خاص «جنوبية»: لقاء دار الفتوى تثبيت لمركزية القرار السني في غياب المرجعية السياسية!

الشيخ عبد اللطيف دريان

يلتئم عقد اهل السنة بدعوة من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في الرابع والعشرين من الجاري في دار الفتوى، “للتعارف اولا وللتشاور بالتطورات والاوضاع والاستحقاقات المرتقبة وتموضع القرار السني منها ثانيا”، وذلك حسب مصدر مطلع ل”جنوبية”.

مراجعات عدة لشخصيات وسفراء، قصدت الدار لنقل صورة التململ الشعبي السني وانعكاس ذلك على الخارج

و كشف المصدر “إن مراجعات عدة لشخصيات وسفراء، قصدت الدار لنقل صورة التململ الشعبي السني وانعكاس ذلك على الخارج، من قوة الفراغ القائم في الحالة السنية، بعد تجميد الرئيس سعد الحريري عمله السياسي مع تياره لاعتبارات لم تكن جلية تماما”.

لمس الجمهور السني عموما واللبنانيين خصوصا، ان دار الفتوى لا تقارب تفاصيل القضايا السياسية بحيثياتها

و بالتالي، تابع المصدر، “ضرورة ان تلعب دار الفتوى دورها المركزي على غرار بقية الطوائف، بحيث لمس الجمهور السني عموما واللبنانيين خصوصا، ان دار الفتوى لا تقارب تفاصيل القضايا السياسية بحيثياتها، انما ابقت منذ الشيخ دريان على مقاربتها للامور ضمن القضايا الوطنية والشرعية خارج الزواريب الضيقة، في سياسة حكيمة، لابقاء الدار على مسافة واحدة من الجميع، والقيام بالتدخل عند المساس بالقضايا الكبرى التي تهم الدار والطائفة والوطن”.

قصد الدار اكثر من فريق مرشح طالبا الدعم فكان موقف الدار هو الحث على المشاركة والاقتراع بالانتخابات

واشار المصدر الى “ان هذا الواقع تجلى في الانتخابات النيابية، بحيث قصد الدار اكثر من فريق مرشح، طالبا الدعم فكان موقف الدار هو الحث على المشاركة والاقتراع بالانتخابات، من دون تسمية اي مرشح او الاشارة الى اي لائحة، على الرغم من التأويلات والاقاويل والقلاقل”.

ولفت الى أنه في مبادرتها لجمع النواب السنة ال27، “اطلقت دار الفتوى دعوتها للقاء يوم 24 ايلول الجاري، لاعادة تموضعها في التفاعل مع الشخصيات السنية الاساسية، بغية الخروج بقرار موحد الهدف منه حفظ حقوق الطائفة التي كرسها الدستور، وبالتالي عدم القبول بفرض شخصيات لا يشكلون حالات متقدمة ضمن الطائفة وقرارها”.

كما لم يعد مسموحا، حسب المصدر المتابع، “مصادرة القرار بحجة التمثيل الوطني، وانما يجب ان يتشكل القرار السني من اهله الذين يدرون شعاب الطائفة ومصلحتها ومكانتها”.

واكد ان ثمة شبه إجماع “ان مركزية دار الفتوى هي الملاذ الاقوى للطائفة السنية، خصوصا في هذه المرحلة التي غاب فيها رأس الطائفة السياسي، وبدء بروز حالات التشرذم في تجمعات ليست اهلا للتفاعل مع القرارات السياسية الكبرى، بحيث يبقى الصوت السني مشرذما ومتفرقا فتذهب ريحه سدى”.

ثمة شبه إجماع ان مركزية دار الفتوى هي الملاذ الاقوى للطائفة السنية

وكشف “ان اصواتا عدة خرجت من علماء ومثقفين ورجال سياسة واقتصاد واكاديميين، تطالب مفتي الجمهورية بلعب دوره الوطني الكامل وتقديم الدار بكل المراحل والاستحقاقات، تجنبا لقيام قوى ناشطة على الساحة الاسلامية السنية، لها امتدادات اقليمية دولية، بتهميش الدار في حال لم يثبت قوته المستنبطة من الاغلبية السنية المعتدلة”.

الاجتماع المقرر في 24 الجاري لن يكون الوحيد، وينتهي مع انفراط عقده، انما سيلحقه سلسلة اجتماعات مماثلة

ورأى ان الاجتماع المقرر في 24 الجاري “لن يكون الوحيد، وينتهي مع انفراط عقده، انما سيلحقه سلسلة اجتماعات مماثلة، يتوج بلقاء مع رؤساء الحكومات السابقين لتحصين الواقع السني، ومواجهة الاستحقاقات المقبلة برؤية موحدة تنطلق من مصلحة الوطنية الكبرى”.

وشدد على “ان تحرك القوة السنية الكبرى ليست وليدة ساعة، انما مشاورات واتصالات ولقاءات ساهم فيها دبلوماسيون من منطلقات الاستحقاق الاول، الذي ستلعب فيه الحكومة الدور الوطني الجامع في حال حصول اي فراغ، بعيدا عن الاجتهادات المتأتية والتي قد تخالف ميثاق الوطني الطائف”.

و توقع ان يكون للقاء دار الفتوى الوقع والصدى القويين في الشارع السني، المتعطش لقيادة مركزية تعبر عن تطلعاته وآفاقه، بعدما استشعر الاحباط الناجم عن الغياب القسري والجمود المرحلي، ليستعيد ركب بقية الطوائف في الرؤية والقرارات الوطنية الدائمة”.

ويشار الى انه اعتذر كل من النائبين اسامة سعد وحليمة قعقور التي ذكرت “انها لا تشارك في لقاءات ذات صبغة طائفية، ولم يحسم نائبا بيروت ابراهيم منيمنة ووضاح الصادق مشاركتهما، فيما اعلن نائب صيدا عبد الرحمن البزري عن مشاركته في لقاء دار الفتوى”.

السابق
فكرة الوطنية العراقية أصبحت خرافة
التالي
خاص «جنوبية»: لا توقيع على إتفاق الترسيم قبل الإنتخابات في لبنان وإسرائيل!