أميركا ترسم في «دير الزور» حدود مستقبل إيران.. و«حرسها»!

ميليشيا ايران في دير الزور

من المرّات القليلة التي يُسمع فيها عن قيام الجيش الأميركي بعمليات عسكرية أو أمنية داخل الأراضي السورية، من هنا، فإن ما حدث بالأمس من استهداف أميركي لمنشآت وبنية تحتية، يستخدمها “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” في مدينة دير الزور السورية، هو رسالة أميركية واضحة للإيرانيين يُشير عنوانها الفصل التام والجدّي، بين المفاوضات النووية القائمة بين إيران وأميركا، وبين الملفات الأخرى في المنطقة خصوصاً ذات الطابع العسكري والأمني، وذلك على عكس الإيرانيين الذين يُحاولون فرض شروطهم على طاولة مُفاوضات “فيينا”، بمجموعة ملفات حسّاسة تمتد من اليمن إلى لبنان، بما فيها الوجود الأميركي سواء في العراق أو في سوريا.

ضربة الأمس وعلى الرغم من التكتّم الإيراني حولها، إلّا أنها تعني الكثير خصوصاً لجهة رسم ملامح المرحلة المُقبلة

في السياق، أشارت مصادر إقليمية بارزة ل”جنوبية” إلى أن “ضربة الأمس وعلى الرغم من التكتّم الإيراني حولها، إلّا أنها تعني الكثير خصوصاً لجهة رسم ملامح المرحلة المُقبلة، لجهة كيفية التعاطي الأميركي مع كل ما يُشكل تهديد للمنطقة، ناجم عن وجود قوّة عسكرية إيرانية أو حلفاء لإيران، ما يعني بأن لا خطوط حمراء من قبل الأميركيين، حتّى مع حصول بعض التنازلات من قبلهم في ملف المفاوضات النووية”.

ما حدث بالأمس من استهداف أميركي لمنشآت وبنية تحتية، يستخدمها “فيلق القدس” في “الحرس الثوري الإيراني” في مدينة دير الزور السورية، هو رسالة أميركية واضحة للإيرانيين

ولفتت المصادر عينها الى ان “ثمّة عناوين أساسية أو ما يُسمّى بالسياسة المُتّبعة، لا يُمكن لأي رئيس أميركي أن يتجاوزها أو التنازل عنها، تقوم على حماية أمن البلاد ومصالحها بالدرجة الأولى ثمّ حماية مصالح الحلفاء لا سيّما إسرائيل التي تُعتبر إمتداد أميركي في المنطقة”.

في كُل ولاية لرئيس جمهورية، هناك “هديّة” لا بد من الحصول عليها من أجل الإستناد عليها في العمل السياسي الداخلي

أضافت: “من هنا رأينا كيف أن في كُل ولاية لرئيس جمهورية، هناك “هديّة” لا بد من الحصول عليها من أجل الإستناد عليها في العمل السياسي الداخلي، وأبرزها الهدية التي حصل عليها الرئيس باراك أوباما وهي مقتل زعيم تنظيم “القاعدة” أسامة بن لادن ثم هدية الرئيس دونالد ترامب التي تمثّلت بمقتل قائد “فيلق القدس” قاسم سليماني، ثمّ هدية الرئيس الحالي جو بايدن وهي مقتل أهم قيادي في “القاعدة” أيمن الظواهري”.

وأكدت المصادر انه “إنطلاقاً من هذه العناوين والتي تجتمع فيها العلاقة الوثيقة التي كانت تربط هؤلاء “الهدايا” بالنظام الإيراني، يُمكن الجزم مرحلة التنازلات الإيرانية قد بدأت تظهر بشكل كبير على الصعيدين الداخلي والخارجي، ففي الداخل تهاوي بعض الجنرالات في الحرس الثورثي كحجارة الدومينو وهذا المُسلسل من الإغتيالات مُكمل إلى أن تُعلن أميركا رضاها الكامل عن السياسية الداخلية، وفي الخارج يُتوقع المُستقبل تهاوي مُماثل لرموز من حلفاء إيران، على المساحة المُمتدة من اليمن إلى العراق فسوريا ووصولاً إلى لبنان.”

السابق
الدكتور العاملي ينعى أمين الوقف الجعفري في الكويت
التالي
بالفيديو: اسرائيل تشق طريقاً عسكرياً على الحدود مع لبنان!