موسى الصدر «ينتصر» على نبيه بري!

على مسافة أسبوعين من ذكرى تغييب السيد موسى الصدر، التي إعتادت ان تحييها حركة أمل باحتفال جماهري حاشد منذ ٤٤ عاما، منذ إختطافه في ليبيا في ٣١ آب عام ١٩٧٨، شهدت الساحة الحركية قبل أيام حرب "كر وفر" بين الجمهور والقيادة، بدأت إفتراضية على خلفية نبأ تسرب من خلف جدران عين التينة الى الجمهور الحركي، عن وجود محاولة لإلغاء ذكرى تغييب الصدر المركزية والاستعاضة عنها باحتفالات في الاقاليم، الأمر الذي أغضب الجماهير الحركية التي شنت حربا إفتراضية على وسائل التواصل لا سقف لها على القيادة.

وبحسب مصادر مطلعة لـ”جنوبية”، فإن “بعض القيادات المحيطة بالرئيس نبيه بري، كادت تقنعه بضرورة إلغاء الإحتفال المركزي والإستعاضة عنه باحتفالات متفرقة، تحت حجة الظروف الإقتصادية والأوضاع في البلد”.
و كشفت ان “قياديا أمنياً كبيرا في حركة أمل، تفاجأ بطرح بعض القيادات إلغاء الذكرى، التي تعتبر القضية المركزية وعصب الجماهير وذاكرته الحركية، ووجد القيادي نفسه وحيدا أمام ” كومبين” يسعى للإلغاء، فإستعان بالجمهور الإلكتروني المقرّب منه، للوقوف بوجه نيّة الإلغاء التي لو تحققت لكانت بمثابة فك ارتباط بين القيادة والجمهور “الحاقن” الذي يشعر بتخاذل بعض قيادات “الأعمال”، وبهوّة كبيرة بينه وبين القيادة منذ ما قبل الإنتخابات النيابية”.

ليست المرة الاولى التي يتم فيها اقتراح البعض إلغاء ذكرى إخفاء الصدر فهناك قيادات في حركة أمل تقترح في الصالونات بشكل دائم، إلغاء الذكرى باعتبار أنها لم تعد تقدم جديدا

ولفتت الى انها “ليست المرة الاولى التي يتم فيها اقتراح البعض إلغاء ذكرى إخفاء الصدر، فهناك قيادات في حركة أمل تقترح في الصالونات بشكل دائم، إلغاء الذكرى باعتبار أنها لم تعد تقدم جديدا، خصوصا ان المحققين قدموا أقصى جهودهم وباتت “أمل” عاجزة عن تقديم اي معلومات جديدة في ظل أسئلة الجمهور عن التحقيقات ومصيرها”.

هناك من ذهب الى أبعد من ذلك مقترحا في الغرف المغلقة تمهيد الأرضية لإغلاق هذا الملف بعد أن مقتل معمر القذافي


وأردف “:هناك من ذهب الى أبعد من ذلك، مقترحا في الغرف المغلقة تمهيد الأرضية، لإغلاق هذا الملف بعد أن مقتل معمر القذافي، الا أن عائلة الصدر ترفض رفضا قاطعا أي نقاش بهذا المقترح دون وجود أدلة دامغة تثبت أن الصدر ليس على قيد الحياة، وهي تتمسك بأمل أنه لا زال على قيد الحياة، فيما يرى بري ان القرار الاول والاخير هو عند عائلة الصدر فقط”.

إقرأ أيضاً : موسى الصدر من صواريخ فلسطين إلى صواريخ إيران

وأكدت ان “أروقة حركة أمل تشهد منذ مدة صراعات خفية، بدأت تتكشف الى العلن بين عدد من قيادات الصف الأول، التي تسعى لحجز مكان لها في المرحلة المقبلة من تاريخ الحركة، وتحول التنظيم الى جماعات متناحرة لكل منها مؤيدين ومحسوبيات، تنعكس على جمهور قسمته قيادات وجمعه قضية واحدة هي قضية إخفاء الصدر”.

أروقة حركة أمل تشهد منذ مدة صراعات خفية، بدأت تتكشف الى العلن بين عدد من قيادات الصف الأول

إذا، إنتصر الجمهور على القيادة، وشعر و “كأنه استعاد موسى الصدر” بعد ان انصاعت لمطلبه، بإعلانها في بيان إقامة الذكرى في موعدها باحتفال مركزي، ولم تغفل عن “نهره” ومنعه من استخدام وسائل التواصل للتعبير فصدر عن هيئنها التنفيذية بيانٌ جاء فيه:
“يمنع على جميع الاخوة الحركيين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة أمور حركية أو سياسية.. وحصر التعبير عن موقف الحركة أو الردّ على موقف عبر المكتب الإعلامي المركزي وهيئة التواصل الإلكتروني، وغير ذلك يعتبر مخالفة تنظيمية”.

إنتصر الجمهور على القيادة، وشعر و “كأنه استعاد موسى الصدر” بعد ان انصاعت لمطلبه

وإذ خلا البيان من أي إشارة الى مكان الإحتفال، اشارت مصادر حركية الى “ان ساحة القسم في مدينة صور ستكون مكان إقامة الذكرى، ويلقي رئيس الحركة نبيه بري كلمة يحدد فيها مواقف حركة أمل من الاستحقاقات الراهنة، كرئاسة الجمهورية والنفط والغاز ومقاطعة ليبيا حتى كشف مصير الصدر”.

السابق
4 وفيات بـ «كورونا».. ماذا عن الإصابات؟
التالي
الدولار بـ «خطى ثابتة» نحو الإرتفاع.. كم سجّل مساءً؟