خاص «جنوبية»: بعلبك الهرمل «قبلة» المتباكين على «حزب الله» والمحرضين على الجيش!

الجيش اللبناني

بعلبك الهرمل، المحافظة التي تعاني من الفوضى المنظمة، يبحث أبناؤها منذ زمن عن الدولة، الا أنهم لم يجدوا منها سوى شلة نواب ووزراء تغيبوا عن واجباتهم الإنمائية وحضروا في واجبات العزاء ومآدب الطعام، وإستطاعت قوى الأمر الواقع أن “تزرع في العقل الباطني لعدد لا بأس به من أبناء هذه المنطقة، بحسب مصادر بقاعية مواكبة ل”جنوبية”، أن الدولة هي عدو الشعب والمقاومة، الى أن إكتشفوا ولو متاخرين، أنه لا بديل يحميهم سوى مؤسسات الدولة وأجهزتها خصوصا بعد أن سمعوا ورأوا بأمّ أعينهم أن من يدّعي حرصه عليهم ويحميهم هو من يغطّي تجار السموم التي تقتل أبناءهم والمهربين الذين يعيثون الفوضى في المنطقة”.

ورأت المصادر أن هذا الوضع ما جعل، “معظم وجهاء عشائر وعائلات هذه المنطقة يعلنون دعمهم للمؤسسة العسكرية في حملتها الأمنية والعسكرية، بوجه تجار المخدرات والمهرّبين والخارجين على القانون، بعد أن عقد قائد الجيش العماد جوزاف عون العزم، على الضرب بيد من حديد، كل من تسوّل له نفسه العبث بأمن المواطنين أو التعرّض للمؤسسة العسكرية”.
ونوهت بقائد الجيش الذي تجاوز كل التحريض والعراقيل التي تواجهه، وعبّر عن ذلك في أكثر من مناسبة، ما يوحي أن هناك من تزعجه الدولة القوية وهيبة الجيش، فيعمل على “شيطنته” وبث الفتن وإفتعال الأحداث”.

ولفتت الى ان “عمليات الجيش المكثفة التي بدأت في حزيران الماضي، لاقت دعما مطلقا من فاعليات ووجهاء العشائر والعائلات، الذين عبّروا منذ لحظة استشهاد الرقيب في المخابرات زين العابدين شمص، عن دعمهم المطلق للجيش ووقوفهم الى جانبه في مهمته ورفعوا الغطاء عن كل الخارجين عن القانون”.

عمليات الجيش المكثفة التي بدأت في حزيران الماضي لاقت دعما مطلقا من فاعليات ووجهاء العشائر والعائلات في البقاع الذين عبّروا منذ لحظة استشهاد الرقيب في المخابرات زين العابدين شمص


إلا انه في المقابل، أبدت مصادر عشائرية بارزة ل “جنوبية”، “تزامن الجولات المكوكية لبعض المسؤولين مع هذه الحملة، بعد أن كانت هذه المنطقة وأهلها منسيين ومتروكين للعصابات وتجار المخدرات، وآذانهم صماء عما يجري”.

ولاحظت ان ” منطقة بعلبك الهرمل شهدت في الآونة الأخيرة جولات لعدد من المسؤولين، ما يطرح تساؤلات حول هدف هذه الزيارات التي تتوالى دون مناسبات حقيقية بعد كل جولة لقائد الجيش الذي إفتتح الاسبوع الفائت شبكة طرقات في جرود بلدتي رأس بعلبك والقاع ومراكز عسكرية جديدة في البلدتين، وأطلق مواقف طمأن خلالها الى أن الوضع الأمني مستقر بفضل تضحيات الجيش، كما تحدث عن الحملات التي تتعرض لها المؤسسة العسكرية من بعض الموتورين واتهم “الجميع أن لديهم مصالح شخصية”.

ووضعت المصادر العشائرية “زحمة الموفدين في سياق تخفيف النقمة الشعبية في البقاع عن حزب الله، الذي ضاق ذرعاً من الطوق الأمني والعسكري الذي يلتف حول عنق كبار التجّار والمهرّبين، الأمر الذي دفعه الى الإستعانة بمن يدور في فلكه لتخفيف شدّتها”.

إقرأ ايضاً: حسن فحص يكتب لـ«جنوبية»: رئيسي «يتقمص» الشاه!

وأوضحت ان الزيارات “ترواحت بين المغالين في المديح، كما فعل مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب الله محمد عفيف النابلسي الذي لبّى مأدبة غداء على وقع نحر الخراف، وبين الترغيب بوعود إقامة مشاريع إقتصادية وإنمائية كما فعل مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم أو عبر الترهيب وتحميل العشائر والعائلات البقاعية مسؤولية التفلت الامني والفوضى في بعلبك الهرمل وتبرئة حزب الله من كل ما يجري، كما فعل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ علي الخطيب الذي إستغل مأدبة غداء أقامها له أمين سرّه في بلدة النبي شيت بحضور عدد من فعاليات المنطقة”.

وتوقفت المصادر عند “اللهجة التي تحدث بها الخطيب معهم وتحميلهم مسؤولية التفلت الأمني في البقاع، ومنح حزب الله صك براءة من كل ما يجري في بعلبك الهرمل، تحت حجّة أنه لا يمكنه أن يأخذ مكان الدولة أو أن يقف في وجه العشائر والعائلات البقاعية وأن الحزب لديه مهمات وطنية أخرى”.

زحمة الموفدين تصب في سياق تخفيف النقمة الشعبية في البقاع عن حزب الله الذي ضاق ذرعاً من الطوق الأمني والعسكري الذي يلتف حول عنق كبار التجّار والمهرّبين


هذه الزيارة والمواقف والاتهامات التي وجهها لوجهاء العشائر والعائلات لاقت استياء من الحضور مستغربين دعوته للتظاهر بوجه الدولة والقضاء ما أدى الى اعتراض من القاضي كمال المقداد الذي قاطعه محاولا تصويب كلامه وأفكاره حسب مصدر حضر اللقاء.

تخوفت عشائري من محاولة زجّ الجيش في معركة مع أبناء المنطقة بهدف قطع الطريق أمام وصول جوزف عون الى قصر بعبدا

واستغربت مصادر عشائرية توقيت هذه الزيارات واللهجة العالية بوجه العشائر والعائلات خصوصا بعد الدعم المعنوي الكبير الذي لاقاه الجيش منهم ووقوفهم الى جانبه والعلاقة المميزة والثقة التي باتت تربطهم بالجيش اللبناني وقائده.
ورات المصادر أن دعوة الشيخ الخطيب العشائر والعائلات للتظاهر بوجه الدولة والقضاء طرح عشوائي في منطقة حساسة جدا وفي توقيت ينعم البقاع بهدوء نسبي ووئام بين الجيش والشعب.

وإذ تخوفت المصادر العشائرية من محاولة زجّ الجيش في معركة مع أبناء المنطقة بهدف قطع الطريق أمام وصول جوزف عون الى قصر بعبدا، قالت ” لن نسمح لأحد باتهامنا بأننا سبب للفوضى وللتفلت الامني، فنحن أهل كرامة ونخوة نقف الى جانب الجيش وخلفه، في معركته بوجه العصابات وتجار المخدرات والمهربين، ولن نغطي احدا مهما كانت صلة القرابة، فيما حزب الله عمل على تهريبهم وحماهم بمظلته الامنية والسياسية والاجتماعية”.

واشارت المصادر الى انه كان “الأجدر بالشيخ الخطيب لو أنه حمل معه مشروعا إنمائيا من المجلس الشيعي، ومساعدات لفقراء هذه المنطقة المحرومة بدل أن ياتي محرضا على العشائر مبرئا لحزب الله”.

كان على الخطيب قبل هذا أن يقوم بدوره في المجلس المنتهية صلاحيته أولا وإجراء إنتخابات وإصلاحات داخل بيت الطائفة قبل أن يأتي الى هذه المنطقة التي لها عاداتها وتقاليدها

وختمت المصادر ” كان على الخطيب قبل هذا، أن يقوم بدوره في المجلس المنتهية صلاحيته أولا وإجراء إنتخابات وإصلاحات داخل بيت الطائفة، قبل أن يأتي الى هذه المنطقة التي لها عاداتها وتقاليدها، لتوتير الأجواء بين الجيش والشعب لغاية في نفس قوى الأمر الواقع”.

السابق
الترسيم رهن الطفافات وخط هوكشتين
التالي
عبود يرأس للمرة الاولى جلسة للمجلس العدلي بـ«قتل الزيادين»..وبعد طول إنتظار تعذّر سوق الموقوف بسبب تعطّل الآلية!