«عاشوراء» إيران تمتد إلى شارع الحمراء..وحزب الله «يلطم» مسرح المدينة!

عاشوراء

تحل ذكرى “عاشوراء” هذه السنة ، وفي كل يوم تشهد البلاد والعباد عاشوراء جديدة، وتزداد مأساة المواطن، بطغيان الزمرة الحاكمة الفاسدة.

في ذكرى عاشوراء تنجلي الصورة وتتوضح معالمها القاسية والصعبة ، وتنجلي بوضوح كلّي صورة دولة إيران والنّزعة الإنفصاليّة الشّيعيّة في لبنان والعالَم العربيّ،وفي بقاع “العالم الشيعي”..

عاشوراء ليست حكراً للشيعة أو “للجمهورية الشيعية الايرانية” بل انها تمثل قبضة كل ثائر ترفع بوجه ظالِمه ومحتله وغاصبه

صورة إيران السّاعية لتحويل الشّيعة حول العالَم مِن مواطنين مدنيّين تابعين لدول مستقلّة، إلى موالين طائفيّين تابعين لدولة قابضة على عنق حياة الشيعة في العالم. ويتستّر فرعها اللّبنانيّ خلف ألف نقابٍ وحجاب، لا يحجب سوى وجه الحضارة والثقافة.

إقرأ أيضاً: حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: أعداء البكالوريا!

تمثّل “عاشوراء” ثورة انسانية قامت وثارت بوجه الظلم والطغيان والاستبداد ، وهي لسان حال كل مظلوم في الأرض، وليست حكراً للشيعة أو “للجمهورية الشيعية الايرانية”، بل انها تمثل قبضة كل ثائر ترفع بوجه ظالِمه ومحتله وغاصبه.

السبت ١ آب يبدأ إحياء ذكرى عاشوراء ، وتستبق جماعة إيران في لبنان الذكرى، بحشد (جيشها!) المتنوع، وتنشره على “محاور” البلاد وشوارعها وقراها ومدنها، وتولي للعاصمة اهتماما بالغاً، إذ لا تتردد بالدخول (الاحتلالي) الى جوّانية المشهد الثقافي اللبناني، الى عمق الثقافة التي جسّدتها العاصمة على طول مسافة انبثاقها التاريخي، ويتمثل هذا الاختراق للمدينة بمحاولة احتلال الثقافة المرئية التي يجسدها المسرح، خشبة المسرح، على غرار احتلال الشوارع والقرى والمدن وحشوها بصور “دينية” ايرانية وحزبية وسليمانية وخامنئية.

استئجار “حزب الله” لمسرح المدينة محاولة احتلال الثقافة المرئية التي يجسدها المسرح على غرار احتلال الشوارع والقرى والمدن وحشوها بصور “دينية” ايرانية وحزبية وسليمانية وخامنئية

لم تتردد ولم تخجل من مد سطوتها الى شارع الحمراء، رمز الثقافة والحضارة، فاستأجرت مسرح المدينة، وسط الحمراء، لتباشر نشاطها فيه، نشاط التثوير والتهليل لثقافة غريبة عن هذا المكان العريق والراقي.

وفور شيوع الخبر ،وقبل انطلاق “الهيصات” التي يُحرّمها كبار رجال الدين الشيعة انفسهم، تعلو صرخة الاعتراض من الناس على “عاشوراء مسرح المدينة” ليس اعتراضاً على “عاشوراء”، بل اعتراضا على اختراق المدينة وخلط حابلها بنابلها . إعتراض على“إستكبار حزب الله الإيراني، إعتراض على أستغلال الحزب للمناسبة واستعمالها في سياسته التوسعية. حزب محتلّ يريد أن يرفع راياته وسط المدينة التي يحتلها”.

وتقول المبدعة الكبيرة ، رائدة المسرح اللبناني الممثلة نضال الأشقر انها أجّرت المسرح لحزب الله كي يحي فيه ذكرى عاشوراء.. ويُسارع أغلب الكتّاب والشعراء والممثلين ورجال الفكر والثقافة.. الذين زرعوا وبذروا وحصدوا اشجار الثقافة في المدينة، يتهمون الاشقر بتسليم المسرح وما يمثله هذا المسرح من ثقافة تنويرية أضاءت وأنارت المدينة بشعاع المعرفة والابداع “بانبطاح ممثلة موهوبة ومثقفة معروفة أمام حزب السلاح المهيمن على البلاد والعباد، مرتكب الإغتيالات !”

وقد أعلنت نضال الأشقر أن حزب الله قدم طلب استئجار المسرح: “ووافقنا بكل سرور كون مسرح المدينة منصة حرة للتعبير الحر”!

أعلنت نضال الأشقر أن حزب الله قدم طلب استئجار المسرح: “ووافقنا بكل سرور كون مسرح المدينة منصة حرة للتعبير الحر”!

وقالت الأشقر في حديث للصحافة إنها لا ترفض طلب أحد في “مسرح المدينة”،” فهو فضاء مفتوح للجميع” ولا تستطيع استثناء أحد. وقالت أيضا أن عاشوراء بالنسبة اليها هو من التراث.

ولكن تبريرها لا يقنع عاقلا، اذ اكدت ،وهي مسؤولة عن كلامها، “الذين سيقدمون نشاطات عاشورائية سيقدمون قصصاً ومحاضرات وليس لطماً أو دماً”.

ويسارع كبار المثقفين اللبنانيين للقول والسؤال، “هل اللطم والدم والاغتيالات خارج خشبة المسرح مبررة وتتقبلها البلاد والعباد!”

السابق
حارث سليمان يكتب لـ«جنوبية»: أعداء البكالوريا!
التالي
ربع قرن على رحيل الجواهري..«طائر العاصفة» الذي ما يزال يحلّق في سماء الشعر!