الإدارات المتهالكة تحت حكم الميليشيات.. ومشاهد «يندى لها الجبين»!

لبنان
تتجه ادارات الدولة ومؤسساتها نحو الانهيار الكامل، مع التعطل الذي يضربها مع بدء الازمة الاقتصادية في لبنان، فلا ترى ادارة تعمل على نحو مستقيم. فإن حضر الموظف فلا كهرباء ولا ماء للشرب او لدورة المياه و قرطاسية، ولا شيء يعمل وفق الاصول او القانون او حتى العرف.


وفي نماذج صارخة نافرة، وثّقت «جنوبية» صوراً “يندى لها الجبين” لبعض الإدارات، ففي مصلحة الواردات التابعة لوزارة المالية في محلة الباشورة طلعة بشارة الخوري، الاكثر حركة من المواطنين الراغبين بدفع ضرائبهم العقارية، او وضع طوابع مالية على عقود عملهم او حصر ارث او براءة ذمة، يبدو المشهد كالتالي: النوافذ والابواب مخلعة و موزعة على الدرج من تداعيات انفجار 4 آب 2020، والحال منذ سنتين على هذا الشكل والمنوال، ليطرح السؤال نفسه، أين اموال المساعدات والجمعيات والموازنات التي اقر اعتمادها؟!.

النوافذ والابواب مخلعة و موزعة على الدرج من تداعيات انفجار 4 آب 2020، والحال منذ سنتين على هذا الشكل والمنوال، ليطرح السؤال نفسه، أين اموال المساعدات والجمعيات والموازنات التي اقر اعتمادها؟!


في المقابل، ما تبقى من الموظفين يعملون “بضيق خلق” بسبب مولد الكهرباء الذي يتعطل دوريا ويقف Systeme لساعات، والمواطنون ينتظرون بحرارة تتجاوز ال 40 بالداخل, مع زحمة الناس وانفاس المواطنين الذين يقفون بصفوف مزدوجة منذ 6 صباحا.
ويقول احد المواطنين لـ”جنوبية”، الذي حضر لدفع طوابع على عقده “انها المرة الثالثة التي احضر بها الى هنا، والمعاملة تشير بشكل متقطع بسبب انقطاع الكهرباء وقلة الموظفين”.

ما تبقى من الموظفين يعملون “بضيق خلق” بسبب مولد الكهرباء الذي يتعطل دورياً

وأضاف:”في كل مرة احضر لدفع قيمة الطوابع المقدرة 245 الف ليرة، لا أجد احدا بسبب الاضراب، وبعد عذابات فتح المالية ووصولي الى المسؤولة لاعطائها المعاملة ابلغتني، اني تأخرت ويجب ان يدفع مليونين و245 الفا بسبب مضي يومين على موعد الدفع”.
وتابع”: وعندما شرحت لها ان التأخير سببه الاضراب وهو يحضر يوميا ولم يوفق، قالت لي: قدم كتاب للوزير، ويأتيك الجواب بعد سنة ويكون المبلغ قد وصل الى 10 ملايين، فما كان مني الا ان مزقت العقد وعدت ادراجي والغيت، وقال بأسى”هذا هو حكم الميليشيات واللي ما عاجبو يهاجر، وهو ما قرره المواطن للحاق بأولاده وترك وظيفته وبلده نهائيا”.

التأجيل سيد الموقف بحجة الاضراب او المازوت للمولد او الـ Systeme واقف او “النمردة” المتعالية لموظفين


اما في الدوائر العقارية في بعبدا، مواطن آخر يجلس على الدرج الطويل، وامامه عسكري يستمع له وليس بيده حيلة.. فمشكلته ان معاملته مضى عليها 3 سنوات وهي تسوية مخالفة بناء، دفع عليها عبر مهندس مخلص معاملات ما يقارب 70 مليون ليرة ولم تنته بعد، وهي عبارة عن معاملة لغرفة سطحية اراد تشريعها بموحب القانون..والتأجيل سيد الموقف بحجة الاضراب او المازوت للمولد او الSysteme واقف او “النمردة” المتعالية لموظفين، او حجج واهية.
وقال لـ”جنوبية”، ان ” المهندس طلب لجيبه 50 مليون ليرة، ووافقت على اعطائه لان المعاملة “ما بتمشي” حسب ما قال الموظف اذا ما بتمرق عبر “المهندس المحترف”، والحبل على الجرار والمعاملة لا يعلم الا الله متى تنتهي وينتهي معها الابتزاز القائم”.

المعاملة لا يعلم الا الله متى تنتهي وينتهي معها الابتزاز القائم


أما الطامة الكبرى في وزارة التربية، التي يعيث فيها السماسرة فسادا وجورا، “يتلبصون” الضحايا من عند الباب، بمساعدة الموظفين، و”الإبتزاز سيد الموقف”، اذا طلب احدهم تصديق افادة لسفارة او لجامعة يبدأ السعر من 100 دولار نزولا ختى 50 دولارا اذا “حظي” برحمة السمسار، وساعتئذ تتحقق مطالب الموظف وتسير المعاملة بالسرعةالمطلوبة، علماً ان معظم المعقبين الى الموظفين هم من ابناء الاحزاب “المناضلة” في سبيل القضية وتحرير الانسان”.

هناك اعداد من “الميليشياويين المناضلين” لا يحضرون الى العمل بمحميات طائفية وسياسية ومذهبية


اما الدخول الى بعض الادارات الاخرى كالاعلام والسياحة، فالحزن يسود من مدخلها وترى الموظفين الحاضرين الذين يعدون على اصابع اليد الواحدة، مكفهري الوجوه وتملكهم اليائس، وقال أحد الموظفين لـ”جنوبية”: ” فالشهر يكاد ينتهي ولا راتب ونعمل مجانا كالعبيد منذ بدء الازمة، وطبعا هناك اعداد من “الميليشياويين المناضلين” لا يحضرون الى العمل بمحميات طائفية وسياسية ومذهبية”.

إقرأ أيضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: من الفساد الى الارتهان الى.. الخيانة

عقارية بعبدا والزحمة والابواب مقفلة

صورة من مصلحة الواردات ويبدو الدمار والزحمة
مصلحة الواردات
السابق
« دقيقة مع جبران ».. بين الحقوق ومواجهة الشياطين!
التالي
من كابول ومحيطها.. سنة على حكم طالبان في أفغانستان