1 آب.. إما الجيش وإما «حزب الله»؟!

بمناسبة عيد الجيش، ما يزال كثير من اللبنانيين يعتبرون أن الجيش هو خط الدفاع الأخير، وأن سقوطه هو سقوط آخر مدماك من مؤسسات “الدولة”، ليس أمنياً فحسب، بل أيضاً إدارياً وسياسياً. وهو ما يفتح الباب لتنفيذ الطموحات “التقسيمية”، كما يفعل حزب الله منذ زمن بعيد!
حزب الله الذي أسس دولة ضمن الدولة، مع عسكره ومصارفه ومدارسه ومستشفياته ومؤسساته الاجتماعية، ومع سياسته الخارجية الخارجة عن إرادة الدولة، خاصة في علاقة لبنان بالدول العربية الشقيقة، وإدخال لبنان في المحور الإيراني، وتحويله لجبهة “غب الطلب” ولورقة تهديد وابتزاز خدمة للمصالح الإيرانية.. كيف لا، وهو يتهم اللبنانيين بالعمالة، في حين أنه يتباهى أن تمويله وتجهيزه وسلاحه… كلها إيرانية. إيران التي لم تمانع في آب 1985 بالاستعانة باسرائيل وبصواريخها في حربها مع العراق.

هل يسعى حزب الله الى حل الجيش اللبناني على المدى البعيد ليحل محله

غالباً ما يقول حزب الله إنه قادر على حماية لبنان عسكرياً، وبخاصة من العدو الاسرائيلي، في حين أن الجيش اللبناني غير قادر على حماية لبنان، فهل يسعى حزب الله الى حل الجيش اللبناني على المدى البعيد ليحل محله، أم أنه يريده أن يتحول الى قوى أمن داخلي فقط تحت مظلته، وحرس حدود له، كي يتمكن من تنفيذ الحروب التي يريدها ساعة يشاء، كما يفعل الآن؟

في الواقع، لا يختلف أحد في لبنان على شجاعة عناصر الجيش اللبناني، فهو لم يتقاعس بالقيام بدوره في المعارك الكبرى مع الارهاب وغيره. في حين كان من الخطأ زجه ضد المتظاهرين وإعطاءه أوامر بمواجهتهم بالعنف أحياناً. ولا تمنع إرادة المحافظة على الجيش، من انتقاد بعض قرارات قيادته أو سوء تصرفات بعض ضباطه وعناصره أحياناً.

لا يدعم سلاح حزب الله في لبنان سوى جمهوره وفريقه السياسي، من ضمنه بعض من جمهور عون وصهره

ولكن معظم اللبنانيين باستثناء جمهور حزب الله، يريد الحفاظ على مؤسسة الجيش التي قدمت الكثير من التضحيات بإمكانيات متواضعة. لا يدعم سلاح حزب الله في لبنان سوى جمهوره وفريقه السياسي، من ضمنه بعض من جمهور عون وصهره. وبالتالي، فإن ميليشيا حزب الله العسكرية غير مقبولة في الداخل لتحل مكان الجيش. فهي ميليشيا (وتعريف المليشيا هو: مجموعة عسكرية تعمل خارج الجيش) لا تتمتع بثقة اللبنانيين. بل تعمل على السيطرة على حياتهم سياسياً وأمنياً، وتسهم بفشل لبنان إقتصادياً ومالياً! وبالتالي، فإن الخيار الوحيد أمام اللبنانيين هو الجيش اللبناني. وإلا فإن الخيار الآخر هو الأمن الذاتي لكل منطقة وبالتالي التقسيم!

“الله معك يا وطن”! بهذه التحية يتوجه اللبنانيون في حياتهم اليومية للجيش عند لقائه، وعلى الحواجز. فالجيش بالنسبة لهم هو رمز الوطن

ومع ضرورة الاجتهاد للحفاظ على الجيش، فإن الطبقة السياسية تعرِّض الجيش، كما كل المؤسسات، للانهيار. فالهروب من الجيش تخطى الخمسة آلاف عنصر. وليس هناك إمكانية لتأمين معاشات عناصره سوى بمساعدات عربية وأميركية… والكل يعلم ما الذي سيحدث عند نفاذ ما تبقى من احتياطي مصرف لبنان والبالغ 10 مليار دولار، لا معاشات للجيش، ولا لغيره! وكذلك، لا طحين، لا دواء، لا بنزين، لا مازوت… فالمستقبل معلوم، وليس مجهولاً!

“الله معك يا وطن”! بهذه التحية يتوجه اللبنانيون في حياتهم اليومية للجيش عند لقائه، وعلى الحواجز. فالجيش بالنسبة لهم هو رمز الوطن..فهل يبقى “الوطن”؟!

السابق
سفينة سورية في لبنان تحمل قمحاً اوكرانياً مسروقاً.. والسفارة تتحرك
التالي
تاريخ النهضة في جبل عامل(3): رجالات يستنهضون العلم ويؤسسون الجمعيات الادبية والفكرية