بالأرقام.. إليكم واقع لبنان الغذائي ومعدّل الفقر

الجوع وحد اللبنانيين

 

واجه النظام الغذائي في لبنان واجه العديد من التحديات الناجمة عن السياق التاريخي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي للبلاد.

ووفق منظمة “الفاو” في لبنان فقد أظهرت نتائج تقييم النظام الغذائي في لبنان أنّ الأراضي المزروعة في لبنان تغطّي أقلّ من 25 في المئة من مساحة البلاد وهناك نحو 170 ألف حيازة زراعية، ويُستخدم 25 في المئة من إنتاجها بشكل أساسي للكفاف أو الاكتفاء الذاتي، وملكية الأراضي تتسّم بدرجة كبيرة من انعدام المساواة والتجزئة، حيث يسيطر 1 في المئة من أصحاب الأراضي على نحو ربع المساحة الاجمالية للأراضي الزراعية في حين يسيطر 10 في المئة على ما يقارب ثلثي الأراضي الزراعية. 

وأشارت الى أنه تعمل نسبة كبيرة من العاملين في قطاع الأغذية بشكل غير نظامي، وهناك اعتماد كبير على المدخلات والبذور والموادّ والمعدّات المستوردة مما يؤدّي إلى ارتفاع تكاليف إنتاج الزراعة وقطاع الأغذية الزراعية، ما يؤثرّ بدوره وبشكل ملحوظ على النظام الغذائي، إضافة إلى ذلك، تحتكر قلّة هذه السلع المستوردة مما يعود بالمنفعة على بعض الجهات الفاعلة فقط.

ولفتت الى انه هناك اعتماد كبير على السلع المستوردة للاستهلاك: حوالي 80 في المئة من السعرات الحرارية المستهلكة مستوردة، والإنتاج المحلي (باستثناء الصادرات) غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الغذائية للبلاد . 

يتفاقم الوضع جراّء عددٍ من الديناميات المستمرة التي تشكّل المزيد من التحديات الهامة، ففي اعقاب أزمة 2019، تضاعفت معدلات الفقر لتصبح تقريبا اكثر من ٥٠ بالمئة من السكان في عام ٢٠٢٢.  ثلث السكان عاطلين عن العمل وثلثا الأسر اللبنانية اضطرت إلى التعامل مع انخفاض الدخل. 

ولحظ التقرير أنه كان لانخفاض القوة الشرائية للمستهلكين بسبب التضخم المفرط وانخفاض قيمة العملة عواقب وخيمة على الامن الغذائي. لقد اتجهت  الاسر اللبنانية إلى اغذية أرخص وأقل تغذية ، مما أدى إلى سوء التغذية ونقص التنوع وارتفاع معدلات الإصابة بالسمنة في كل من المناطق الريفية والحضرية، والتي تصيب الآن 32 في المئة من البالغين. 

وبيّنت اللوائح التنظيمية المرتبطة بسلامة الأغذية غير ملائمة، أنّ الاستخدام الكبير لمبيدات الآفات وغياب المختبرات أو الإجراءات الملائمة لإجراء فحوصات وقنوات التوزيع المحدودة يقيدّ الصادرات ويقوّض سلامة الأغذية، وتؤثرّ الممارسات المرتبطة باستخدام الأراضي وإدارتها وإدارة الموارد المائية غير الملائمة وغير الكفؤة وغير المستدامة سلبًا على استدامة النظام الغذائي، مما يزيد من آثار تغير المناخ على البلاد، كما أنّ انخفاض مستوى التنسيق بين الجهات الفاعلة الرسمية (وغير الرسمية أيضاً) يسمح لبعض منتجي الأغذية وموزّعيها ومستورديها بالتصرّف بدون عقاب، مستفيدين من الوضع لتوريد أغذية غير آمنة. 

 وأعلنت ممثلة منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة في لبنان نورة أورابح حداد أن “الأزمة الحالية المتعددة الأوجه التي تواجه لبنان تفاقمت بسبب تأثير الحرب في أوكرانيا على أسعار الغذاء والطاقة. يمكن تنفيذ نظام غذائي تحويلي من خلال رصد أفضل لنتائج الأمن الغذائي والتغذية وتحسين القدرات الاستثمارية للمزارعين والمزارعات أصحاب الحيازات الصغيرة واستخدام ممارسات زراعية مستدامة وتعزيز التعاونياوت والعمل الجماعي”. 

ووفق التقرير، لا تستطيع النظم الغذائية في الوقت الحالي تحقيق هدفها المتمثل في توفير أغذية مغذية وصحية للجميع، والمساهمة في تعزيز فرص كسب العيش بطريقة مستدامة. كما إنها تواجه تحدياتٍ تتمثل في عدة عوامل، مثل الأنماط الغذائية المتغيرة، والتكنولوجيا، والتحضر، وتغير المناخ. وقد يكون هناك ما يكفي من الغذاء لإطعام الجميع، ومنع الأعباء الصحية المزدوجة الناتجة عن سوء التغذية والسمنة، ولكن الاختلالات الاقتصادية والإقليمية تمنع النظم الغذائية من تحقيق عوائد اقتصادية عادلة لجميع الجهات الفاعلة، ولاسيما صغار المنتجين، مما يؤدي إلى ظهور حلقة مفرغة من الهشاشة والفقر. لذا، تحتاج النظم الغذائية إلى التحول إذا أردنا تحقيق أهداف التنمية المستدامة. 

إقرأ أيضاً : السلطة تكوي اللبنانيين بتقنين البنزين والغذاء..وثائرو الجنوب تحت التهديد

السابق
بعدسة «جنوبية»: عودة الاحتجاجات الى بيروت.. اليكم الطرقات المقطوعة
التالي
بالفيديو: الفلتان يتمدّد.. واشتباكات مسلّحة «متنقلة»!