في مرحلة الاعتراف بوجود العدو وهو يفاوض معه!

كثيرون هم الذين يرون اليوم أن عملية الترسيم الجارية هي تطبيع مع العدو! فالتطبيع هو الاعتراف بوجود وكيان الآخر. وإن عملية ترسيم الحدود هي اعتراف بحدود الدولة الاسرائيلية بحراً. وهو تسليم بكيانها، بحقوقها، وباستثماراتها، بالاضافة الى تنازل لبنان عن حقوقه لها الى ما دون الخط 29، والذي كان الجيش اللبناني قد اعتبره سقفاً لترسيم الحدود البحرية. لبنان اليوم هو في مرحلة الاعتراف بوجود العدو، وهو يفاوض مع العدو، ولا يهم إن كان ذلك مباشر أو غير مباشر! فهذا يعتبره الكثيرون تطبيعاً!

يحق لحزب الله أن يهاجم 17 أيار وزمنه ومفاوضيه… وأن يقبل بأقل منه

في لبنان، يحق لحزب الله ما لا يحق لغيره. فأخطاؤه هي تكليف من الله، وكل أعماله تحظى بموافقته، حتى ولو كانت تصفية الخصوم أو اعتبارهم أنهم “مش بشر”.. ويحق لحزب الله أن يهاجم 17 أيار وزمنه ومفاوضيه… وأن يقبل بأقل منه. وفي الحالتين هو على حق، و”هذه إرادة الله”!

التخلي عن الانطلاق من رأس الناقوره بحسب الدكتور عصام خليفه هو خيانة عظمى

في حين يظهر العارفون اليوم أن المفاوضات مع العدو الاسرائيلي، في زمن صواريخ حزب الله ومسيّرات كاريش، تؤدي الى نتائج أقل بكثير مما حصل عليه لبنان في اتفاق 17 أيار. والسؤال هو: كيف وصل لبنان بفضل رؤسائه الثلاثة ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، ومن خلفهما “ما بعد بعد كاريش” الى ما دون دون 17 أيار؟! هل هو تنازل لبناني لصالح رفع بعض العقوبات عن إيران والسماح لها بزيادة إنتاجها النفطي؟! قد يكون هذا هو التفسير المنطقي الأقرب الى العقل.. خاصة وأن المفاوضات الإيرانية لم تؤدِ الى أي نتيجة بعد. وإلا، فما هي المبررات إذن؟!

الطبقة الحاكمة في لبنان قادرة على تبديد الثروة اللبنانية من النفط والغاز بطريقتين: إما بسرقتها وإما بخسارة كل شيء بحروب عبثية

ان التخلي عن الانطلاق من رأس الناقوره بحسب الدكتور عصام خليفه هو خيانة عظمى. وبالتالي فإن خط 23 يجب أن ينطلق من رأس الناقوره، وليس من 30 متراً من شمال هذا الرأس. تقنياً، يبدو لبنان يتخلى عن أبسط قواعد الترسيم. سيادياً، يتخلى لبنان عن 2.450 كم مربع من “أراضيه”، أي من المساحات البحرية التي تخصه!

على أي حال، إن الطبقة الحاكمة في لبنان قادرة على تبديد الثروة اللبنانية من النفط والغاز بطريقتين: إما بسرقتها وإما بخسارة كل شيء بحروب عبثية.. “ويللي بعيش بيذكر التاني”!

السابق
خرائط هوكستاين.. ولادة بيئة دولية حاضنة
التالي
بقاعاً.. أطلق النار وأصاب طفلاً لانزعاجه من أصوات اللهو!