إذا أردت أموالك إذن أنت مجرم.. سالي نموذجاً!

اشنقوا سالي حافظ واعدموها! فجريمتها أنها تطالب بأموالها.. واشنقوا واعدموا كل “مجرم”، أذلته المصارف، وهو يطالب بأمواله!

سالي حافظ، إحدى أكثر ناشطات الثورة شجاعة، تقتحم “مصرفها”، الذي يحتفظ بـ “أموالها” لتطالب بـ “وديعتها”، وهو “يسرقها” لأنه يرفض أن يرد لها “أموالها”، كما ينص القانون.. ولا هم ما السبب. وليس لسالي أن تبرر مطالبتها بأموالها! ولكن “بالضهر” فهي تريد معالجة شقيقتها، ابنة ال 23 ربيعاً المصابة بالسرطان. إذن، ستكون سالي مجرمة لو رفضت القيام بكل ما بوسعها لمعالحة شقيقتها!

ليس اقتحام سالي للمصرف هو فوضى و”شريعة الغاب”، بل عدم إعادة المصرف أموال سالي هو الفوضى و”شريعة الغاب

ليس اقتحام سالي للمصرف هو فوضى و”شريعة الغاب”، بل عدم إعادة المصرف أموال سالي هو الفوضى و”شريعة الغاب”! أما القضاء، “الغائب عن الوعي” والذي ينتحب، والقوى الأمنية والجيش هم الذين حولوا بضعفهم البلد الى “حارة كل مين إيدو إلو”. وهم، ومع إنهم ضحايا ومسروقون، يحمون المصرفي السارق و”العراب” السياسي، الذين يتنعمون بأموالهم وأموال المودعين.

سعي المودعين للمطالبة بأموالهم يتحول درب صليب من دون جلجلة في الأفق

السارق يدعي على المسروق. ويتهمه بجريمة المطالبة برزقه وبعرق جبينه وبتعب السنين وبقسوة الغربة.. والسارق يقيم حفلات بملايين الدولارات (وأعراس في الخارج) سرقها من الضحية، التي تحتاج الى علاج أو الى معالجة أحد أفراد عائلتها، أو تريد أن تدفع فاتورة موتورات الأحياء الباهظة أو أن “تعبي بنزين” أو مازوت.

في عيد الصليب، وفي ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل معانٍ كثيرة لاستعادة الحق من المجرمين. وقمة المطالبة بالحق قد تؤدي الى الاستشهاد، وها سعي المودعين للمطالبة بأموالهم يتحول درب صليب، من دون جلجلة في الأفق، وقد تكون الجريمة اليوم، هي ألا يتحول كل مودع الى سالي وأكثر. أليس الساكت عن الحق شيطان أخرس؟!

إقرأ أيضاً :بعدسة «جنوبية»: اقتحام المصارف تابع.. مودعة تحصل على أموالها بـ « قوة السلاح »!

السابق
وزير العدل يقترح اسم «قاضية عونية» كمحقق عدلي رديف في ملف المرفأ.. هل «تمرق» في مجلس القضاء الاعلى؟!
التالي
الدولار يلهب السوق السوداء ويتخطّى الـ٣٧ الفاً!