«النكايات الحكومية» تتمدد الى المؤسسات الأمنية والسجون..وباسيل «آخر الواصلين» الموارنة الى بكركي!

باسيل والراعي
حفلة "الجنون السياسي" مستمرة ولعل ابرز تجلياتها القطيعة بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة نجيب ميقاتي، والتي تنعكس بدورها "حرباً" سياسية وحكومية، بين رئيس الحكومة المكلف ورئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل.

هذه الحرب تتحول يومياً الى نكد ونكايات سياسية وحكومية، وتحول بدورها حياة اللبنانيين الى جحيم.

فبدل ان تشكل الحكومة وتقوم بمهامها كاملة، ينسحب الهريان والشلل على كل مرافق الدولة ومؤسساتها المعطلة اصلاً بإضراب الموظفين وكذلك انعدام الكهرباء والمحروقات وصولاً الى غياب الاعتمادات بالحد الادنى لتشغيل الوزارات.

وتؤكد مصادر وزارية لـ”جنوبية”، ان حكومة تصريف الاعمال على المحك، وان امور الناس بحدها الادنى ستعطل، وان العديد من الوزراء “البرتقاليين” والمحسوبين على باسيل، يلوحون بمقاطعة تصريف الاعمال لنزع الميثاقية والشرعية السياسية عن الحكومة الميقاتية.

باسيل يستدرك الزيارة الى الراعي وهو انتظر حتى تهدأ عاصفة توقيف المطران موسى الحاج واتهام باسيل بأنه يقف وراء التوقيف كرسالة للراعي

بدورها ترى مصادر اخرى لـ”جنوبية” ان “الفتاوى العونية والجريصاتية” هرطقات دستورية لا اساس لها من الصحة، فالحكومة مستقيلة و”يا دوب” موجودة فكيف نعطلها وهي مستقيلة ومحدودة الصلاحيات والاداء؟

ازمة كهرباء ومحروقات للمؤسسات الامنية

وفي تجليات للازمة الحكومية والكباش بين ميقاتي وباسيل، رفعت وزارة الداخلية الصوت عالياً مع نفاد مادة الفيول من مبنى الوزارة ولدى جميع مديرياتها.

واعلنت أن وزارة الداخلية ومدير عام الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان عملا على مدى الأيام المنصرمة على تأمين المادة، وقد تمكن عثمان من “شحادة” المادة من معارفه وعبر التبرعات واشارت إلى أن الكمية المتوافرة تلبي حاجة مبنى الوزارة ومديرياتها “لكم يوم” قبل الدخول بالعتمة الشاملة.

إقرأ ايضاً: الحكومة «تتبرأ» من الانهيار..وما علاقة «حزب الله» بطعن رشدي؟!

وأرجعت أزمة الفيول التي تعيشها الوزارة إلى “نكايات” تمارسها وزارة الطاقة، معتبرةً إياها محاولة لـ”خنق قوى الأمن الداخلي”.

فياض

بدوره رد وزير الطاقة وليد فياض، وقال: لا يوجد اي نكد أو ما شابه مع وزارة الداخلية في ملف تزويد قوى الأمن الداخلي بمادة المازوت، بل هناك تواصل وتعاون ومجهود حثيث قمنا به ولا زلنا للمساعدة من أجل تأمين التمويل اللازم من وزارة المال عبر مراسلات الى كل من رئاسة مجلس الوزراء ووزارة الداخلية ووزارة الدفاع وقيادة الجيش لتأمين حاجاتهم على الرغم من عجزنا المالي عن ذلك بعد كسورات مالية على قوى الامن الداخلي تقدر بنحو مئة مليار ليرة اي ملايين الليترات من المازوت دون دفع قيمتها وقد أُخذت من مخزون قيادة الجيش ونحن بإنتظار الرد من رئاسة الحكومة ووزارة المال لتأمين التمويل المطلوب لزوم تأمين مادة المازوت وتزويد قوى الأمن بها.

ورد على الرد!

رداً على ما جاء على لسان وزير الطاقة وتصحيحاً لما أورده، وهو غير دقيق، افادت مصادر وزارة الداخلية بأن المديرية العامة لقوى الامن الداخلي تستلم مادة المازوت من منشآت النفط، غب الطلب، بموجب عقد موقع بين الطرفين ويتم إرسال الفاتورة الى المديرية بعد تسليم المازوت لتقوم بتحويلها الى وزارة المالية لدفعها؛

وهنا لم تقم المنشآت منذ مدة بإرسال فواتير الى المديرية العامة لقوى الامن الداخلي، فكيف للمديرية ان تدفع المستحقات بدون فواتير.

وأضافت المصادر بأن ما جاء على لسان وزير الطاقة باستحقاق مبلغ مئة مليار ليرة لوزارة الطاقة هو امر غير دقيق، بدليل عدم ارسال الفواتير التي تثبت ذلك.

“الفتاوى العونية والجريصاتية” هرطقات دستورية لا اساس لها من الصحة فالحكومة مستقيلة و”يا دوب” موجودة فكيف نعطلها وهي مستقيلة ومحدودة الصلاحيات والاداء؟

أما بالنسبة لأخذ المازوت من مخزون الجيش؛ فتشير المصادر الى ان المديرية العامة لقوى الداخلي لم تطلب ذلك وهي غير مسؤولة عن أي تصرف قامت به على هواها مديرة المنشآت، فالالتزام هو بين المديرية العامة لقوى الامن الداخلي ومنشآت النفط.

والجيش ايضاً

بدورها دقت  المؤسسة العسكرية تدق ناقوس الخطر مع قرب نفاد مخزون المحروقات لديها، ما يشكل عائقا أمام تنفيذ مهمات قواتها.

وتعمل قيادة الجيش تعمل على إيجاد حل مع وزير المال ومصرف لبنان لتأمين الإعتمادات اللازمة من احتياطي الموازنة وتحويل الاموال لشراء الفيول وقالت إن الوضع دقيق جدا ولا يحتمل حال المراوغة، والجيش يعمل على “التقنين” في كل المهمات العملانية حفاظا على الكميات المتبقية في مخازنه، مع الحفاظ على الحد الادنى من الجاهزية.

واشارت الى أن وزير الداخلية طلب الدعم من قيادة الجيش إلا أن وضعها لا يسمح لها بالمساعدة وختمت المصادر بالسؤال: في حال نفاد هذه المادة من عند الجيش، فماذا سيكون مصيره؟؟.

باسيل في بكركي

رئاسياً ومع حلول كل من النائب السابق سليمان فرنجية وعقيلته ومن ثم رئيس حزب “القوات” سمير جعجع عقيلته ضيوفاً على مائدة البطريرك الماروني بشارة الراعي بفارق اسابيع بينهما، حط  رئيس «التيار الحر» النائب جبران باسيل، في الديمان والتقى الراعي.

وقال باسيل :”  إن الانتخابات الرئاسية لن تأتي بالتغيير المطلوب إلا أنه استحقاق دستوري يجب أن يتم»، مضيفا أن «رئيس الجمهورية الجديد يجب أن يحظى بمواصفات أساسية، وأن «على رئيس الجمهورية أن يكون ابن بيئته وممثلا لوجدانها وأن يمثل جميع اللبنانيين وغير مسموح أن يسقّط»، معتبرا أن «هذه مناسبة لبكركي لتقوم بمبادرة والموسم اليوم هو موسم بازار مواصفات».

مصادر وزارية: الحكومة على المحك فالعديد من الوزراء “البرتقاليين” والمحسوبين على باسيل يلوحون بمقاطعة تصريف الاعمال لنزع الميثاقية عن الحكومة الميقاتية

وأكد باسيل: «رفض فرض أي رئيس من الداخل أو الخارج وعندما أطرح نفسي مرشحا للرئاسة حينها أصنف وعلينا أن نحترم مواقعنا وخياراتنا».

وتشير مصادر متابعة لملف الاستحقاق الرئاسي لـ”جنوبية” ان باسيل يستدرك الزيارة وهو انتظر حتى تهدأ عاصفة توقيف المطران موسى الحاج واتهام باسيل بأنه يقف وراء التوقيف كرسالة للراعي، ومن ثم اضطراره وعون الى المزايدة المسيحية وركوب موجة الاستنكار.

وترى ان باسيل رغم انه آخر الواصلين الموارنة من المرشحين الرئاسيين، يأتي باسيل الى الراعي بعد فرنجية وجعجع ليأخذ “بركة” الراعي وليقف على خاطره، وليؤكد انه لا يستهدف بكركي ولا بكركي تستهدفه، عندما حددت مواصفات الرئيس العتيد.     

السابق
بالفيديو: بلدية صور «تُفلت» مياه المجارير على البحر صباحاً!
التالي
خاص «جنوبية»: الجيش يطارد «بارونات» المخدرات من بعلبك الى الضاحية..ولو كَرِه «حزب الله»!